الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إياد علاوي بعيداً عن السياسة: إصطحبت صدام إلى نادي العلوية فوصفه بوكر العملاء

بواسطة azzaman

إياد علاوي بعيداً عن السياسةإصطحبت صدام إلى نادي العلوية فوصفه بوكر العملاء

  أنجيلا أول صديقة تعرفت عليها وهي شابة من عائلة دبلوماسية عريقة

  معظم أكلات مطبخ العلوية مصحوبة بالكاري الهندي

  شاهدت فيلماً عن الحرب العالمية فصفق الجمهور للزعيم الألماني هتلر

  برزان لا يجيد التحدث بالإنكليزية ولهذا طرد شقيقيّ صباح وعماد

  تفوّقت على السفير الروسي بلعبة الشطرنج فغضب ولم يتقبّل الهزيمة

 

 

بغداد - كاظم المقدادي

في الذكرى المئوية لتأسيس نادي العلوية .. كنت ابحث عن شخصية اجتماعية  عراقية مهمة ومعروفة  تتحدث عن الحياة داخل هذا النادي العريق، الذي يقترب تاريخه من تاريخ الدولة العراقية .

الحقيقة .. لم اجد افضل من الدكتور اياد علاوي .. لأن الرجل كان يتمتع  بالشجاعة  التي يتحدث بها عن نفسه بصراحة غير  معهودة ، ربما هو الشخصية السياسية التي لا تخشى الخوض في الحديث ، عن كل شيء دون مواربة ودون خوف او تردد  من ذكر بعض الحالات والتجارب الانسانية والعاطفية التي مرت عليه في حياته الاجتماعية ، وفي نادي العلوية صاحبني الصديق رئيس الهيأة الأدارية لنادي العلوية الاستاذ شامل العاني  .

علاقة عاطفية

وعندما سألت  الدكتور اياد علاوي برغبة وبشكل مفاجيء ، ولكي يكون للحديث طعم ولذة وجدًة في مفاجآته ودهاليزه  ، وبشكل  يخص علاقاته العاطفية  في نادي العلوية  .. ذكر لي  دونما  تردد ولا حرج ولا ارتباك ،، اسم اول صديقة له في نادي العلوية ، وهي شابة بريطانية جميلة اسمها انجيلا ..!!

ومن هي هذه الحسناء الاجنبية ( انجيلا ) يا دكتور اياد :

- انجيلا شابة مثقفة ومن عائلة  اوستقراطية ودبلوماسية عريقة .. كانت تعمل بالسفارة البريطانية ولها  علاقات واسعة في نادي العلوية ، كانت بالفعل اجتماعية جدا ومحبوبة جداً ، الأمر الذي سهل لي ان اقيم معها علاقة صداقة استمرت لأيام طويلة .

  وهل توقفت وانتهت من دون خطوبة ولا زواج ..؟؟

سارع اياد علاوي لدفع تهمة الارتباط العاطفي قائلا :

- همنا السياسي كان اكبر من ان نقيم علاقات طويلة ، وحتى التفكير بالزواج ، لأنه لم يكن يشغلنا كثيرا ، ثم اني كنت طالباً في كلية الطب .

والكليات عادة تكون المكان الامثل للتعرف على شريكة الحياة والاقتران بها .

ويستدرك علاوي ثانية .. وهو يتحدث عن صديقته انجيلا  مبتسماً :

كان الزواج بالأجنبيات بطاقة مرور للدخول إلى الأوساط الدبلوماسية ، خاصة وان الاجانب هم الذين يهيمنون  على مجمل النشاطات الاجتماعية والثقافية .

لكن وربما لارتباطاتي الحزبية ، شعرت ان الأمر لا يناسبني ابداً

- هل أصطحبت  بعض البعثيين النافذين إلى نادي العلوية ..؟

—  نعم البعض منهم وكانوا يظنون ان النادي اصبح وكراً للعملاء الاجانب .

فكيف يمكن لي الزواج من عميلة في النادي .. يقهقه علاوي طويلا .

  ويتذكر  الدكتور اياد علاوي شروط القبول في نادي العلوية فيقول :

- كانت صعبة جدا ،  لقد كان  القبول  يقتصر عادة على طبقة خاصة .. وهي طبقة العوائل  البغدادية ، التي لها مكانة اجتماعية خاصة ، من خلال ما تملك من اموال وشركات ومعامل ومن مناصب حكومية.. كذلك وجود طبقة  الدبلوماسيين من العاملين بالسفارات ،  ومن العاملين في السلك الدبلوماسي في العاصمة بغداد .

 وعن الاجواء العامة والخدمات بنادي العلوية ذكر علاوي :

- كانت الخدمات تجري بشكل جيد يقوم بها الاخوة من المسيحيين الذين اشتهروا  بتقديم الخدمة الجيدة ، التي تليق بتاريخ النادي العريق ، كانوا يرتدون ملابس خاصة بهم ، وكانوا يتفننون بطريقة تقديم الوجبات ضمن إتيكيت متقن ورفيع المستوى .

ومن الأكلات البغدادية ، ما ترتبط بالمطبخ الهندي ، فمعظم الوجبات  كانت مصحوبة بالكاري الهندي … وكانت ادارة النادي تخصص كل يوم ثلاثاء وجبة خاصة من الكباب ومن الغنم العراقي ، كانت تقام عادة على حدائق النادي .

وعن نفسه يذكر علاوي انه كان يحب  الرز بالكاري مثل البرياني و الكباب على الفحم ، وهو كثيرا ما ويحتسي الويسكي ويتلذذ به .

اما الحفلات .. فكانت هناك حفلات ترفيهية متنوعة ومستمرة ، وكانت في حدائق سينما شتوية وصيفية ، واتذكر مرة .. اننا كنا نشاهد فلما عن معارك الحرب العالمية الثانية التي انتصر فيها هتلر، فصفق الجميع للبطل النازي الذي انتصر على الحلفاء  في معاركه .. لكنه قد خسر الحرب في نهاية الامر .

احتفالية النادي

 اما عن المناسبات السنوية يقول اياد علاوي كانت احتفالية ( السفينة الغارقة ) من اهم احتفاليات النادي ، كذلك في اعياد الميلاد والأعياد الاسلامية .

 وعن طبيعة اعضاء النادي .. يقول علاوي :

اعضاء النادي كانوا يرتدون ملابس تليق بالنادي ، ولا يسمح بدخول النادي إلاً بربطة عنق .

ومايسجل على نادي العلوية  من حالات التميًز .. ان جميع  الأعضاء كانوا يشكلون عائلة واحدة ، والكل يعرف الكل .. وطيلة السنوات التي كنت احضرها يقول علاوي:

 لم اشهد مشاحنات تذكر  ، لان الألفة الاجتماعية واحترام تقاليد النادي كانت  تشكل مكانة خاصة  من قبل جميع الأعضاء دون استثناء .

لكن لي واقعة خاصة ، حدثت  ذات مرة ، فقد تفوقت على  السفير الروسي في لعبة الشطرنج  ..  والحديث لعلاوي ايضاً :

 غضب السفير  وتعصب وحزن ، لأنه لم يتقبل الهزيمة ، وكان فعلا بحالة عصبية .. فتركته وهربت خارج النادي لكي لا تحدث مشاجرة بيني وبينه تسيء لسمعة النادي .

 وذات مرة .. يواصل علاوي حديثه :

عزمت صدام حسين في نادي العلوية ، عندما كان  عضوا في تنظيم حزب البعث ، وشعر صدام  ان النادي ليس مكانا امينا  للظهور وسطه ، وهنا قال عن النادي انه ( نادي عملاء ) ، لذلك طلب من أخيه برزان التكريتي ان يكون في الهيئة الادارية وكان له ما اراد ،

ومن الاجراءات التي اتخذها برزان منع أشقاء علاوي من دخول النادي ، ربما لانهم كانوا يصادقون الاجانب في نادي العلوية ويتحدثون معهم باللغة الانجليزية ، وبرزان لا يجيدها ،، وربما لاسباب طبقية ،، لكن حجة برزان كانت انهم لا يرتدون الملابس التي تليق بالنادي .. وعندما عرف صدام طلب من برزان الغاء قراره وفعل .. لكن شقيقيً  صباح وعماد .. لم يعودا  إلى النادي احتجاجا لقرار الإبعاد المجحف بحقهم.

وعلى الرغم من اني والحديث لي هذه المرة ..  ابتعدت مرغما عن طبيعة حياته  الحزبية والسياسية التي يعرفها الجميع ..

لكنه ظل يستذكر حياة الصبا عندما كان شاطرا وشقيا في كلية بغداد ، وايضاً ( مسلحا) في كلية  الطب ،  وأحد اعضاء الحرس القومي الشرسين في الستينيات.. ومن الذين  انقلبوا على قائد الحرس القومي أنذاك (  الطيار العسكري ) منذر الونداوي ، وشاركه في العصيان صلاح عمر العلي  ومنصور السعدون ، وعادل عبدالمهدي وشقيقه باسل عبد المهدي وآخرين  .

 واستمر في احاديثه المتقطعة .. كاشفا عن ترإسه التنظيم العسكري السري الذي ضم ذنون عبد الجواد وحسن فارس وآخرين .. وعن حركة وفاق التي أعلنت مغارضتها لنظام صدام حسين .

 واخيراً.. عاش اياد علاوي في منطقة الرصافة / في محلة جديد نجيب باشا في الاعظمية ، وذكريات كلية بغداد .

وفي منطقة المسبح  - الكرادة ، كانت المرحلة الثانية  من الحياة  المتميزة لإياد علاوي ، وهو الشاب الجامعي  في كلية الطب .. النشط  والمشاكس الذي كان ومنذ  طفولته متميزا في كل شيء - في الدراسة والسياسة ، وايضاً وهذا الأخطر في الانقلاب  السياسي على سلطة صدام الذي لاحقه  في عملية اغتيال فاشلة ، حتى عاصمة الضباب لندن ، ولم ينل منه ، لكن زوجته ذهبت ضحية لصراعات السلطة والتسلط للحزب الواحد الأحد.

 


مشاهدات 246
أضيف 2025/04/21 - 3:01 PM
آخر تحديث 2025/04/26 - 11:32 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 667 الشهر 28134 الكلي 10908781
الوقت الآن
السبت 2025/4/26 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير