الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
في ذكرى الاحتلال الأمريكي.. أسرار ظهرت وأخرى تنتظر

بواسطة azzaman

في ذكرى الاحتلال الأمريكي.. أسرار ظهرت وأخرى تنتظر

هل ستعي أجيال العراق حقيقة ما حدث؟

 

عمر علي حيدر

لا يمكن أن تمر ذكرى الإحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 مرور الكرام على العراقيين ولو بعد ألف عام بل أكثر، لا سيما الأجيال التي عايشت الحرب بكل ما فيها من صور وذكريات قد تبدو في عقول من لم يشهدها كأنها من ضروب من الخيال المنافي للواقع، وهم معذورون في ذلك من دون شك، فما جرى على العراق آنذاك لا يقبله عقل ولا منطق، وكل ما فيه مهول ورهيب وعجيب وغريب!.

الشيء المثير أن الكثير من أسرار الحرب لا يزال يتكشف يوماً بعد يوم، بتصريح هنا، ولقاء هناك، ومذكرات هنا، ومقال هناك..

مواقف تظهر كانت مخفية، وأقنعة تُزال كانت ساترة، وحوادث تروى كان يحول الخوف من دون روايتها، وأخرى رويت بعد زوال المؤثرات، وغيرها ربما طويت إلى الأبد في علم الغيب بموت أصحابها ففتحت الأبواب للقال والقيل مما يتعذر حصره، ويتعسر مصداقه.

 نَقّبت في العشرات من الكتب والمصادر التي تحدثت عن الحرب على العراق، اخترت منها -من بين ما اخترت- ما قاله عدد من المعنيين بالحرب من رؤساء وقادة وشخصيات أرويها بلسانهم للتاريخ، تسهيلاً لمن تصعب عليه قراءة الكتب والمصادر، أو الحصول عليها، وإسهاماً في توثيق مرحلة مهمة من مراحل تاريخ العراق الحديث لتكون أمام أجيال العراق التي نعول عليها في إعادة حق العراق، والحرص على عدم وقوعه في مثل هذا الدمار الجسيم.

وسيراً على التسلسل المنطقي للحوادث، نبدأ من بدايتها، الى نهايتها، وهذا بعض ما قيل

1. التعاون يساوي عدم التعاون

 “وكلما ازداد تعاون العراق مع المفتشين، تحولت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا إلى حالة أكثر عدائية للتفتيش.

وقال متحدث باسم البيت الابيض :(لن تفاجأ الولايات المتحدة في حال ادّعى صدام دون سابق إنذار، أنه غير من قناعاته، وسمح لطائرات U2 بالتحليق، أو بإظهار بعض الأسلحة التي زعم أنه لا يملكها. لكن ذلك لن يغير مسألة امتناع صدام حسين عن التعاون). التعاون يساوي عدم التعاون، وقد نطق بذلك أخيراً (الحمامة) التي تحولت إلى (صقر)، وهو وزير الخارجية الأمريكي كولن باول في 5 من آذار 2003م”.

 2. هيمنة جديدة وانتقام قديم

 “تمحورت الأهداف الأمريكية من الحرب على العراق حول الهيمنة على سوق النفط العالمية ودعم الدولار الأمريكي، حيث أن صدام حسين كان قد اتخذ قراراً عام 2000 باستعمال اليورو كعملة وحيدة لشراء النفط العراقي، وضمان عدم حصول أزمة وقود في الولايات المتحدة بسيطرتها بصورة غير مباشرة على ثاني أكبر احتياطي للنفط في العالم، إضافة للمصالح الشخصية لبعض شركات الإعمار والدفاع الكبرى في الولايات المتحدة، وأن (جورج) اراد أن ينتقم من (صدام) لضلوعه في محاولة اغتيال والده في الكويت عام 1993م”.

تصريحات بوش

3. من القاعدة إلى العراق!

«تحول الرأي العام الأمريكي بسرعة بعيداً عن الغضب على القاعدة إلى الإنشغال بالعراق، كما انعكس ذلك في تصريحات بوش ذاته. ذكر بوش في النصف الثاني من العام 2003 أسامة بن لادن ثلاث مرات فقط، وذلك رداً على اسئلة طرحت عليه في المؤتمرات الصحفية. لكنه ذكر اسم صدام حسين 150 مرة في الفترة ذاتها، أما كلمات القاعدة فقد تلفظ بها تسع مرات، مرة ليقول أن صدام حسين مرتبط بتلك المنظمة الإرهابية. لكن بوش تحدث عن أفغانستان تسع عشرة مرة، بينما ذكر العراق ستاً وتسعين مرة».

4. وقعت الحرب بتسهيلات عربية!

 “لاقت الجهود الدبلوماسية مصيراً مشؤوماً كذلك. فعلى الجانب العربي فإن التحركات لم تكن أكثر إيجابية، حيث عُقِدَت قمة عربية قبيل الحرب على العراق في شرم الشيخ في 2 من مارس 2003، لكنها تمخضت عن خلافات رخيصة وتلاسن بالاسماء، على الرغم من أن هذه القمة كان أمامها عدد من المقترحات الجادة للخروج من المأزق الخاص بالعراق، كإرسال وفد إلى العراق لإيجاد حل لتفادي الحرب.

 البعض كان يريد حث صدام حسين على الاستقالة.

واقترح الشيخ زايد آل نهيان تقديم ملاذ آمن لصدام حسين لمساعدته في الحصول على مخرج كريم، إلا أن هذا الطرح وغيره تم تجاهله.

 ولم يكن هذا غريباً بالنظر إلى أن عدداً من القادة العرب كانو يبغضون صدام حسين ويودون لو أن عملية غزو تقع لتخلصهم منه.

ولم يتم وضع مقترح الشيخ زايد على جدول أعمال القمة. وفي النهاية تم إغفال أي فكرة حول إرسال وفد للعراق، ووقعت الحرب بتسهيلات عربية من عواصم كانت تمقت صدام حسين.

بمثل هذه المشاعر، وبغير موقف موحد، لم يكن للقادة العرب أي دور أو تأثير في حرب تشن في قلب منطقتهم، اللهم إلا تقديم القواعد والتسهيلات في بعض الحالات للقوات الأمريكية”.

ثمن باهظ

5. الحكم بسلاح الخوف

 “لا يمكن للمرء أن يحكم بسلاح الخوف مدة طويلة، وقد دفع صدام ثمن تلك القناعة. ولكن ما هو أسوأ، أن شعبه دفع ثمناً باهظاً أيضاً، مراراً وتكراراً، لم نصدق أنه يملك أسلحة دمار شامل، كما كان يزعم الحلفاء،  حتى الجنرال كولن باول، الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية الأمريكي في ذلك الحين، عبَّر في وقت لاحق عن أسفه حيال الدمار الذي أحدثه الأمريكيون لدى اجتياح العراق، مقراً بأن المفتشين لم يعثروا على أثر لأسلحة الدمار الشامل المزعومة. واعترف باول أن تبرير الحرب على العراق شكل نقطة سوداء في حياته، ووصمة عار في مسيرته السياسية”.

 6. دراما سقوط بغداد

 “إن الأسابيع الأولى بعد سقوط بغداد قد رسمت شكل المسرح للدراما التي كانت قد ابتدأت للتو، إن سكان الجنوب الشيعة قد رفضوا بعناد أن يقيموا صلة بين الإطاحة بنظام بغيض وغزو البلاد واحتلالها، أما العرب السنة، فكانوا مستبعدين وحانقين وممتعضين، وهم ينتظرون الوقت لإعطاء ردهم المناسب، وأما الكورد فكانوا مصممين على الحصول على أقصى المكاسب، وعلى أن يكونوا حلفاء الإئتلاف الذين لا غنى عنهم”. 

علي عبد الأمير علاوي، إحتلال العراق (ربح الحرب وخسارة السلام)، 139.

 7. حقيقة بطعم البُغْض

 “لم يكن على بريمر بصفته الحاكم سوى التوقيع على ما يسن من القوانين الجديدة، أو يلغي من القديمة.

لم يكن بحاجة إلى التشاور مع العراقيين أو حتى الحصول على موافقتهم. تحدث الرجل بينما كنا عائدين إلى المنطقة الخضراء قائلا:نمثل السلطة المحتلة طالما بقينا هنا. هو اسم بغيض للغاية لكنه يعكس الحقيقة”.

راجيف شاندراسيكاران، حياة إمبراطورية في مدينة الزمرد، 82.

8. فرّق تَسُد

 “لكن واشنطن لا تمنع نشوب حرب أهلية، ففي الحقيقة، فإن سلطات الإحتلال تضرب الأكراد بالعرب، والشيعة بالسنة، وفصيلاً ضد فصيل آخر للتأثير على سمة الحكومة المستقبلية باتباع سياسة (فرّق تسُد)”.

