الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
عين أمي

بواسطة azzaman

بمناسبة عيد الأم

عين أمي

محمد فريد عبد الـله 

 

عين أمــي ...

كان لأمي عين واحدة ، وقد كرهتها لأنها كانت تسبب لي الإحراج، و كانت تعمل طاهية في المدرسة التي أتعلم فيها لتعيل العائلة .

ذات يوم...وكنت في المرحلة الابتدائية جاءت لتطمئن عَليّ.

أحسست بالإحراج فعلاً ... كيف فعلت هذا بي؟!

تجاهلتها, ورميتها بنظرة مليئة بالكره.

وفي اليوم التالي قال لي أحد التلامذة ... أمك بعين واحده ... أووووه

حينها تمنيت أن أدفن نفسي وأن تختفي امي من حياتي.

في اليوم التالي واجهتها : لقد جعلتِ مني أضحوكة, لِم لا تموتين ؟!!

ولكنها لم تُجب!!!

لم أكن متردداً فيما قلت ولم أفكر بكلامي لأني كنت غاضباً جداً .

ولم أًبالِ لمشاعرها ...

وأردت مغادرة المكان..

منحة دراسة

درست بجد وحصلتُ على منحة للدراسة خارج البلاد .

وفعلاً.. ذهبت .. ودرست .. ثم تزوجت .. واشتريت بيتًا .. وأنجبت أولادًا وكنت سعيدًا ومرتاحًا في حياتي.

وفي يوم من الأيام ..أتت أمي لزيارتي ولم تكن قد رأتني منذ سنوات ولم تَرَ أحفادها من قبل بتاتًا !

وقفتْ على الباب وصار أولادي يضحكون...

صرخت: كيف تجرأتِِ وأتيتِ لتخيفي اطفالي؟.. اخرجي حالًا !!!

أجابت بهدوء: آسفة .. أخطأتٌ العنوان على ما يبدو.. واختفت....

وفي صبيحة يوم وصلتني رسالة من المدرسة تدعوني فيها لجمع الشمل العائلي المدرسي .

فكذبت على زوجتي وأخبرتها أنني سأذهب في رحلة عمل...

بعد الاجتماع ذهبت الى البيت القديم الذي كنا نعيش فيه, من قبيل الفضول ليس إلَّا !!!.

فأخبرني الجيران أن أمي.... قد  توفيت.

فلم أذرف ولو دمعة واحدة !!

قاموا بتسليمي رسالة من أمي    :

ابني الحبيب.. لطالما فكرت بك..

آسفة لمجيئي إلى بيتِك في غربتِكَ وإخافة أولادك.

كنت سعيدة جدًا عندما سمعتُ أنك سوف تأتي للاجتماع.

ولكني قد لا أستطيع مغادرة السرير لرؤيتك.

آسفة لأنني سببت لك الإحراج مراتٍ ومرات في حياتك.

هل تعلم... لقد تعرضتََ أنتَ لحادثٍ عندما كنت صغيرًا وقد فقدتَ إحدى عينيك.

رؤية عالم

وأنا مثلي مثَلُ أيِّ أمٍّ, لم أستطع أن أتركك تكبر بعينٍ واحدةٍ...

ولِذا... أعطيتكَ عيني .....

وكنتُ سعيدة وفخورة جداً لأن ابني يستطيع رؤية العالم بعيني.

... مع حبي ...

 

 اما أنتَ فإذا أردت أن تحبَّ فاخْتر أمـك ...

وإذا أردت الصديق فاختر أمـك ...

وإذا أردت الطبيب فاختر أمـك ...

فهي الحبيب الذي لا يخون ،

والصديق الأقرب إليك من نفسك،

وهي الطبيب الذي يشفي جراح قلبك من طعنات البشر ،

وإن... اخترت الجنة فهي تحت أقدامها ....

 وكل عامٍّ وأُمهاتكم بخير وسلام

والرحمة والرضا لمن توفاهن اللهُ.. .

  عن مجموعة واتساب


مشاهدات 101
الكاتب محمد فريد عبد الـله 
أضيف 2025/03/22 - 3:41 PM
آخر تحديث 2025/03/24 - 8:00 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 698 الشهر 14336 الكلي 10575285
الوقت الآن
الإثنين 2025/3/24 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير