الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
هل تتّجه المنطقة للحرب ؟

بواسطة azzaman

هل تتّجه المنطقة للحرب ؟

جاسم مراد

 

الاستهتار والبربرية الإسرائيلية ،يبدو إن المنطقة وبالخصوص حزام فلسطين تتجه الى التصعيد ومن الممكن للحرب للأسباب التالية ، اولاً إن إسرائيل لا تحكمها القوانين ولا تلتزم بالاتفاقيات ولا تحترم حق وحرية الشعوب في الاستقرار ، فما إن تم التزام الدولة اللبنانية وحزب الله بوقف الحرب على وفق الاتفاق الاممي (1701) بعد معارك استمرت ( 64) يوماً لم تتمكن فيها إسرائيل خرق الحدود والوصول الى نهر الليطاني ، فبعد هذا الاتفاق بتوقيع وضمانة الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا والأمم المتحدة خرق الكيان الصهيوني هذا الاتفاق واعتدى ودمر العديد من القرى والمدن اللبنانية وقتل وجرح العديد من اللبنانيين ومن ثم هاجم الضاحية الجنوبية لبيروت .

ثانياً استمرت إسرائيل بالوسع الاحتلالي للأراضي السورية في منطقة درعا التي لا تبعد سوى ( 60) كيلو مترا عن العاصمة السورية دمشق ومناطق أخرى في الجولان والاستمرار بالتوسع وتدمير ماتبقى من القوات السورية ، وهذا الأمر خلق ارهاصات شعبيه مهمة تطالب بالرد .

ثالثاً الاستمرار بضرب اليمن وتهديد ايران بالحرب ومواصلة القتل لشعب غزة والتراجع عن اتفاقيات الهدنة والمرحلة الثانية من وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى ، بالإضافة الى تهديد العراق بين فترة وأخرى ، واستمرار العدوان العسكري للضفة الغربية وتهديم البيوت والشوارع واعتقال المئات من المواطنين الفلسطينيين والتنكيل بهم والتوسع في انشاء المستوطنات ، كل هذه العوامل وغيرها تؤشر على إمكانية اندلاع الحرب وضياع إمكانية فرص السلام .

درجات عنف

فالوقائع تؤكد إن إسرائيل لا يمكنها أن تحترم الاتفاقيات ولا هي بإمكانها ان تعيش في أجواء السلام مع المنطقة العربية ، وأي مراجعة لوجود هذا الكيان منذ نشأته بقرار الأمم المتحدة عام 1948وهو يمارس اقسى درجات العنف مع الفلسطينيين ويستعمر العديد من الأراضي  ويهدد ويحتل المزيد من الأراضي العربية .

هذه الاحداث هي مجموعة من التراكمات لا يمكن إيقاف تداعياتها ، خاصة وان حزب الله ، ليس بامكانه السكوت على تلك الاعتداءات والاختراقات والاحتلال لبعض مناطق لبنان الجنوبية ، صحيح كانت الضربات لقيادات هذا الحزب عنيفة ومؤلمة ولكن لايتصور أحد بان حزب الله فقد القدرة العسكرية على الرد والمواجهة ، فهو ملتزم بموقف السلطة اللبنانية ويحترم الاتفاق الذي تحقق مع إسرائيل على وفق القرار الاممي ( 1701) لذا فأن احتمالية المواجهة واردة وقد تتسع لأكثر من مكان .

كان الرئيس الأمريكي ترمب تعهد في أولى خطاباته على تحقيق السلام في المنطقة وفي دول العالم ، لكن هذا التعهد قد افقد قيمته من خلال دعم إسرائيل وتأييدها في عدوانها المستمر على غزة وتنصلها عن الاتفاق والهدنة وسكوت واشنطن على عدوانها المستمر لجنوب لبنان والعاصمة بيروت ، كل ذلك يعني بأن الوضع ليس خاضعا للاجتهادات بل يعني قابل للتفجر .

بالرغم من إن كل المؤشرات توحي بعدم إمكانية الحرب بين ايران وواشنطن ، لكن العقلية اليابسة في واشنطن وتل ابيب يمكنها أن تدفع بترجيح الخطأ على العقلية السليمة ، وهنا لايمكن وقف تداعيات الحرب ومخاطرها على المنطقة برمتها ، وإسرائيل تشعر بأن هذا الوقت الذهبي لها لتنفيذ اجنداتها ومنها مشروع الشرق الأوسط الجديد ، ومثل هذا السلوك وخطورة المشروع على العرب تحديدا وايران وتركيا وحتى روسيا والصين سيفرز مواقف تكتلية في مواجهة هذا المشروع الخطير الذي سقط مرتين في القرن الماضي في الثمانينات والتسعينات ، ويسعى نتن ياهو احياءه بعدما شعر بان الساحة أصبحت مهيأة للعب فيها .

إن سياسات التلويح بالتخويف والتهديد لايمكنها ان تمنع ايران من الرد ولايمكنها ايضاً أن تجبر شعب غزة وقواه المقاتلة من الدفاع عن الوجود وحقهم في الحرية وإقامة الدولة الفلسطينية وايضاً لم توقف الرد القادم على الخروقات والعدوان على بيروت إضافة الى إصرار اليمن على استمرار المواجهة ، صحيح إن المعادلات ليست سهلة والضربات التي وجهت لمحور المقاومة عنيفة ، ولكن الحلول نحو السلام بيد الولايات المتحدة الامريكية وليس بيد إسرائيل ، وشعوب المنطقة تنتظر موقفاً إيجابيا من واشطن وليس ذاك الموقف الذي يمسح ايدي نتن ياهو من الدماء السيالة .

 


مشاهدات 60
الكاتب جاسم مراد
أضيف 2025/04/07 - 12:50 AM
آخر تحديث 2025/04/07 - 6:44 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 831 الشهر 5815 الكلي 10586462
الوقت الآن
الإثنين 2025/4/7 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير