ما أشبه الليلة بالبارحة
حسين الصدر
-1-
قال الفالي (علي بن أحمد المتوفى سنة 448هـ) متبرماً ممن ادعوا المراتب العلمية وجلسوا للتدريس وما هم بأهل لذلك:
تصدّر للتدريس كُلُّ مُهوِّس
بليدٍ يُسمّى بالفقيه المُدَرِّسِ
فحق لأهل العلم أن يتمثلوا
ببيتٍ قديمٍ شاعَ في كل مجلسِ
لقد هزلَتْ حتى بدا من هُزالها
كُلاها وحتى سامها كُلُّ مُفْلِسِ
-2-
وما انتقده الفالي قبل قرون نراه اليوم بأعيننا، فكم من أجوف لا يحمل من العلم شيئا ذا بال، يخلع على نفسه جزافا أعلى الألقاب ويدعي بلوغه المراتب السامية والدرجات العالية.
-3-
ان عظماء العلماء يكتفون بكتابة اسمائهم دون أية ضميمه وأبرز الأمثلة في هذا الباب كتب نابغة العلماء وعظيم الفقهاء والمراجع آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر (رضوان الله تعالى عليه) إذ لم يكن يكتب على مؤلفاته الا اسمه الشريف.
-4-
ان كثرة الصفات والألقاب الزائفة لن تغير من الحقيقة شيئاً وبالتالي فهي ترتد على الأدعياء الكاذبين.