تكنولوجيا الطائرات المسيّرة لخدمة سكان الأرض
فارس الجواري
بدايات ابتكار أول طائرة ناجحة من قبل الأخوان رايت لم يخطر على بال أحد حينها أن هذا العالم سيشهد قفزات تطورية تصل الى مرحلة ان تطير الطائرة وتؤدي مهامها دون الحاجة الى مشغل بشري كما حاصل في يومنا هذا .
واقع حال
ولكن بفضل الذكاء الاصطناعي أصبحت هذه التقنية واقع حال بل أن الطلب عليها في الأسواق العالمية يشهد تناميًا كبيرًا فحب الاستطلاع وأخذ اللقطات الجميلة في حياتنا إضافة إلى الفضول للاستكشاف في بعض الأحيان كانت من الاسباب التي أدت لانتشارها وازدهار صناعتها فضلاً عن نموها في قطاع خدمية كثيرة وحتى القطاع العسكري الذي شهد أول تجاربها منذ عقود من الزمن ترجع اإلى فترة الحرب العالمية الأولى عندما عملت كل من الولايات المتحدة وفرنسا على تطوير طائرات آلية دون طيار حيث مرت هذه التقنية بسبعة أجيال ” وفقًا لشركة airdronecraze وهو موقع إلكتروني تابع لشركة Amazon Services LLC ” حيث بدأ التطور بين جيل وآخر بشكل بسيط الى أن تنامت هذه التكنولوجيا بعد ظهور مايعرف “بالذكاء الاصطناعي وخوارزميات التعلم العميق” حينها أصبح معدل التطور لهذه التقنية يتسارع في أضافة تقنيات حديثة وصولا الى الجيل السابع للطائرات بدون طيار التي تعمل اليوم حول العالم كمعدات لا تقدر بثمن كونها تعمل على ضمان سلامة المجتمعات السكانية من خلال الاستجابات السريعة على عكس الطائرات المروحية التي كانت حتى وقت قريب احدث ماتوصل به العلم من استخدامات الطيران بها .
لقد كانت بدايات أكتشاف الطائرات المسيرة نقلة تاريخية في تطور السلاح التكتيكي للاجهزة العسكرية والامنية وخصوصا خلال السنوات القليلة الماضية نتيجة تعدد استخداماتها سواء التي شملت ملاحقة المجرمين ومراقبة الحدود , بحيث أصبح استخدامها في هذه المجالات جزء لا يتجزأ من أعمال القوات العسكرية والامنية في جميع أنحاء العالم نظرًا للامكانيات العالية في تنفيذ مهام مهمة وحساسة للوقت اضافة الى عامل تقليل الخسائر ولكن كما أستخدمت هذه التقنية للاغراض العسكرية والامنية برز دورها أيضا في الاستخدام التجاري وأصبحت حديث الساعة وخصوصا أن العديد من الصناعات جعلت تقنية الطائرات بدون طيار كجزء من وظائفها اليومية الاعتيادية حيث نمت سوق الطائرات بدون طيار التجارية والمدنية بمعدل نمو سنوي مركب قدره 19 بالمئة بين عامي 2015 و2020، مقارنة مع نمو بنسبة 5 بالمئةعلى الجانب العسكري وفقًا لـ ” BI Intelligence وهي نشرة تقدم خدمة الأبحاث المتميزة فاصبحت الشركات العالمية مثل تشن وول مارت وأمازون تدخل في تنافس محمومً للظفر بالأسبقية حيث أنطلقت الطائرات بدون طيار الكبيرة التي تشبه المنطاد في رحلات مقترحة للناس على ارتفاع يتراوح بين 500 و1000 قدم فوق سطح الأرض وبالمقابل أصبحت طائرات بدون طيار الأصغر حجما تستخدم في توصيل البضائع مباشرة إلى عتبة دار الزبون كما برمجت هذه الطائرات لالتقاط صورًا مباشرة من مواقع البناء تمكن المشرفين من تتبع التقدم وتحسين أعمال الفحوصات الفنية الدقيقة بأضافة أجهزة استشعار بالموجات فوق الصوتية فيها لوصف الشقوق على الجسور الخرسانية، وايضا استخدمت عليها تقنية الكاميرا لمراقبة المـــــــــباني وقياس التضاريس ونوع التربة طوال دورة وقت البناء حيث تمثلت أحد الابتكارات التي يتم تطويرها في جامعة إمبريال كوليدج في لندن في إنشاء طائرات بدون طيار مزودة بطابعات ثلاثـــــــية الأبعاد ستكون هذه المعدات التي يتم التحكم فيها عن بُعد قادرة على بناء وإصلاح المباني عن طريق مواد الطباعة في أثناء الطيران كما لاننسى فوائد هذه التقنية الرائعة في تحسين تقديم الخدمات في جانب القطاع الصحي ومكافحة الأمراض وخصوصا ونحن نعيش ومنذ أكثر من سنتين توابع أسوء كارثة صحية عالمية ألا وهي جائحة كورونا فهي أي الطائرات بدون طيار تدعم الإيصال السريع والفعال للقاحات وإمدادات الأدوية في ظروف معينة تكرر سنويا في بقعة من بقاع الارض مما يستدعي الوصول السريع إلى الأدوية والدم والتكنولوجيا الطبية لذلك هي تدعم عمليات الإنقاذ وتقليل وفيات الأمراض المعدية التي تهدد الحياة ومثال على مانقول توجد حاليا شركة Zipline International وهي واحدة من أبرز شركات التوريد الطبي الداعمة لهكذا مشروع وخصوصا في المناطق الريفية في أنحاء عديدة من القارة الإفريقية.
اختبار البعوض
وليس بعيدا عن مانطرحه تستخدم Microsoft أيضًا تكنولوجيا الطائرات بدون طيار لالتقاط واختبار البعوض الناقل للأمراض بهدف الوصول الى معالجات لهذه الكوارث الصحية ناهيك عن أستخدام هذه الطائرات في مجال الاستخدام الزراعي بأجراء مسوحات لكشف بيانات من المحاصيل والتخطيط وفقًا لذلك لتلبية متطلبات تحسين الواقع الزراعي العالمي من خلال أجراء التحليلات الزراعية المعتمدة على طائرات بدون طيار لمساعدة المزارعين على فهم محاصيلهم المحتملة بشكل أفضل ولاننسى أستخدامات للطائرات بدون طيار التي تعمل على تنظيم معايير تقليل مخاطر الاضرار البيئة عن البنية التحتية المستخدمة لاستخراج النفط والغاز وتنقيته وإجراء الكثير من أعمال التفتيش عن بُعد وأمان والأهم من ذلك مراقبة خطوط نقل النفط والغاز وحاليا بدأت شركات الطاقة في استخدام الطائرات بدون طيار لتفقد طواحين الهواء المستخدمة لتوليد الطاقة الكهربائية بحثًا عن علامات الإجهاد في أجزائها.
بذلك تكون الطائرات المسيرة قد أسهمت بشكل كبير في تقديم حلول غير مسبوقة لتحديات تقنية وتطبيقية في مجالات إنتاجية عديدة كالصناعة والزراعة ومجالات خدمية كالرعاية الصحية والإغاثة الطبية أضافة الى المجال الامني والعسكري فهي بكل هذه الخدمات تعتبر اقتصادية من حيث الكلف عند مقارنتها بأليات النقل التقليدية جوا كانت أم برا أو بحرا.
باحث واستشاري طيران