الموت والحب في سرديات عبد الرزاق جاسم السماوي..  شجره السدر انموذجاً

نجم الجابري 

عند دار السرد في بغداد صدر للقاص عبد الرزاق السماوي مجموعته القصصيه شجره السدر ب 118 صفحه حجم الكتاب وزيري قدم للمجموعه الناقد والشاعر السماوي هاتف بشبوش احداث القصص ذات نهايات متقاربه اغلبها يحسمها موت البطل شخوص السماوي متميزون في كل غرض فالعاشق رومانسي  حد النخاع  والذي يواجه الاعدام جلدوالاخرون حسب دورهم الذي رسمه لهم متميزون مساحه الواقع المعاش اخذت حيزا كبيرا في هذا السرد ووثقت مراحل مهمه في تاريخ الوطن وقد تصرف الكاتب بالتراث بطريقه محببه للقارئ في هذا الزمن زمن السرعه حيث قصص السماوي القصيرة تحوم بالقاريء بمدارات مختلفه وبزاويه بعيده عن اسلوب التكرار الممل.

نص :

الشكر والعرفان مقدمه واشراقة امل يقدمها الكاتب في فهارس ايامه ويرسم طريق الضياع رغم ان للمجازفه ثمن الفقد ليس عذر او غرام في مهب الريح مع وقف التنفيذ لكنه اصرار البخيل على بشرى جديده في يوميات ادم من هي معشوقته من يرسم رحله حسان وبهيجة،الغريم الذي يظهر الغيره ولعل اللقاء خلاصه حب الساخر اماشجره السدر فهي خلاصه الامل وبها الكتاب اكتمل:

انا والمؤلف:_

لا اعرف عبد الرزاق جاسم شخصيا ولم التقيه واعرف عنه شاعرا شعبيا مجيدا ينقل المتلقي الى اجواء السبعينات وشعر المرحله اهداني مجموعته القصصيه بالمراسله وعن طريق شخص اخر

قلبت المجموعه من الفهرست و وضعت ملاحظات على قصة السدره  والتي هي عنوان المجموعةورغم انها من التراث الشعبي وتناقلتها الناس شفاهيا الا ان لغه القاص الشعريه تجعلك تكمل القصه رغم معرفتك النتيجه تماهيا  مع ما تداولته الالسن في زمان اخر.

اعتم  الكاتب على مفردات الحب الموت في مجمل سردياته وختم كما اسلفتها قصصه حزينه ويلاحظ المتلقي ان شخص السماوي وابطاله سماويون ويعرفهم لكنه اخفى اسمائهم

في قصه طريق الضياع صفحه 29 يرسم الكاتب حجم المعاناه التي عاشها العراق ابان الحروب الكثيره وكيف وظف السماوي امكانياته اللغويه في رسم لوحه عن هذا الذي يمثل دوره مجنون كي يهرب من ملاحقه السلطات حننذاك  والتي تلاحقه كما غيره وكيف ختم حياته بمواجهه جيش الاحتلال وكيف سقط قتيلا بعد ان اندمج بهذا الدور المجنون حتى لقى حتفه

العدميه والتشاؤم:

في اشراقة تقول الامل صفحه 21 هذه القصه مليئه بالوجع والتشاؤم والعدميه العراقيه في رحله البحث عن طفل ويمكنني الاعتراف ان السماوي وظف امكانياته الشعريه في رسم شخوصه والغوص في اعماقهم والتعبير عن ارصاصاتهم ومشاعرهم

في اصرار امراه يقدم الكاتب نموذجا اخر على قدره المرأة على الصبر وتحمل مشاكل وارصاصات زوجها واسلوبها المتصالح يدفع بالعلاقه بينهما الى النجاح والصمود بوجه الاختلافات وقد حبكت قصته بطريقه مثيره للمتلقي

الوطن والظلم

في موضوع الترهيب والظلم فيتحدث في قصه مع ايقاف التنفيذ عند حكم الاعدام الذي عاشهالبطل والذي يظهر فيما بعد انه كان يحلم القصه حدثت مع كثيرين في هذا البلد وسيق الالاف الى المشانق بسبب جرم الهروب من الجيش او لسبب اخر

نجح السماوي في رسم تلك الارهاصات ما قبل تنفيذ الاعدام لكنه لم يوضح مشاعره بعد ان تبين انه كان يحلم

الحب

في اكثر من قصه تحدث عن الحب عبر الماسنجر وحب فتاه يظهر انها من اصول غير عراقيه وتم تسفيرها الى دوله مجاوره هذا ما طرحه السماوي في قصه غرام في مهب الريح قدم الكاتب البطل بصوره مذهله ومرنه لمعشوقته التي لم نفهم من سلوكها في سرده سوى تلويحها له بالسلام عند الحدود وان كانت القصه تناص كما يقول الناقد هاتف بشبوش في مقدمته للمجموعه القصصيه بانها تناص مع فيلم ذهب مع الريح عام 1936

في حب علم الماسنجر احداث سريعه وخصام غير مبرر لكنه ياتي بنهايه مؤلمه للحبيبين

الخلاصه

يمكنني الجزم بان السارد عبد الرزاق السماوي قد كتب عن نفسه كثيرا في تلك القصص وانه عاش احداث بعض هذه القصص وانه يعدذاكره وطن تعرض لكل هذه الابتلاء قدم السماوي عملا وان كان تجربه اولى له في السرد الا انه امتلك زمام النص وغابت عنه احيانا حبكه السرد والمجموعه اقرب ما تكون لخواطر حفظها السماوي بحكم تجربته في الحياه لكنه يمتلك الاداه القويه التي تجعله قاصا بحكم شاعريته ولغته الشفيفة فالقاص يحتاج الى خيال واسع وفكره غير مطروقه من قبل وهذا كل ما استطيع ان اذكره في هذا المجال