كلمات على ضفاف الحدث
نهج الهيمنة .. متغيرات الأسلوب وثوابت الأهداف
عبد الـله عباس
(1 )دروس نابعه من الارادة
قبل ايام قراءة خبر ضمن (لعبة مبادرات الترامبية –إن صحة التعبير..!!) عندما طلب ترامب من حكومة افغانستان اعادة الاسلحة التي تركها قوات احتلال الامريكي عندما اجتاحة بلادهم وبعد ان هزمت عائدا من حيث اتى ‘ فكان جواب سلطة الافغانية (بغض النظر عن رأينا عن حكومتهم) رائعا اول ايجابية فيها دلت على ثقة بنفس حيث كان رد : ( اذا تريد تعيد اعادة اسلحتها لتأتي و ترجعها ...!!!)
حكى لي أحد الاصدقاء طريفه مفادها: (أن مجموعة من الأصدقاء نصحوا رجلا مدمنا على شرب الخمر، بضرورة التخلي عن هذه العادة السيئة؛ ولكن دون جدوى؛ فأقترح احد الأصدقاء على الرجل أن يقتصر شرب الخمر فقط في المناسبات...! فاظهر الرجل المدمن موافقته على ذلك وبعد أن عم المساء قام الرجل وقال هيا لشرب الخمر...فقال له أصدقاءه ألم نتفق أن لاتشرب إلا في المناسبات...؟ قال نعم نشرب بمناسبة هذا القرار.....!)
وترامب فعل شيء مثل هذا بعد ان وصله جواب افغانستان وتذكر ان قواتها انسحبت مهزومه فقرر أن تدير فوضى تصرفاتها من اثارة موضوع افغانستان الى لعبة (سلام خاص )المتعلق بأوكرانيا فكانت مسرحية البيت الابيض و تعامل بدلال مع رئيسها (اعادته الى حجمه الحقيقي : ممثل كوميدي اوصله الى رئاسة بلد كان على بركان من المشاكل خلقها الغرب بقيادة امريكا لمحاربة روسيا
( 2 ) تمثيليات ادارة الامريكية
نحن وفي أحد مواضيعنا المتواضعة عن مقاومة الفلسطينيية وجهنا سؤال البسيط حيث قلنا ؛هل انتصار المقاومة الفلسطينية تهديد حيوي وخطر على المصالح الأمريكية في عمق الأراضي الأمريكية...؟ ومع ذلك نراها تشارك وبشدة وبتفصيل قوات القمع الصهيوني لقتل جماعي لفلسطينيين ...! )
قراءة كلام أستاذ التأريخ والعلاقات الدولية بجامعة بوسطن (أندريه جيهبيسيفيتش) منقول من صحيفة نيورك تايمز وهو يوجه السؤال: أليست هناك بدائل أخرى لإرسال جيوشنا كما تختنق على الرمال الساخنة في العراق وأفغانستان...؟
هيمنة امريكية
أن هذا الرجل؛ لايوجه سؤاله لصالح (مظلومين في العراق وأفغانستان) إنما السؤال دافع؛ للبحث عن طريقة لاستمرار وضمان الهيمنة الأمريكية بدون ضحايا يصل إلى حد إثارة الرأي العام الأمريكي.... لذا يتهم المسئولون في واشنطن بالافتقار للخيال....!
والرجل لايطلب من الإدارة االامريكية أن تكون حمل وديع ويتراجع عن ما تقوم بها ؛ لذا يدعو إلى ألأخذ بمبداء التوجه إلى الحروب الضرورة وتكون هي الأساس من الآن فصاعدا وعندما تكون الولايات المتحدة تشعر أن مصالحها الحيوية معرضة للخطر حقا...
منذ ظهور الولايات المتحدة كقوة عظمى تبحث عن مناطق تعتقد إنها صالحة للنهب ومطلوب الهيمنة عليها يبحث على العدو فيها ليكون مبررا إليها ؛
فبعد سقوط الشيوعية وجدت ضالتها في الإسلام الثوري ومن حسن حضها إنها انطلقت في مناطق تطمع أمريكا السيطرة والهيمنة عليها...
ورغم إعتبار أفغانستان خامس أفقر بلد في العالم حيث يعيش 42 بالمئة من السكان بأقل من 14 دولاراً في الشهر و تعيش اغلبيه الشعب الأفغاني في القري والجبال والصحاري المحيطه بها بينما تعيش القلة فقط في المدن الرئيسية وتسود حاله من التدهور الحاد في الظروف المعيشية والخدمات الاوليه حتي في المدن الرئيسية ويعيش معظم الشعب علي حد الكفاف وتحيق أخطار المجاعة علي المناطق الفقيرة بشكل دائم و يعانى أكثر من 70 بالمئة من الأفغان من سوء التغذية مع ذلك قامت أمريكا بإلإحتلال هذا البلد .
أن أمريكا بلجوئها إلى الحرب ضد أفغانستان وبعد ذلك غزو العراق ؛أكدت للعالم أن من ثوابت السياسة في أمريكا خصوصا وبعض الدول الغريبة عموما – وذلك من خلال الدعم المادي والمعنوي لكل ما تقوم بها أمريكا على ساحة البحث عن المصالح والمواقع للهيمنة هي العمل بمنطق القوة بضد من منطق الحقوق الشرعية والقانونية .
مجتمع دولي
أن أمريكا الذي خدع العالم من خلال استغلال حدث 11 أيلول أستطاع حشد المجتمع الدولي بحجة محاربة الإرهاب ؛ولكن نرى اليوم العالم ومن ضمنها العراق وأفغانستان وما يفعله الإرهاب وما يحدث من الإفرازات نتيجة السياسات الأمريكية المخادعة أن السياسيين المتوازنين الغرب قبل غيرهم وبعد مرور هذه السنوات الطويلة من غزو أفغانستان والعراق يتسألون : الاترون أن العالم أصبح أقل امنآ...؟
والان نرى فوضى (ترامبي باحث اولا مقلدا مرابي البندقية) عن جمع الديون حتى من اقرب حلفاءها عدى كيان الشر الصهويني دون مراعات حلفاءها الاوروبيين الذين ورطهم بمحاربة روسيا من خلال اشعال الحر اوكرانيا .
ومع أن (عصبة الغرب) بين مرحلة وأخرى تقوم بتغيير الاسلوب وحتى نوعية الكلام ( نبرتاً و صوتاً ) وحسب الوجهة والمكان التي يوجهون اليها الكلام دون وجود أي دليل على ان هناك تغيير عملي في ثوابت التعامل مع (أهل الشرق) ‘ وبالرغم من هذا الوضوح في المشهد منذ عشرينيات القرن الماضي ‘ عند مراجعة الاحداث نرى صور خطيرة رسمتها عصبة الغرب لتبقى ظاهرة تؤكد إدامة ( لعبة ألاسلوب المتغير ) ضمانة لفقدان ذاكرة أجيال طريقاً للحفاظ على تلك الثوابت التي دفعت أول ( قافلة غربية ) للتوجه نحو هذه المنطقة ‘ وأخطر الصورَ من تلك الصور خلق أرضية لنمو نخبة ( غربيي الهوى) متكونه من قوتين مؤثرتين الأولى متنفذة بيدها ( حل وربط) الرعية و الثانية هم الذين يسمون أنفسهم بالمنورين و أحياناً مفكرين لهم قدرة منظمة في التحرك داخل منظومة ‘ وهذه النخبة شرقية الشكل ولكن غربية الهدف ‘ وهم يغيرون باسلوب أكثر حماساً من عصبة الغرب نفسها ‘ ويقف مايسمى بــ( المحللين ) في المقدمة ضمن كل مرحلة من المراحل التي مر عليها تواجد الغرب المهيمن على الشرق !!
هناكَ مثل شعبي كوردي يقول : (قال طٌبر – فأس - : لو لم يصنعوا مقبضي من شجر ‘ لكان من المستحيل ان أستطيع قطع الشجر) تابعو ما افرزتها قريحة هؤولاء المحللين منذ إندلاع إنتفاضات شعوب المنطقة على سبيل المثال ‘ فكانو هم قبل الغرب ( لايفرق شيء فهم غربيي الهوى) عزفوا على وتر : خطورة إندلاع حروب اهلية في تلك البلدان ‘ فسمعنا وقرأنا من تحليلات هؤولاء تفاصيل عن خطر وجود الاقليات بين شعوب المنطقة ‘ ما كانوا وعلى مدى سنوات طويلة سمع أحد أو قراء لهم أحد يتحدث عن تنوع الإنتماء ضمن وطنة وليس المنطقة كلها .. تحذير من أن الديمقراطية تؤدي إلى الفوضى ‘ بعضهم يقوم بفتح ملفات ‘ كان قبل ذلك من أشد المتحمسين لعدم فتحها خوفاً على الوحدة الوطنية ‘ كانو يكتبون عن ضرورة نسيان سلبيات الماضي واليوم يفتحون صفحات الماضي الدموي بين مكونات اهل المنطقة دون إشارة ولوعابرة إلى دور الغرب الذي أشعل الصراعات الدموية وبعد ذلك صنع تجزئة خطيرة وثبت إرادات خالية من كل مستلزمات البناء حتى على طريقة نموذجهم الغربي ‘ يؤشرون بشكل منظم إلى كل خطوط التقاطع هنا عديدة جدا، فالدول الخليجية العربية ضد إيران، والإسلاميون الديمقراطيون ضد الاستبداد العلماني، والسنة ضد الشيعة. ،مع التحذير وبطريقة خبيثة من ظهور توجه الدول الغربية الكبرى نحوة بناء تحالف مع الاسلاميين بعد فوزهم في انتخابات بعض دول المنطقة وثابتا للإسلاميين أن الغرب يراهن على الإسلام السياسي ورمى جانبا جميع شركائه وحلفائه السابقين.... من يقراء التأريخ بدقة وموضوعية يفهم بوضوح معنى هذا الكم الهائل من الاخبار والتقارير و طرح سيناريوهات ويرى ان كلها تسير بإتجاه التشكيك بما تؤدي اليه نتائج مايحصل من تغييرات في هذا الوقت العصيب الذي تمربه المنطقة وشعوبها ‘ يفهم أن هذه النخبة تسهل الطريق أمام البقاء على ثوابت الغرب مع أي تغيير ممكن ان يحصل في البناء الجديد ‘ لان هذه النخبة تعرف جيداً ان عصبة الغرب وضمن تلك الثوابت لاتولي أهمية كبيرة لمبادئ أنظمة الحكم أو نوعية النخبة الحاكمة وهويتها الطبقية ‘ ما يشغلها فقط سياسات تلك الأنظمة تجاه مصالح الغرب وأمريكا هي في مقدمة هذه العصبة قطعاً .
لا أحد يشك في مشروعية إنتفاضات الشعوب المنطقة ‘ وكل يعرف أسباب إنفجار الغضب القاعدة الجماهيرالشعبية في البلدان التي بدأت فيها الإنتفاضات ‘ ولكن تعالو جزاكم الله خيراً أرونا نتيجة واحده تبشرنا بالخير في تحقيق الحقيقي لمصالح الناس المنتفظة ‘ بداً بالضمان الحياة الحرة والشريفة من خلال معالجة البطالة إلى تشريع قوانين تضمن الحرية الحقيقية المسؤولة وتصون المجتمع وتتطور الإقتصاد وتعمق العلاقات بين فيئات الشعوب المنتفظة ... ونماذج أمامكم وأمام الرأى العام العالمي كذلك ! أن إتجاه سير الأح