قانون رعاية الاحداث .....وجنوح الصغار

علي التميمي

يلاحظ في الاسواق كثرة الصغار العاملين سواء كانوا من البنات او البنين يعملون اعمال مختلفة، منها البيع او التسول او التسكع وغيرها من الامور المخالفة لقانون رعاية الاحداث رقم 76 لسنة 1983 والذي يهدف الى الحد من جنوح الاحداث والاسواق هي امكان مهياة لهذا الجنوح حيث يعتبر هذا الحدث متشردا اذا وجد متسولا في  الاماكن العامة او تصنع العاهات او استعمل الغش كوسيلة من وسائل كسب الرزق او ممارسة صبغ الاحذية او بيع السكائر وخصوصا اذا كان عمره اقل من 15 سنة، لو لم يكن له محل اقامة معينة او وسيلة مشروعة للعيش او ترك منزل والديه دون عذر مشروع.

في حين وفق هذا القانون فان الحدث يعتبر منحرف السلوك اذا عمل في  اماكن الدعارة او شرب الخمور او خالط المتشردين او الذين اشتهر عنهم سواء السلوك حيث ان مثل هذه التصرفات تضع الصغير او الحدث تحت طائلة قانون رعاية الاحداث اعلاه ويتم الزام والده برعايته ومتابعته ورقابته وحتى ان هذا الاب يتعرض للمسائلة القانونية اذا اخل بهذا التعهد ولم يوفي بالتزاماته تجاه هذا الصغير..

وفي علم النفس الجنائي فان من اخطر مراحل عمر الانسان هي من 3 ـ 15 سنة حيث انها انسب مرحلة لزرع القيم والافكار والمباديء والتي تشكل الارتكاز والاساس الذي يقوم عليه الانسان وتتبلور منها شخصيته الحقيقية ونلاحظ خلال ملاحظة الجرائم المرتكبة ان اغلب مرتكبيها وخصوصا السرقات انهم من ابوين مطلقين او متسولين في الاسواق وفي بعض الاحيان يكون الاب والام لا يملكون مقومات التربية الصحيحة ، وفق القاعدة التي تقول ان فاقد الشيء لا يعطيه لهذا فهم غير قادرين على تربية اولادهم وفق القيم والاصول المطلوبة للتربية كما ان هناك عامل اخر قد يكون مؤثرا في التربية الا وهو المدرسة وخصوصا في المراحل الابتدائية ، فاذا كان الطالب قد اكتسب الخبرات والارتكازات اللازمة فانها يسير بالاتجاه الصحيح فهو مثل الاغصان اليانعة القابلة للتمحور بالاتجاه الذي يريده المدرسون والمعلمون ولا بد من الاشارة هنا الى البيئة كذلك فهي تؤثر من حيث نقل العادات والتقاليد الى الصغار حتى تكون بمثابة مباديء واخلاق لهذا فان وجود هؤلاء الصغار وعملهم في الاسواق قد يؤدي الى الانحراف والجريمة والرسول (ص) يقول (احب الاماكن الى الله المساجد وابغظها الى الله الاسواق) فقد يكون في الاسواق من يصطاد في الماء العكر وبالتالي يؤدي الى ضياع هؤلاء الصغار وتكون نهايتهم في اتون السجون وخلف القضبان ..