طلبة المتميزين وكليات بغداد ثروة بحاجة إلى إنصاف
مجاشع التميمي
لماذا لا تقوم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أسوةً بالوزارات النظيرة في المنطقة، بدعم المتميزين والمتفوقين؟ إن رعاية الطلبة الدارسين في مدارس المتميزين وكليات بغداد، الذين يدرسون باللغة الإنجليزية، ودعمهم وتأهيلهم للقيام بدورهم المستقبلي في خدمة وطنهم، يُعدّ أمرًا ضروريًا. فمن غير المنصف أن يكون قبولهم في الكليات العلمية مماثلًا لزملائهم من المدارس الاعتيادية، رغم الفارق الكبير في المستوى العلمي، مما يستوجب تمييز قبولهم لغرض رفع المستوى الأكاديمي لهذه الكليات، باعتبارهم من أفضل مخرجات وزارة التربية.لقد أثارت هذه القضية انتباهي عندما سألت صديقًا لي، وهو مدرس لغة إنجليزية في معهد تعليمي أهلي، عن سبب تقسيم الطلاب أثناء التدريس، رغم أنهم جميعًا من المدارس الحكومية. فأجاب: لا يمكن مقارنة طلبة مدارس المتميزين وكليات بغداد بغيرهم من الطلبة، سواء من حيث المستوى العلمي أو الالتزام بالمحاضرات والدوام. كما أن مدارس المتميزين تعتمد مناهج باللغة الإنجليزية، فلا يحتاج طلابها إلى ترجمة للمنهج، سواء في مادة اللغة الإنجليزية أو في المواد الأخرى الخاصة بهم.وهنا تساءلت: إذا كان هذا هو مستوى طلبة مدارس المتميزين وكليات بغداد، فلماذا لا يتم إنصافهم كما هو الحال في جميع الدول التي تدعم التعليم؟ من غير العدل أن يكون القبول واحدًا بين طالبٍ درس جميع المواد العلمية، مثل الكيمياء والفيزياء والأحياء، باللغة الإنجليزية منذ الصف الأول المتوسط وحتى السادس الإعدادي، وبين طالبٍ لم يدرس باللغة الإنجليزية سوى مادة واحدة من خلال منهج ساند. فكيف يُقارَن هذان الطالبان عند التقديم إلى الكليات الطبية والهندسية وغيرها من التخصصات العلمية؟لذلك، أتمنى أن يلتفت وزير التعليم العالي الدكتور نعيم العبودي إلى هذه القضية، لا سيما وأن الحكومة في سنتها الأخيرة، مما يجعل هذه فرصة ثمينة تُحسب له في سجله الوزاري. كما أنها ستُسجَّل في تاريخ تجربة مدارس المتميزين وكليات بغداد، التي تعرّض طلبتها للظلم منذ تأسيسها في تسعينيات القرن الماضي. إنصاف هؤلاء الطلبة ضرورة، فهم يمثلون صفوة شباب العراق، ويجب منحهم الفرصة التي يستحقونها للنهوض بالبلد علميًا وأكاديميًا.