الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
جريمة إهانة الشعائر الدينية والاضرار بسلامة المجتمع وتطبيقاتها القضائية

بواسطة azzaman

جريمة إهانة الشعائر الدينية والاضرار بسلامة المجتمع وتطبيقاتها القضائية

عماد يوسف خورشيد

 

الثابت ان أغلب الافعال المُجرمة والمخالفة لقيم المجتمع تجسدت في مواد قانون العقوبات والتي تأمر الناس كافة بعدم إرتكاب الافعال المنهي عنها، وإلا تعرضوا لِعقوبات تفرضها المحاكم المختصة بموجب محاكمة عادلة يصدر الحكم فيها باسم الشعب.

الاساس التشريعي لجريمة اهانة الشعائر الدينية:

من القيم السائدة في المجتمع احترام الشعائر الدينية للناس وعدم اهانتها او الاستهزاء بها. ولأهمية هذه القيمة في حياة الناس جرم المشرع الجنائي العراقي هذا الفعل في المادة 372 من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 المعدل النافذ والتي نصت على انه" مادة 372( يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات او بغرامة لا تزيد على ثلثمائة دينار. 1- من اعتدى باحدى طرق العلانية على معتقد لإحدى الطوائف الدينية او حقر من شعائرها.

2- من تعمد التشويش على اقامة شعائر طائفية دينية او على حفل او اجتماع ديني او تعمد منع او تعطيل اقامة شيء من ذلك. 3- من خرب او اتلف او شوه او دنس بناء معدا لإقامة شعائر طائفية دينية او رمزا او شيئا آخر له حرمة دينية. 4- من طبع ونشر كتابا مقتبسا عند طائفة دينية اذا حرف نصه عمدا تحريفا يغير من معناه او اذا استخف بحكم من احكامه او شيء من تعاليمه. 5- من اهان علنا رمزا او شخصا هو موضع تقديس او تمجيد او احترام لدى طائفة دينية. 6- من قلد علنا ناسكاً او حفلا دينيا بقصد السخرية منه.).

تطبيق قضائي لجريمة إهانة الشعائر الدينية:

       اصدرت محكمة استئناف كربلاء الهيئة التمييزية حكمًا حديثًا في 20/10/2024 بالعدد 986/ت/جزائية/2024 يقضي بتصديق قرار محكمة جنح كربلاء بإدانة المتهم (...) بالحبس لمدة سنة واحدة وذلك لارتكابه فعلا "يحث من خلاله على تحقير وادراء واهانة الشعائر الدينية والمساس برموزها علنًا ونشر الافكار المتطرفة بهدف اثار الفتنة والاضرار بسلامة المجتمع ووحدته الوطنية... ولا سيما ان هكذا فعل وخيم العواقب كونه يهدد السلم المجتمعي...".

تعليق على الحكم:

       تأسيسًا على ما تقدم، لاحظنا ان القانون فرض عقوبة الحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات على فعل الاهانة للشعائر الدينية، وبذلك اعطت السلطة التقديرية للعقوبة وفق ظروف الدعوى وسوابق المتهم كلها تكون معيار تحديد العقوبة ويسمى ما تقدم بمبدأ تفريد العقوبة. وكان توضيحًا وافيًا من قبل المحكمة لواقعة الدعوى والذي يحقق من خلاله الردع العام والردع الخاص.

ولتجنب العقوبة أعلاه ، لابد من بيان ان الاستهزاء والسخرية من اي انسان اخر او اي شيء يعد من صفات الانسان الجاهل، الذي لا يعلم حقائق الامور، او التهرب منها. فالاستهزاء والسخرية هي صفة سيئة لدى بعض الناس، وتكون مقرونة بالجهل دائمًا، والدليل على ذلك، قوله تعالى "إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِۦٓ إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُواْ بَقَرَةً ۖ قَالُوٓاْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْجَٰهِلِينَ" سورة البقرة، اية 67. فالشخص الذي يحمل الثقافة والقيم والمعرفة العلمية لا يستهزء بالناس ولا يقلل من شانهم لآنها مخلة بالآداب العامة التي يرفضها المجتمع والشخص العاقل.

حاصل الكلام:   ان قيم المجتمع وشعائرها الدينية محترمة ومصانة بالدستور والقانون، وفي حال عدم الامتثال لذلك؛ فان العقوبة تكون له بالمرصاد لإجباره على المحافظة على السلم المجتمعي واستقرار الحياة.

 

 


مشاهدات 347
الكاتب عماد يوسف خورشيد
أضيف 2025/03/19 - 3:36 PM
آخر تحديث 2025/03/20 - 5:19 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 659 الشهر 11209 الكلي 10572158
الوقت الآن
الخميس 2025/3/20 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير