الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
رواد المتنبي يستذّكرون تفجير مقهى الشابندر قبل 18 عاماً

بواسطة azzaman

الأعظمي يقدّم منقبة نبوية على أرواح الشهداء

رواد المتنبي يستذّكرون تفجير مقهى الشابندر قبل 18 عاماً

بغداد - ياسين ياس

شهد مقهى الشابندر يوم الأربعاء الماضي حفل استذكار تفجير شارع المتنبي بذكراه الثامنة عشرة، واستذكار لايقونة بغداد، والد الشهداء الحاج محمد الخشالي صاحب المقهى.وتضمن حفل الاستذكارقصيدة شعرية للشاعرعلي حسين الجبوري ،ومنقبة نبوية مهداة لأرواح شهداء شارع المتنبي قدمها قارئ المقام قيس الاعظمي برفقة الفرقة،التي ضمت بطانة الحاج حامد وحجي احمد، وشيخ محمد. وقال  لـ(الزمان) عمر الخشالي الذي كان حاضر لتلك الأحداث المؤلمة (نجتمع اليوم في مقهى الشابندر، واجهة الإرهاب الفكري،ونستذكر فاجعة الانفجار لرئة بغداد،كما نستذكر الحاج،محمد الخشالي الذي رحل قبل ايام،و الذي كان اسما لامعا في العراق،وحارس لذاكرة بغداد، وشاهد على تاريخها،والذي ترك أثرا مهما في ذاكرتنا وصولا إلى إلى الرواد)واضاف (نشكر الحضوروالشاعرة امل الجبوري التي تأتي من خارج العراق كل عام لحضور هذه الفاجعة الاليمة،التي شهدت سقوط العديد من الشهدا ء والمصابين،ومنهم خمسة من اخوتي،وعشنا نكبة صعبة ،لكن بصمود والدي عبرنا هذه المرحلة، واعادة المقهى الشابندر إلى الحياة رغم كل التحديات ).موضحا (ان مبادرة استذكارحادثة شارع المتنبي انطلقت منذ سنوات،والاحتفالية تعكس الروح والارادة  القوية للشعب العراقي في مواجهة التحديات  والصعوبات).

شريان حيوي

وتحدث لـ(الزمان)عدد من الحضور منهم الباحث محمد لقمان قائلا (شارع المتنبي يقع وسط بغداد ويعتبر شريانا حيويا، حيث تزدهر فيه بيع الكتب بمختلف انواعها)واضاف (هذا الشارع تعرض للتفجير عام 2007 مستهدفا مكتبات، ومقاهي، وأودى بحياة بعض رواده وجرح اخرون).ويستذكرالحاج أحمد النعيمي تلك الفاجعة قائلا(الحمد لله على كل شيء صار للمكان اسم ثاني هو(مقهى الشهداء) واضاف(تحكي جدران هذا المقهى تاريخ طويل من الحياة البغدادية،بعشرات الصور المعلقة والتي تعود لسنوات طويلة ولاحداث مهمة في تاريخ العراق ).ووسط زحام المقهى يجلس الشاب عبد الامير محمد الذي قال (هذا المقهى الذي يشهد اليوم استذكار التفجير شارع المتنبي، صار قبلة للمثقفين ومدرسة تناقلتها الاجيال القادمة،وهذا المكان،انتج مدارس فكرية وادبية وهذا المكان،يحترم افكارالجميع).

واستهدف شارع المتنبي الذي يعود تاريخه الى اواخر العصر العباسي باعتداء بسيارة مفخخة في الخامس من آذار 2007 ما ادى الى مقتل اكثر من 100 شخص وتدمير اشهر مكتباته التي التهمتها النيران. وأسفر التفجير عن تدمير المقهى بالكامل. وقتل في هذا الحادث خمسة من أبناء محمد الخشالي وعثر عليهم بين الركام وتحت الانقاض, وادى هذا الحادث المروع الى فقدان والدتهم بصرها اثر الصدمة ثم فارقت الحياة بعد عدة اشهر. الا ان المقهى اعيد افتتاحه بعد عامين من تفجيره بعد ترميمه وازالة آثار الدمار التي لحقت به.ويضم شارع المتنبي الذي يقع فيه مقهى الشابندر، عددا من المباني التاريخية منها مقر للحكومة العثمانية ويسمى بالقشلة.ويعود مقهى الشابندر الى عام 1917، وكان قبل ذلك مطبعة أسسها موسى الشابندر وهو من احد رجالات السياسة المعروفين في تلك الحقبة، واضطر لإقفال المطبعة نتيجة مواقفه السياسية بعد دخول البريطانيين العاصمة بغداد عام 1917.ويرى الراحل الخشالي في تصريح سابق (ان الموقع الجغرافي الذي يتمتع به المقهى لقربه من مقر الحكومة آنذاك ثم وجود مجلس البرلمان في العهد الملكي ومقر خمس وزارات عراقية منها العدلية والمعارف, كان عاملا هاما في شهرة المقهى)،واكتسب المقهى مكانته الثقافية في ظل عدد من المطابع المعروفة آنذاك بالقرب منه مثل مطابع الحوادث, السجل, الزمان, واليقظة. ومن الشخصيات السياسية والثقافية التي ترددت على المقهى وكان ملتقى لها حسين جميل وكامل الجادرجي والشاعر معروف الرصافي والجواهري. و اشتهرت في بغداد مقاهي أدبية وثقافية عدة ، بعضها عرف بأسماء أدبية كمقهى الزهاوي ومقهى حسن عجمي وهما في شارع الرشيد من جهة باب المعظم، ومقهى الشابندر الذي يعد الأكثر جذبا للمثقفين العراقيين الآن.

 


مشاهدات 98
أضيف 2025/03/08 - 12:28 PM
آخر تحديث 2025/03/10 - 9:35 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 227 الشهر 4994 الكلي 10465943
الوقت الآن
الإثنين 2025/3/10 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير