حشود ضخمة تشارك في تأبين نصر اللـه وصفي الدين بالكاظمية
بيروت تغصّ بملايين المشيّعين في وداع تاريخي غير مسبوق
بغداد - قصي منذر
بيروت – هاشم حسن
تحولت شوارع بيروت منذ ساعات فجر أمس، إلى أنهار بشرية تتدفق من مختلف المناطق اللبنانية، خاصة من الجنوب والبقاع والهرمل وصيدا وبعلبك، برغم العاصفة الثلجية التي تضرب البلاد. وشهدت العاصمة زحفًا جماهيريًا هائلًا، حيث تقاطرت الحشود على الحافلات والدراجات وحتى سيرًا على الأقدام، يملؤها رجال ونساء وأطفال وشيوخ، بينهم مصابون من آثار الحروب، في مشهد يعكس وحدة المشاعر والانتماء. وقال شهود عيان لـ (الزمان) أمس إن (الجموع ضمّت كافة الأطياف السياسية والطوائف الدينية، من الشيوعيين والتقدميين الاشتراكيين إلى حزب البعث والمنظمات الإسلامية والمسيحية والدروز، إضافة إلى وفود أجنبية من أوربا وأمريكا اللاتينية، ولاسيما من فنزويلا والبرازيل، وحتى من واشنطن ونيويورك، فضلًا عن مشاركات عربية من العراق والخليج إلى شمال إفريقيا وتونس والمغرب). وبرغم غلق الحدود السورية، نصبت المضافات وباسلوب المواكب الحسينية، فيما كسرت ايران الحاجز والتحدي والعراقيل وهبطت طائراتها وهي تحمل اكبر الوفود الرسمية تضم رئيس مجلس الشورى ووزير الخارجية عباس عراقجي وقادة من الحرس الثوري ومكتب خامئني واسر الشهداء سليماني ورئيسي. ووصف مشاركون في التشييع (مراسم التنظيم بالمهيبة وسط وتنسيق دقيق، هو الاكبر والاعظم في تاريخ لبنان والمقاومة ويكشف عن الحجم والتاثير الكبير لنصر الله، بوصفه قائدا كبيرا للمقاومة الاممية تجاوز جيفارا واخرين بهذا المشهد الذي يؤشر بان حزب الله ما زال رقما كبيرا في لبنان والعالم)، وأشاروا الى ان (مثوى نصر الله سيكون مزارا بعدما فتحت ابوابه وتدفق الزوار لتأكيد البيعة والعهد وسط صور عملاقة ومكبرات تنقل صوت نصر الله ووصاياه وكانه وسط الجماهير في مشهد يعبر عن الحب والوفاء يقام لزعيم شعبي). في وقت، أفادت مصادر رسمية امس بـ(تجاوز الحضور مليون و400 الف، بينما خرقت اربع طائرات اسرائيلية ولمرتين خلال ساعة ومن ارتفاع منخفض مكان التشييع لاستفزاز الحضور، ما دفع الجمهور للرد بالغضب بلعنة اسرائيل والعهد لنصر الله)، وأشاروا الى إن (رئيس مجلس النواب نبيه بري، حضر التشييع نيابة عن رئيس الجمهورية، كما حضر مجتبى الحسيني ممثلا عن الخامئني). وأكد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، ان نصر الله يمثل قبلة الأحرار في العالم.وقال قاسم خلال مراسيم تشييع الشهيدين في بيروت أمس (نودع قائداً عربياً إسلامياً يمثل قبلة الأحرار في العالم)، وتابع ان (نصر الله درس في حوزة النجف على يد الشهيد محمد باقر الصدر)، وأضاف (نودّع حبيب المجاهدين والناس والفقراء والمستضعفين والمعذّبين على الأرض والفلسطينيين)، وأشار الى ان (نصر الله، قاد المقاومة إلى الأمة وقاد الأمة إلى المقاومة وبات كلاهما معه قلباً واحداً)، ولفت الى ان (الشهيد صفي الدين عمل في مختلف الحقول التي تخدم المواطنين وواكب المجاهدين بالتجهيزات، كما تولى مسؤوليات مختلفة من قيادة منطقة بيروت إلى المجلس التنفيذي إلى الأمانة العامة). وتوجه وفد عراقي عالي المستوى في طائرة خاصة، إلى بيروت للمشاركة بمراسم تشييع الأمين العام لحزب الله اللبناني. وأوضحت المصادر أمس أن (الوفد سيضم قادة سياسيين ومسؤولين حكوميين وحزبيين كبار وشخصيات أخرى، وقد يكون الوفد العراقي أكبر وفد رسمي يشارك بمراسيم التشييع)، وأضافت أن (تشييعاً رمزياً لنصر الله، سينظم أيضاً في عدد من المدن العراقية، بالتزامن مع انطلاق مراسم التشييع في لبنان). وتوافدت حشود ضخمة الى مدينة الكاظمية المقدسة للمشاركة بالتشييع الرمزي لنصر الله وصفي الدين. وقال شهود أمس إن )حشوداً كبيرة من المواطنين توافدوا الى جسر الأئمة باتجاه مدينة الكاظمية، للمشاركة بالتشييع الرمزي نصر الله وصفي الدين، الذي انطلق أمس)، وتابع إن (القوات الأمنية أغلقت الجسر أمام حركة السير، بينما انتشرت بشكل واسع في المنطقة لتنظيم عملية التشييع). في تطور، كتب المرجع جواد الخالصي في تدوينة على منصة إكس جاء فيها إن (تشييع نصر الله ليس مجرد تشييع جنازة، بل هو استفتاء للأمة على حاضرها ومستقبلها، وتجديد للالتزام بخط الجهاد والمقاومة)، وأضاف (عندما اختار نصر الله أن يضحي بدمه ودم خليفته، إلى جانب عشرات القادة الأبطال وآلاف من أبناء شعبه، من أجل نصرة غزة وفلسطين، فإنه كان يعلم أن العدو سيرد بقسوة، ولكن إيمانه الواضح جعله يدرك أن القضية تستحق كل هذه التضحيات)، واستطرد بالقول ان (استشهاد نصر الله كان رسالة تأكيد لحياة الأمة في وحدتها ومقاومتها، وسيكون التشييع غداً في قلوب الأمة قبل الساحات، دعوة للاستمرار في المسير حتى تحرير الأرض والإنسان، ولإيمان الأمة بأن الله هو المعبود الوحيد).