9. لم نكسب ثقتهم

«لم نكن نصغي بعناية للشعب العراقي، أو لشخصيات العراق التي يحترمها ذلك الشعب، ولم نستطع مطلقاً كسب ثقتهم، لقد فشلنا في التحرك بالسرعة اللازمة لنقل السلطة لحكومة عراقية مؤقتة يتم اختيارها عبر عملية مشاورات مقبولة، كان من الممكن أن تجرى بواسطة الأمم المتحدة، ولم نسند للمنظمة الدولية ذلك النوع من الأدوار الذي كان من الممكن أن يجنبنا الكثير من الأخطاء، ومن أن ينظر إلينا كسلطة إحتلال».

10. الحرب الوقائية عودة لشريعة الغاب

 “عندما يقرر بوش أن يضع نفسه على هامش الهيئة الدولية، ويؤسس مبدأ الحرب الوقائية من خلال التدخل العسكري الأحادي الجانب، فإنه بهذا السلوك يؤسس سابقة خطيرة في تاريخ الولايات المتحدة، كل التشاور الذي بني منذ الحرب العالمية الثانية لم يدمر فحسب، بل فشل فشلاً مأساوياً وفقد مصداقيته، إنها عودة حقيقية إلى شريعة الغاب وفوضى العلاقات الدولية. في الحقيقة، يمكن أن تقوم غداً كوريا الشمالية -على سبيل المثال- بحجة أنها مهددة، بالتدخل في كوريا الجنوبية (على طريقة الحرب الوقائية) تماماً مثلما تتدخل الباكستان في الهند، والبلدان يمتلكان السلاح النووي. ماذا ستكون النتائج؟، إنه يشبه (صندوق العفاريت) الذي يفتحه بوش وصقوره ولا نعرف نتاجه، من المبكر أن نقيس هذه الحرب ولكننا ندرك خطورتها القصوى”.

11. مجتمع المجرمين 

 “أولئك الناس الذين تراهم في الشوارع .... هم في الحقيقة لا يشبهون الشعب العراقي بأي صورة من الصور، إنهم يمثلون مجتمع المجرمين في العراق. وكما ترى، إنهم لا يرقصون فقط، بل ينهبون أيضاً، يسرقون المخازن، يسرقون السيارات، يشعلون الحرائق، يحطمون الشوارع. أولئك الناس الذين تراهم يرقصون هم نفسهم الذين كانوا يُستعملون للظهور على شاشة التلفزيون، يصفقون لصدام كالمجانين عندما كان غيرهم يعارضه. إنهم الإنتهازيون الذين ليس لهم مبادئ مطلقاً. دائماً مع المنتصر، يبيعون أنفسهم بثمن رخيص جداً، أنا لا أعتقد أنها كانت مجرد صدفة أن يتمكن الجيش الأمريكي دخول بغداد من هذه المدينة، رجاء!، يمكنك أن تعتقد ما تريد، لكن لا تسمّ تلك الزمرة من اللصوص والقتلة (الشعب العراقي)”.

12. خلف الكواليس

 “وبينما كنت أنظر حولي، تساءلت عمّا إذا كان بإمكاننا تحمّل مسؤولية إصلاح المشاكل الكثيرة التي كانت تواجه العراق، أصبحت أكثر إقتناعا بأننا بحاجة إلى كرزاي حقيقي في سدّة المسؤولية، أي إلى شخص يرجع إليه العراقيون لحل مشاكلهم، فيما نكون نحن خلف الكواليس، نساعد على إنجاز الأمور، لكن من دون تحمّل عبء إدارة الحكومة العراقية”.

13. العزلة ومسؤولية القرار

 “ لم أتمكن في ذلك الوقت من استشراف المستقبل، لكن كان كل ما أمكنني القيام به هو شق طريقي من خلال الحاضر. تظاهر مليون شخص ضد الحرب في شوارع لندن في شهر شباط/ فبراير 2003. لم يسبق أن شهدت شوارع لندن تظاهرة أكبر منها، الأمر الذي ذكرني بعزلتي، وبمسؤولية القرار الذي أوشك على اتخاذه”.

 14. أسلحة الدمار وسيلة

 “صار عندنا ثلاث نقاط ارتكاز تدفع أمريكا لاحتلال العراق، أولاً: القضاء على النظام الذي كان يشكل مصدر تهديد مباشر أو غير مباشر أو حتى يمكن اعتباره مصدر تهديد احتمالي للمصالح الأمريكية في المنطقة، ثانياً: السيطرة على النفط، ثالثا: ضمان أمن إسرائيل، وإن كان العراق الآن لا يشكل أي تهديد لإسرائيل ولا لأي دولة مجاورة، بمعنى أن أسلحة الدمار الشامل لم تكن إلا وسيلة وطوق نجاة لتحقيق الأهداف الإستراتيجية أعلاه”.

15. تطبيق القانون مشكلة

 “أصبح القانون المطبق على العسكريين الأمريكيين الذين يخرقون القوانين العراقية مشكلة، وحاولنا أن نجد التوازن بين التاكيد لجنودنا أنهم لن يجدوا أنفسهم أبداً تحت رحمة المحاكم العراقية والتأكيد للعراقيين على أنه إذا اقترف أحد جنودنا جريمة مروعة فيمكن محاكمته في العراق”!.

 16. النهب من أشكال التسوق!

 “الفقراء المستقلون الذين يدفعهم الجوع، والمجرمون الذين يدفعهم الطمع، كوَّنوا عصابات كانت تجوب الشوارع بحثاً عن أهداف، والشرطة كانت قد غادرت مراكزها للإنضمام إما إلى لجان الأمن الأهلية، أو إلى العصابات، وتحولت المدن العراقية إلى (مناطق حرة لإطلاق النار)، وأصبح الطرف الأقوى والأفضل تسليحاً والأشد ضراوة هو الذي ينتزع السيطرة، وليس فقط لم يعد بالوسع التحقيق أو العقاب في الجريمة، بل إنها فقدت حتى تعريفها، والنهب أصبح شكلاً من أشكال التسوق”.

وليام بولك، لكي نفهم العراق، 206.

17. أتركوهم ليسرقوا

 “هؤلاء الأغراب عن مجتمعنا العراقي في أشكالهم وطباعهم وأفكارهم وهم في مجلس الحكم الإنتقالي، عندما نسألهم: لماذا لا توقفون هذا النهب والسلب في العراق؟، يقولون: أتركوهم يسرقوا ليكسروا حاجز الخوف الذي خلق بداخلهم من السياسات السابقة”.

سميرة رجب، المقاومة من العراق إلى الأمة، 160.

18. إنشقاق 

 “الإنشقاق الذي برز بين صفوف المنفيين وأولئك العراقيين الذين تحملوا استبداد صدام كان كبيراً جداً. فقد تبين أن هؤلاء الذين بقوا في الخارج كانوا في أغلب الأحيان أكثر تعنتاً، لا بل أكثر طائفية من أولئك الذين لم يبرحوا العراق، واختبروا التعايش والعمل مع بعضهم البعض”.

19. اجتماع العراق بانقسامه !

«قد يكون السبيل الوحيد للمحافظة على اجتماع العراق هو انقسامه، لا بشكل رسمي أو كامل، بل بقدر كافٍ يتيح إنشاء حيز للعيش للشيعة في الجنوب، وللأكراد في الشمال، وللسنة فيما بينهما، يجب أن يحدث ذلك نتيجة لسياسة معلنة لإن العراقيين قد قطعوا شوطاً نحو التقسيم».

20. غزو العراق مقامرة

 “بتجاهل نصيحة الخبراء، قامر الرئيس بوش بنجاح غزو العراق على الرغم من التعقيدات التي يشكلها الدين والتاريخ، وغياب مبرر (الحرب العادلة) المقنع، وما نتج عن ذلك من افتقار إلى الدعم الدولي. ولتبرير الرهان، بالغ في المخاطر التي تشكلها الحكومة العراقية والمنافع التي يحققها إقصاء صدام. والأدهى من ذلك أنه وعد القوات الأمريكية (بتقليص التهديد الإرهابي لأمريكا والعالم لحظة نزع سلاح صدام حسين)، وتبين في الواقع أن الغزو والإحتلال زادا من ذلك الخطر”.

 21. إسفين أمريكي بين العراقيين

«كانت الخطوات التي تقوم بها الحكومة الأمريكية تدق إسفيناً بين مختلف الفئات في العراق. فقد أبلغ أحد الأصدقاء العراقيين لتشارلز دولفر بأن العراقيين في الماضي لم يكونوا معتادين على التفكير بأنهم شيعة أو سُنَّة لكن طريقة تطبيقنا للديمقراطية دفعت الناس إلى الإعتقاد بأنهم يستحقون قطعة من الكعكة تستند إلى عضويتهم في مجموعة معينة. لذا فإن الحركة بأكملها كانت ابتعاداً عن المركز. وكانت القرارات المتخذة تميل إلى تجزئة العراق لا إلى جمعه معاً».

22. كانت النتائج كارثية

 “لقد تجاهلت سياسة بوش بعد غزو العراق نصائح عدد كبير من المستشارين العسكريين المهيمنين وأصحاب الخبرة في السياسة الخارجية، وكانت النتائج كارثية. وكان لدى هؤلاء الذين يديرون دفة السياسة الخارجية الفهم القليل لتاريخ وثقافة وأمور السياسة في هذا البلد، إضافة إلى تعقيدات التركيبة الإجتماعية للشعب العراقي والمنطقة بوجه عام”.

 23. لارؤية جماعية لمكونات العراق

 “لا تشترك مكونات العراق برؤية جماعية تجاه الدولة العراقية، كما أنه ليس لديها قيم مشتركة، وكان حتمياً بالتالي أن يشبه وضع الدستور تفاوضاً على معاهدة سلام وليس وضع أسس مشتركة، كان الشيعة يريدون دولة إسلامية لها الكثير من مميزات النموذج الإيراني، وكان الأكراد مجمعين على رغبتهم في بلد مستقل في نظام فيدرالي مرن يمنح كردستان العراق أكبر مقدار ممكن من الإستقلال، وكان العرب العلمانيون يريدون بلداً موحداً مع منح بعض السلطات إلى محافظات محددة جغرافياً، وليس على أسس عرقية، أما العرب السنة فلم يكونوا ممثلين في مجلس الحكم، لكنهم كانوا يريدون بشكل عام عراقاً مركزياً كالذي كانوا يديرونه ذات يوم. هكذا كان الشيعة ينظرون إلى إيران كنموذج سياسي لهم، وكان السنة ينظرون إلى أقرانهم العرب، بينما كان الأكراد يتطلعون إلى الغرب”. 

24. مصالح أمريكا أولاً

 “تبين أن خطط أمريكا الهادفة لبناء الدولة العراقية تخدم في الواقع المصالح الأمريكية الإستراتيجية لا رغبات الشعب العراقي، لقد أوضحت أمريكا بجلاء لا لبس فيه عزمها على خصخصة جزء كبير من الإقتصاد العراقي. مع تقديم عقود الإعمار كهدايا من دون مناقصات معلنة للشركات الأمريكية الكبرى (العديد منها مرتبط بصلات مع البيت الأبيض وسيده) بحيث تغلق مسبقاً كل الخيارات المتاحة أمام أية حكومة وطنية تنبثق في العراق في نهاية المطاف”.

ضياء الدين سردار وميريل وين ديفيز، لماذا يكره العالم أمريكا؟، 15.

 25. كنز النفط العراقي

«إن السيطرة على الإحتياطيات النفطية العراقية سوف يعطي ميزات إيجابية على صعيد سوق النفط العالمي لكل من أمريكا وبريطانيا في مواجهة كل من روسيا وفرنسا والمانيا ودول أوبك، وبعبارة أخرى، أن فوائد السيطرة على النفط في العراق عظيمة جداً بالنسبة لبريطانيا وأمريكا، ولذلك ليس من السهل أن يتخلوا عن مخططاتهم العسكرية ونياتهم في السيطرة على كنز العراق النفطي».

ف. ي. كرلوف، إمبراطور كل الأرض، 226.

 26. خيبة إدارة المشكلات

 “كانت طريقة بوش في إدارة المشكلات في العراق تثبت خيبتها يوماُ بعد يوم في تحقيق المهمة الموكولة إليها، كان يتلقى التقارير أولاً بأول وبانتظام، كان معزولاً عن واقع الأحداث على الأرض، ومن ثم فقد بدأ السقوط بفخ الإيمان بحنكته الشخصية، إن إخفاق بوش في فتح أبواب البيت الأبيض لأفكار جديدة في مرحلة ولايته الثانية، جعله بالفعل يبدأ في دفع الثمن”.

سكوت مكليلان، ماذا حدث داخل أروقة البيض الأبيض في عهد بوش وثقافة الخداع في واشنطن، 362-363، باختصار.

27. ما علاقة العراقيين بالإرهاب؟

 “أنا لا أعرف فيما إذا كانت هذه الحرب على صواب، كنت أفكر، هناك في الصحراء، عما نفعله، أنا ضد الأرهاب، ولكن ما علاقة هؤلاء العراقيين بالإرهاب؟، أعتقد أن وراء ذلك كله هو النفط، ألا ترين؟، فوضى. الوزارة الوحيدة التي قمنا بحمايتها هي وزارة النفط، البقية نهبت واحرقت، عندما كنا في إحدى الدوريات لاحظت أن العراقيين يظهرون العداء لنا، كانت وجوههم تقطر بمرارة. لم نعد مرحبّ بنا، ماذا تعتقدين؟”.

28. لابد من إصدار الأوامر

 “عندما أعود بالذاكرة إلى ما حدث في الماضي، فإنني أدرك أنه كان يتعين عليّ أن أصرّ على إجراء المزيد من النقاش والبحث في أوامر جيري، وبخاصة فيما يتعلق بالرسالة التي يمكن أن يمثلها تسريح الجيش وبالطريقة التي كان يمكن أن يؤثر بها إنهاء عهد حزب البعث لدى الكثير من السنّة. أما الفترة الطويلة التي قضاها أحمد شلبي في المنفى، فقد تبين أن برنامج إنهاء حزب البعثكان له تأثير عميق على الكثيرين بدرجة أكبر مما كنا نتوقع بما في ذلك الطبقة المتوسطة من أعضاء الحزب مثل المدرّسين. لقد كان من الممكن أن نصدر الأوامر بشكل أو بآخر على أي حال. فقد كانت هناك دعوات قوية تطالبنا بذلك. وكان أي بديل عنها من شأنه أن يخلق مجموعة من المشاكل المنفصلة عن ذلك السياق، ولو أن الشيعة فهموا إننا لم نكن جادين في تصميمنا على وضع نهاية لعهد حزب البعث لكانوا قد انقلبوا على التحالف ورفضوا الهدف المتمثل في إقامة دولة عراقية موحدة تنعم بالديمقراطية، وانحازوا إلى جانب إيران، والواقع أنه لم يكن ثمة وسيلة تتيح لنا أن نعرف بشكل مؤكد ما كان يمكن أن يحدث، غير أن مناقشة هذا الأمر كان من شأنها، على أي حال، أن تجعلنا مستعدين بدرجة أفضل لمواجهة ما طرأ بعد ذلك”.

 29. أُقْتُل من أجل حكومتك.

 “سمعت جندياً يقول إنه تكلم مع قسّيسه حول قتل العراقيين، وأن القسّيس قد قال له إنه لا بأس بالقتل من أجل حكومته طالما أنه لم يستمتع بذلك!، بعدما قتل أربعة رجال على الأقل، سمعت الجندي يقول إنه بدأت تراوده شكوك، وقال: (أين الموضع الذي ورد فيه أن المسيح قال إنه لا بأس بقتل الناس من أجل حكومتك؟)”.

30. الفرار من الموت

«هل شاهدتم قبل ذلك أناساً يفرون من الموت؟، المشهد لا يمكن أن يوصف، إنهم جميعاً كانوا يريدون الفرار من الموت الذي أصبح يتخطف الناس في الفلوجة من كل مكان في المدينة. يخطف الرضيع من على صدر أمه برصاصة قنّاص، والأب من بين أبنائه بقذيفة، والطفل وسط إخوانه بشظية، والعائلة كلها بصاروخ، إنه الموت قادم يدوس فوق المنازل والبيوت، جاء به بوش وجنوده إلى أهل الفلوجة الذين كانوا آمنين مطمئنين يعيشون مثل كثير من الناس، لكن الآن كل شيء تغيَّر، الكل يريد الهروب من الموت».

 

أحمد منصور، معركة الفلوجة، 173.

31. همج بدون عمدة !

«عندما غادر بريمر العراق في حزيران/ يونيو 2004، بلغ عدد الجنود الخاصّين أكثر من عشرين الفاً داخل حدود البلاد. وأصبح العراق يُعرف بـ (الغرب الهمجي)، لكن من دون شريف (عمدة)، وسيتم التعاقد مع هؤلاء المرتزقة الذين استخدمهم الإحتلال رسمياً، بمبلغ سيفوق بانتهاء (سنة بريمر) الملياري دولار من الأعمال الأمنية، بما يصل إلى 30 بالمئة من موازنة (إعادة بناء) العراق. ولا يأخذ هذا طبعاً في الإعتبار الكيانات الخاصة التي استخدمت المرتزقة على نطاق واسع في العراق».

 

جيرمي سكاهيل، بلاكووتر، 174.

 32. أرواح العراقيين ثمن لشجاعتهم

 “لقد قاتل كثير من العراقيين بضراوة وبإنكار للذات، لكن استعداداتهم كانت ضعيفة، حيث لم يكن هناك سوى القليل من المتاريس والعوائق في الطريق، والخنادق المضادة للدبابات، وحقول الألغام الواسعة، ومواقع الكمائن، والأسلحة الثقيلة المتموضعة والمخبأة، والأساليب الأخرى الشائعة في الحروب المدينيّة الناجحة، لقد دفع العراقيون أرواحهم ثمناً لشجاعتهم”.

 

الجنرال ويسلي كلارك، الإنتصار في الحروب الحديثة، 92.

 

 

33. العراقيون رجال شجعان

 “كان العراقيون يلحون على استعادة السيطرة على بلدهم، وبدأنا نسمع كلمة المحتلين تتردد مراراً، أنا لم أتوقع، كما قال نائب الرئيس وغيره من المسؤولين عن سذاجة، بأن العراقيين سوف يرحبون بنا ويصفوننا بالمحررين، وقلت في نفسي إن المكان الوحيد الذي يَلقى فيه الجنود الترحيب بالورود والأزهار التي تلقى على أقدامهم هو الأفلام السينمائية التي تحكي الحرب العالمية الثانية، العراقيون رجال شجعان وشديدو البأس عرف عنهم أنهم مستقلون ونالوا استقلالهم بقوة، أذكر أن الرئيس حسني مبارك قال لستيف هادلي ذات يوم:” أنا أعرف أنكم تريدون نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط، ولكن لماذا بدأتم بالعراق؟، فهم الأسوأ”.

 

كوندوليزا رايس، أسمى مراتب الشرف، 282-283.

 34. لا تورط للعراق مع القاعدة

«وباستخدام المبالغة والتخويف سعت الإدارة - الأمريكية - ونجحت في خلق الإنطباع أن القاعدة والعراق يعملان معاً ويمثلان تهديداً واحداً موحداً للولايات المتحدة. أما تحقيقات اللجنة- لجنة الإستخبارات الأمريكية CIA - فتتكشّف عن شيء مختلف كلياً. وجدت اللجنة أنه لم تكن هناك معلومات موثوقة عن تورط العراق في هجمات 11/9 أو أن له معرفة سابقة بها، أو بأية عملية للقاعدة. وكذلك وجدت اللجنة أن العراق لم يقدم قبل الحرب أسلحة كيميائية أو بيولوجية أو اية مواد أخرى لدعم القاعدة”.

 

لجنة تحقيق CIA، أحمد الجلبي والمجلس الوطني العراقي في تقرير المخابرات الأمريكية، 231.

 

35. أزالوا صدام وعجزوا عن توفير الكهرباء!

«وبصرف النظر عن تكاليف الإصلاح، فإن ما سُرِق ودُمِّرَ من تجهيزات عرقل أعمال توفير الكهرباء واستئناف إنتاج النفط، وزاد من اهتزاز مصداقية أمريكا لدى الشعب العراقي. ومهما يكن من أمر، ففي تلك المنطقة التي يتنفس أهلها نظرية المؤامرة كالأوكسجين، تساءل العراقيون: كيف تمكن الأمريكيون، في ثلاثة أسابيع من إزالة صدام حسين القوي الجبار ولكنهم عجزوا عن منع النهب أو إعادة الكهرباء؟، فلا بد أننا بنظرهم لم نشأ القيام بذلك، بل كل ما أردناه احتلال العراق!».

 

دنيس روس، فن الحكم، 156.

 

 

36. إنت مو على بعضك!

 “في طريق العودة [من لقاء صدام فور القبض عليه من قبل الأمريكان] جلس [أحمد] الچلبي بقربي صامتاً فسالته: (أنت مو على بعضك)، فقد كان يبدو خائفاً وكأن هناك شيئاً يخشى كشفه، فقال:(فكرت في هذا الرجل -أي صدام حسين- أي مكانة عالية كان فيها وإلى أي مصير وصل!، والإنسان يجب أن لا يشمت بمصائر الآخرين، فأنا لم يكن بيني وبين صدام حسين أي موضوع شخصي، ولا أستطيع الإدعاء أن البعثيين ظلموني، كلا لم يظلموني، بل على العكس كانوا دائماً يتعاملون معي باحترام وتقدير، لكنني حزنت كثيراً لما حل بشعبي وبلدي بسبب موضوع الكويت)”.

 

عدنان الباچة جي، لمحات صحفية، 706.

 37. لمصلحة من تدمير العراق؟

 “يقول الأمريكيون أن ليست لديهم قوات كافية لاحتواء الحرائق، وهذا أيضاً غير صحيح، إذا لم تكن لديهم قوات، فماذا تفعل هذه المئات من الجنود المنتشرة في حدائق النصب التذكارية للحرب العراقية - الإيرانية القديمة طيلة النهار؟، أو مئات الجنود المعسكرين في حدائق الزهور لقصر الرئيس قرب جسر الجمهورية؟، لذلك كان أهالي بغداد يسالون: من يقف وراء تدمير الإرث الثقافي -هويتهم الثقافية المهمة- ونهب الكنوز الأثرية من المتحف الوطني، وإحراق السجلات العثمانية كاملة، والسجلات الملكية والرسمية، والمكتبة القرآنية، والبنية التحتية الواسعة للدولة التي ندعي أننا سنؤسسها لهم؟، لماذا؟، يسألون، لم يعد لديهم كهرباء أو ماء؟، لمصلحة من يجري تفكيك العراق، تفتيته، حرقه، تدمير تاريخه، تدميره؟”.

 

روبرت فيسك، الحرب الكبرى تحت ذريعة الحضارة، 3/ 427.

 38. أسئلة تحتاج إجابات !

«ظهرت أسئلة بعد توترات وتقلصات عاشتها العاصمة الأمريكية بين السياسيين والعسكريين- بعد انتهاء الحرب على العراق- لعلها تعثر على إجابات في المستقبل: لماذا ترك قائد القوات البرية الجنرال تيمسكي منصبه ولم يجدد مدة خدمته كما عرض عليه؟، ولماذا اعتذر قائد القيادة المركزية الجنرال تومي فرانكس عن قبول منصب وزير الجيش الذي عرضه عليه دونالد رامسفيلد، ولماذا صمم فرانكس على الإعتزال دون أن ينتظر لكي يسبح وسط أضواء النصر بعد غزو العراق؟، ولماذا عهد بالقيادات الميدانية الكبرى الى جنرالات ينحدرون من أقليات عرقية هاجرت عائلاتهم أخيراً إلى الولايات المتحدة مثل: الجنرال ريكاردو سانشيز، الذي عين قائداً لقوات الإحتلال في العراق (وهو من أسرة مهاجرة من أمريكا اللاتينية)، والجنرال جون أبو زيد (وهو من أسرة مهاجرة من لبنان)، الذي عين قائداً للقيادة المركزية الأمريكية، بينما المعروف أن عماد القوات المشتركة باستمرار تقوم بها العناصر التقليدية ذات الأصول الأوروبية الواضحة؟، ولماذا ولماذا ولماذا؟».

 

محمد حسنين هيكل، الإمبراطورية الأمريكية والإغارة على العراق، 437.

39. تدمير العراق بنيّة طيبة 

 “لقد ساعدت المعلومات الإستخبارية التي قدمها أحمد الچلبي وإياد علاوي على تعزيز قضيتي حكومة بلير وبوش ضد صدام في مستهل الحرب. وكان كثير من هذه المعلومات خاطئة. وفي الواقع إن الإدعاء غير الموثق للحكومة البريطانية والذي تبناه الرئيس بوش بأن صدام وفي خمس وأربعين دقيقة يستطيع أن ينشر أسلحة دمار شامل كان مصدره حركة الوفاق الوطني العراقي. وسببت هذه الحادثة غضباً في بريطانيا. وأوضح متحدث باسم علاوي وهو (نك ثيروس) في ما بعد بأن (الوفاق الوطني العراقي قد سمعت هذا الإدعاء من مصدر واحد ومررته إلى المخابرات البريطانية بنية طيبة)”. 

 

جون لي أندرسون، رجلنا في بغداد، 105.

 

40. وهم النجاة !

«كان اقتناع صدام بأن نظامه سينجو من الحرب هو السبب الرئيسي في أنه لم يجعل قواته تشعل حقول النفط العراقية أو تفتح السدود لإغراق الجنوب، وهما أمران توقع الكثير من المحللين أن يكونا من أوائل التدابير التي سيلجأ إليها العراق في حال تعرضه للغزو، كان صدام يدرك أنه إذا كانت حساباته الإستراتيجية صحيحة، فسيحتاج إلى النفط لدعم نظامه. وحتى مع عبور الدبابات الأمريكية الحدود العراقية، ظل التمرد الداخلي أكثر ما يخشاه صدام، ولإخماد أي تمرد بعد الحرب، فهو بحاجة إلى أن تبقى الجسور سليمة والأرض في الجنوب غير مغمورة بالمياه، وهكذا خطط صدام لتحركاته على هذا الأساس».

 

فرانك هارفي، تفسير حرب العراق، 374.


مشاهدات 68
أضيف 2025/04/25 - 6:41 PM
آخر تحديث 2025/04/26 - 1:35 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 683 الشهر 28150 الكلي 10908797
الوقت الآن
السبت 2025/4/26 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير