الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
اللادولة إلى أين ؟

بواسطة azzaman

اللادولة إلى أين ؟

محمد رسن

 

الطغمة الفاسدة لديها إصرار مخزي يندى له جبين الإنسانية على خراب البلاد وجعلها في منطقة الفوضى واللادولة، يتراقصون على جراحات هذا الوطن، ومازالوا يمضون في الاتجاه المعاكس لرياح النجاح، بعقلياتهم الرثة، رغم سقوطهم المخزي وسط تخبط سياسي مخجل لم تشهده المنظومة السياسية منذ تأسيس الدولة العراقية،البلاد لم تُقد على يد مشروع وطني، بل أخذت رهينة لعقليات مأزومة تفتقر للرؤية وتنتمي لزمن الأحقاد، تدار السلطة بمنطق الغنيمة لا بمنهج الدولة، وبعقلية تعيش خصوماتها التاريخية أكثر مما تعي تحديات الحاضر، والقرار يختطف لا يصنع، والمصلحة العامة تختزل في مزاجات أفراد لا في منظومة مؤسسات في وطن كهذا، أمر يدعو للحزن بلد أسمه (العراق) يدار من قبل عقليات ماضوية مجرورة بنتائج سوء تقديراتها وعجز تفكيرها، وغياب فطنتها، بارعة فقط في الارتهان والانبطاح والتجارة بدماء الأبرياء والفقراء، والمضحك المبكي، سلطة تفتح خزائن الدولة المنهوبة لإعمار بلدان اخرى، بينما العراق يغرق في ظلامه، وبطالته، وفقره، وذلّه؟

أي منطق يحكمكم وأنتم تتنازلون عن 2.5 مليار دولار لأحدى البلدان في صفقة لا تخدم إلا مصالح الخارج، وتسجل على حساب كرامة الداخل؟ شعب العراق يُهان كل يوم، بين عاطل عن العمل، وجائع في وطن النفط، ومواطن ينهشه العوز، وأنتم تغدقون الهبات خارج الحدود كأن لا مأساة في الوطن، ولا شعب يستحق الحياة، هذه ليست سياسة، بل خيانة وخضوع مذل، وتبعية مفضوحة، وسقوط لا يغتفر أنتم لم تحكموا، بل انبطحتم، ولم تخدموا العراق، بل بعتموه باسم العلاقات والمصالح، بينما لا كهرباء تُضيء ليالينا، ولا دواء يشفي مرضانا، ولا كرامة تبقى لمواطن تستهلكونه وتمتهنونه كل يوم، إذا كانت البلدان أولى برأيكم، فلتتركوها لهم ولتغادروا، فلن نغفر لكم أن تبيعوا العراق بثمــــــــــــن الكذب والذل، وتدّعوا الوطنية فوق أنقاض شعب جائع.

 

 

 


مشاهدات 53
الكاتب محمد رسن
أضيف 2025/04/26 - 3:10 PM
آخر تحديث 2025/04/27 - 10:00 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 489 الشهر 29163 الكلي 10909810
الوقت الآن
الأحد 2025/4/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير