الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المسؤولية الدولية لتحقيق السلام

بواسطة azzaman

المسؤولية الدولية لتحقيق السلام

جاسم مراد

 

لم يعد خرق القوانين وطمس حقوق الشعوب ، يساعد في تحقيق السلام وبناء علاقات متوازنة بين الدول، ففي الساحة الدولية تبرز من بين أهم القضايا وأكثرها إشكالية القضية الفلسطينية ، واستخدام التدمير لاقتصاد الدول من خلال الحصارات الاقتصادية ، والتي هي بالأساس تضر الشعوب ، وليس الأنظمة ، وما حدث في العراق من حصار كلي في التسعينات من القرن الماضي ، كان المتضرر منه الشعب العراقي الذي راح ضحيته حوالي مليون انسان وطفل ، ولم يتأثر النظام في ذلك الوقت ، مثلما تم تجويع الشعب واصابة ابناءه بالعديد من الامراض ، وفقدان الحاجات الأساسية لحياة الأطفال ، وما جري لشعب غزة في فلسطين من حصار وتجويع وهجمات إسرائيلية مسلحة طيلة ( 15) عاما لم ينتج إلا مزيداً من الصراعات والتدمير ، وانتج بالضرورة طوفان الأقصى ، وكذلك الحال الذي حدث لسوريا وما يحدث لإران هو ضررا وضحاً للشعوب وليس للأنظمة .

حقوق الشعب

لقد أصدرت الأمم المتحدة ومجالسها المتعددة ، المئات من القرارات لصالح حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والتحرر والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، لكن كل هذه القرارات لم تنفذ ، بل زاد الاحتلال الإسرائيلي من احتلالاته وتوسعه الاستيطاني وسياسة القتل الفردي والجماعي ضد الشعب الفلسطيني ، ولم يتخذ مجلس الامن ولا الأمم المتحدة قرارات اقتصادية أو سياسية ضد هذا الكيان الإسرائيلي لإجباره على تنفيذ تلك القرارات أو بعظها ، مما جعل نظرية الشعوب لهذه المنظمة من إنها ليست قادرة على تنفيذ قراراتها ولا هي نصيرة للشعوب بحكم سيطرة الدول الكبرى ومجلس الامن على كل المجريات ، فهو وحدة او بعضا من هذا المجلس هو الذي يتحكم بمجريات القرارات والسياسات، وعلى وفق هذا فلا أحد يمنع الشعوب وخاصة الشعب الفلسطيني من ممارسة الكفاح المسلح بكافة اشكاله.

ومنها تشكيل تحالفات لمحاور قتالية في المنطقة نصرتاً للمقاومة الفلسطينية ، وحدث هذا اثناء معركة طوفان الأقصى ، التي اثرت بشكل فعلي على مجريات الصراع ، وأثبتت تلك المعركة المقدسة التي تحملت فيها غزة الباسلة وزر العدوان الإسرائيلي والتحالفات الدولية مع هذا العدوان ، وقدمت اطراف المقاومة أهم قياداتها دفاعا عن غزة وفلسطين ، لكن الأهم من كل ذلك هو بأن إسرائيل ومعها حلفاؤها وكذلك الأمم المتحدة لا يمكنهما تحقيق السلام في أهم منطقة في العالم اقتصاديا وجغرافيا إذا لم ينال الشعب الفلسطيني حقوقه ، ولا احد في هذه المعمورة أن يمنع شعباً من ممارسة المقاومة المكفولة في القوانين الدولية من اجل تحقيق الحرية والاستقلال الوطني .

تحالفات قتالية

معركة غزة التي استنهضت شعوب العالم ، شكلت عنواناً لتفاعل الشعوب ، وعبرت عن إمكانية تشكيل تحالفات قتالية في اكثر من مكان في المنطقة العربية مؤيدة من كثير من دول العالم لاسيما في أمريكا اللاتينية ، وهذا الامر يستدعي من الدول صاحبة القرار والأمم المتحدة أن تستشعر بأن سياسات تخطي حقوق الشعوب لا يمكنها أن تحقق السلام ، وإنما يتحقق ذلك بإجبار الكيان الإسرائيلي بالانسحاب والاعتراف بإقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة منذ عام 1967 .

ما يجري من عدوان إسرائيلي واجتياح لمناطق الضفة الغربية وحصار لمخيم جنين ، هو توكيد على امتحان مواقف الدول ومنظمة الأمم المتحدة من هذا العدوان ، وهو تعبيراً ايضاً من إسرائيل ومن يعاونها خطراً على السلام العالمي .

 ولا يمكن منع الشعب الفلسطيني ومقاومته من طوفان اقصى جديد في الضفة الغربية ، وهنا تتحدد مواقف ومهمات الدول والأمم المتحدة من تحذير إسرائيل من خطورة ممارساتها وهجماتها العسكرية ، فهذا العدو الذي فشل في تحقيق أهدافه في غزة ماعدا التدمير وقتل الأبرياء يريد تحويل بوصلة عدوانه الى الضفة الغربية لإرضاء حلفاءه حلفاء نتن ياهو من عتاة العنصريين . فمن يسعى للسلام من دول كبرى وامم متحدة عليه أن يوقف العدوان الإسرائيلي ، ويستجيب لحقوق الفلسطينيين في دولة مستقلة ، بدون ذلك فكل الحصارات وتوزيع الاتهامات لا تجدي نفعاً أمام ثورة معارك المقاومة في فلسطين والمنطقة ، ولا نعتقد هناك مدينة في العالم انزلت على شعبها احدث الأسلحة وأكثرها قوة تدميرية مثلما نزلت على غزة وشعبها ، رغم ذلك فالبندقية ظلت تنتقل من كتف الى كتف وستظل من جيل الى جيل ، وهذا ما يحدث .       


مشاهدات 80
الكاتب جاسم مراد
أضيف 2025/01/27 - 11:54 PM
آخر تحديث 2025/01/30 - 11:24 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 234 الشهر 14691 الكلي 10294656
الوقت الآن
الخميس 2025/1/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير