التفاهة وسيطرتها على المجتمع
غالب الحبكي
في كتابه «نظام التفاهة»، يعبر الفيلسوف الأمريكي «آلان دونو» عن رؤيته للعصر الحالي، حيث يرى أن التافهين قد حسموا المعركة لصالحهم وأحكموا السيطرة، يقول دونو : «لقد تغير الزمن زمن الحق والقيم، ذلك أن التافهين أمسكوا بكل شيء، بكل تفاهتهم وفسادهم؛ فعند غياب القيم والمبادئ الراقية، يطفو الفساد المبرمج ذوقاً وأخلاقاً وقيماً؛ إنه زمن الصعاليك الهابط».
يضيف دونو أن كلما تعمق الإنسان في الإسفاف والابتذال والهبوط، كلما ازداد جماهيرية وشهرة. يرى أن مواقع التواصل الاجتماعي قد نجحت في ترميز التافهين، حيث صار اليوم بإمكان أي جميلة بلهاء أو وسيم فارغ أن يفرضوا أنفسهم على المشاهدين، عبر منصات تلفزيونية عامة، وهي أغلبها منصات هلامية وغير منتجة، لا تخرج لنا بأي منتج قيمي صالح لتحدي الزمان.
الأمثلة على تفاهة العصر الحديث..
نجوم وسائل التواصل الاجتماعي: أصبحت هذة منصات تبرز التافهين وتمنحهم شهرة وجماهيرية ضخمة، دون تقديم قيمة حقيقية نتاج مثمر ذو قيمة.
الإعلام والتلفاز: تعتمد الكثير من برامج التلفاز والإعلام على تسليط الضوء على الشخصيات المثيرة للجدل والتافهة لتحقيق نسب مشاهدة عالية وجذب الجهمور .> بوضوح تام أن تردي الأدب والفن، في بعض الأحيان نجد أن الأعمال الأدبية والفنية التي تفتقر الى العمق والقيمة الثقافية تلقى إقبالاً واسعاً، بينما يتم تهميش الأعمال التي تحمل رسالة وفكراً عميقاً.
بالتالي تمكنت هذه من «سيطرة التفاهة» على المجتمع وهي أخطى و أكبر التحديات التي تواجهنا في العصر الحديث، بيد أن يجب علينا كأفراد وجماعات أن نعمل على مواجهة هذه الظاهرة من خلال تعزيز القيم والمبادئ الراقية، ودعم المحتوى القيمي والثقافي في جميع المجالات، فقط من خلال الوحدة والتضامن يمكننا التغلب على «تفاهة العصر» وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.