الحاج زكي الغول : كولومبس مخادع.. والعرب الأندلسيون أول من إكتشف أمريكا ؟

عكاب سالم الطاهر

برئاسة أمينها سهيل محمد صالح ، توجه وفد من أمانة بغداد ، إلى الاردن ، للمشاركة في إجتماعات : منظمة المدن والعواصم الاسلامية، الذي انعقد في العاصمة الأردنية عمّان. كان ذلك أواخر عام 1992. وكنتُ عضواً في الوفد.

سلكنا الطريق البري من بغداد الى عمّان بسبب الحظر الجوي. كانت تلك هي المرة الأولى التي ازور فيها الاردن.والمرة الأولى التي أحصل فيها على إيفاد ضمن وفد حكومي ، منذ مطلع عام 1982. وحين إجتزنا الحدود العراقية الأردنية ،إستوقفتنا الصخور السوداء. وتعجبتُ أن بلداً كالأردن ،ليس فيه نهر وأرضه صخرية ، يزرع ويصدر منتجات زراعية لبلد مثل العراق؟!!   غور الأردن..و.. الشميساني كانت إقامتنا وبقية الوفود ، في فندق بلازا ، في منطقة شميساني. وفي اليوم التالي لوصولنا ، استقبلنا  عبدالرؤوف الروابدة ، أمين عمّان في مكتبه. وقد أصبح الروابدة رئيساً لوزراء الاردن عام  1999، وحتى عام 2000. وبعد وصولنا بيومين ، بدأت في نفس  الفندق ،اجتماعات المنظمة.وافتتحها الفريق زيد بن شاكر ، رئيس وزراء الاردن والقائد العام للقوات المسلحة  الأردنية.   نظمت الجهات الأردنية للوفود ، زيارة لغور الاردن. قريباً من الحدود مع فلسطين المحتلة.آنذاك لم تكن معاهدة وادي عربة قد أبرمت. وفي أحد الأيام ،تناولت الوفود طعام الغداء في فندق القدس.. بمدينة الحسين ، بدعوة من أمانة القدس. مع.. الحاج زكي الغول وعلى هامش تلك الدعوة ، التقيتُ الشخصية الفلسطينية الحاج زكي الغول. وهو من مواليد سلوان/ القدس ، عام 1926. أنهى دراسته في الكلية بالقدس عام 1944.

عضو مجلس أمانة القدس منذ عام 1963. نشر العديد من المقالات . وعمل في إذاعة القدس ، خلال خمسينات القرن الماضي، معلقاً سياسياًمتطوعاً. كان الحاج زكي ، في منتصف العقد السابع من عمره ، حين التقيتُهُ. رغم هذا العمر المتقدم ، كان يتسم  بحيوية مع قدر من النظارة. كان  متحدثاً انيقاً، مع إلمام ملموس بوقائع تاريخية مهمة.

وخلال حديثنا المتبادل ،  تنقلنا بين مواضيع متعددة. لحظتها أخرج الغول من حقيبته مجموعة أوراق ، حملت عنوان : كولومبس مخادع. والحاج زكي يقصد الاسباني كولومبس ، مكتشف قارة أمريكا. وباللغة الإسبانية يسمى كولون. وأطلق اسمه على ساحة كبيرة ، وسط العاصمة مدريد.

شخصية فلسطينية

وقد زرتُ هذه الساحة في واحدة من زياراتي للعاصمة الإسبانية مدريد. البحار الاسباني بنزون تبدأ اوراق هذه الشخصية الفلسطينية ، وقد التقيتُها في 12/10/1992، تبدأ بقوله : في مثل هذا اليوم ، ويقصد 12/10، قبل 500 عاماً ، أي يوم 12/10/1492 ،  أى البحارُ الاسباني بنزون ، قائد السفينة بنتا ، رأى اليابسة.. اليابسةَ.ثم أطلق المدافع ليُعلم السفينتين الأخريين عن رؤية الأرض. ثم أمر بتخفيض الأشرعة ، حتى يتمكن كولومبس من اللحاق بالسفينة التي يقودها بنزون.   وهذا الأخير ، كان له الفضل في الوصول حسب الخرائط التي كانت  معه ، ومع كولومبس ، إلى الهدف  المحدد ، والمعروف سلفاً. وليس كما راوغ كولومبس وإدعى أنه يسير علىغير هدى.   تضيف أوراق الحاج زكي الغول: كانت الرحلة الأولى مبنية على خرائط لرحالة سابقين. كما ذكر ذلك كولومبس أمام ملك البرتغال ، وأمام ملك وملكة أسبانيا. كما ذكره وهو يتداول مع بنزون ، قبل الرحلة ، وخلالها وهم يحاولون تعيين أماكنهم في المحيط الأطلسي. وأثناء الرحلة ، ورداً على الذين تمردوا من البحارة ، مطالبين بالعودة، قال كولومبس: إمهلوني ثلاثة أيام . فإن لم نصل فأعدكم بأني سأعود. وفعلاً طلب بنزون الاتجاه بالمسير إلى الجنوب الغربي ، حسب الخرائط التي معهم.وتم ذلك. وبعد ثلاثة أيام ، وصل الجميع إلى جزيرة عربية. واسمها غابة هاني. وهو اسم عربي، كما دوّن كولومبس ذلك. وصلوا قبل كولومبس  عندما وصل كولومبس هذه الجزيرة ، كان فيها سكان قابلوه على الشاطئ ، بأخلاق أناس طيبين. إذن ..هؤلاء السكان ، حسب استنتاج  الغول ، كانوا قد وصلوا أمريكا قبل كولومبس.واستوطنوها وعمروها قبله وقبل الاوربيين. ودون كولومبس اسمها ، كما يلفظها: جوان هاني..Guana Hani. وذكر الغول :

عمال عرب

ان الجون في اللغة العربية ، هو الشجر الكثيف ، ذو الخضرة الداكنة.   ما يريد الحاج زكي الغول ، أن يتوصل إليه ،هو أن العرب أثناء

حكمهم لإسبانيا ، قد وصلوا أمريكا قبل كولومبس وغيره من الأوربيين. وأنه استعان بالخبراء والعمال العرب الذين بقوا في اسبانيا الأندلسية.

منذ نهاية عام 1992، لم ألتقي الفلسطيني الحاج زكي الغول. أطال الله في عمره أن كان حياً. ورحمه الله إن كان في رحاب الآخرة.

انتهى