الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إنها حرب ترامب ونتنياهو

بواسطة azzaman

إنها حرب ترامب ونتنياهو

غزاي درع الطائي

 

في ليلة 17 إلى 18 مارس/آذار الجاري، كسر الكيان الصهيوني قرار وقف إطلاق النار في غزة، وبدأ بمواصلة حربه العدوانية الوحشية وجريمته المنكرة التي تهدف إلى الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة، بوتائر مكثفة، وبعناد ليس فيه تراجع، وبصلف متزايد، وكل هذا يتم بدعم كامل من أمريكا وبتأييد ساحق منها، وبتوافق عام وتام بين الكيان الصهيوني وأمريكا، من غير الالتفات إلى بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 16 يناير/كانون الثاني الماضي مع حركة حماس، بعد جهود دولية مكثفة، استغرقت الكثير من الوقت والجهد، وأدى العدوان الصهيوني الجديد المستمر إلى السيطرة على وسط غزة وجنوبها وإقامة منطقة عازلة بين شمالها وجنوبها، مع قوافل جديدة من الشهداء والجرحى، ليلتحقوا بركب الشهداء السابقين الذين جاوز عددهم الـ (44) ألف، وبركب الجرحى الذين تجاوز عددهم الـ (120) ألف، وكان ترامب قد أظهر عدم اهتمامه بوقف إطلاق النار قبل أسابيع، حين صرح بوجوب إلغائه إذا لم تفرج حماس فوراً عن جميع الإسرائيليين الذين تحتجزهم، وكان ذلك التصريح تحريضا مبطنا لاستئناف الحرب من جديد، وجاء بمثابة الضوء الأخضر لمعاودة عجلة الإبادة لدورانها الدموي المقيت، وفي ظل ما يجري اليوم في غزة وصف مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، الحال هناك بأنه: (دوامة لا نهاية لها من أقسى التجارب اللاإنسانية لسكان غزة، المحاصرين والذين يعانون من أزمة إنسانية كبرى)

إن الكيان الصهيوني وأمريكا يقدمان اليوم معا في غزة بحماسة مكروهة لوحة تشكيلة موحدة تسيل من كل جوانبها الدماء الفلسطينية الزكية، عنوانها الجحيم بعد الجحيم، وفحواها الدمار والخراب والحرائق والإبادة الجماعية، من غير أي مراعاة لحقوق الشعوب ومن دون أي الالتفات إلى حقوق الإنسان، في ظل أوضاع عالمية مرتبكة، ومواقف عربية متهاونة، عنوانها الرئيس التغاضي والصمت وانتظار المجهول، باستسلام كامل للهمجية الصهيونية والأمريكية المشتركة. ليعلم العالم أجمع أن ما يجري في غزة اليوم من جديد هو بمثابة حرب الكيان الصهيوني وأمريكا، حرب بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب، وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم التاريخية في العمل من أجل وقف هذه الحرب وبذل الجهود لتحقيق السلام العادل، وعدم الاكتفاء بالتفرج على صور الدمار والحرق والقتل التي تنقلها قنوات تلفازية احترافية إلى العالم أجمع لحظة بلحظة، السلام هو الحل وهو الهدف السامي الذي لا أسمى منه، ولا لحرب التدمير والإبادة في غزة.

 

 

 

 


مشاهدات 95
الكاتب غزاي درع الطائي
أضيف 2025/03/24 - 1:59 PM
آخر تحديث 2025/03/31 - 1:00 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 393 الشهر 19440 الكلي 10580389
الوقت الآن
الإثنين 2025/3/31 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير