الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
يوم ممطر

بواسطة azzaman

يوم ممطر

مروة محمد سليم

 

اصطفت السُحب الداكنة في أفقِ السماء، وتجولت الرياح الباردة في الطرقات الخالية وأخذ البرقُ يركض مُسرعاً خلفَ السَحاب فتبعه الرعد صارخاً كأنهما في سباق، وتساقطت حبات المطر المتلألئة بغزارة وكانت عند تساقطها بقرب مصباح ضوء الشارع تبدو كأنها شُهبٌ مُتساقِطة على الأرضِ! ورمت أصابع الريح قطرات المطر على بلور النوافذ فأصدرت عند ارتطامها سمفونية ساحرة، عشقتها الأسماع، رأيت مصابيح واضواء المدينة من البعيد تبدو كجواهر متناثرة مغلفة بضبابٍ خفيف، وراء مشهد المدينة الجميل كانت الجبال العالية تقف بشموخ وهناك على قممها رأيت وميض البرق يتشكل تارة ويختفي تارة أخرى... فتذكرت سباق الرعد والبرق، وظننت أنهما قد وصلا لخط النهاية وان البرق قد فاز، ولكن سرعان ما تم بدء سباق آخر بينهما، واستمرت السُحب الثقيلة تطفو في الهواء، وانشرت رائحة المطر في الإرجاء، كانت أغصان الأشجار تصطدم بسقف البيت لتبدو كأنها مُستمتعة بأجواءِ الشتاء، تعزف بأغصانها على قيثارة الأحلام، اختبأت الطيور في الاعشاش ودفنت رأسها في اجنحتها هرباً من هبوب الرياح الرطبة، رأيت احد العابرين في الطريق.. كانت مظلته تتمايل وترتفع من يده، حتى كاد أن يبدو أنه سيسافر إلى أرض السحاب، بواسطة مظلته السحرية السوداء، وتسللت رائحة القهوة من المنزل المجاور، ولمحت من خلف الستار خيال فتاة تقرأ كتاباً ما، فتذكرت غداً لديها امتحان، أنها تدرس منذ ساعات، ثم هدأ المطر قليلاً.. وخفَ سِتارُ الضَباب.. سمعت نباح كلب في آخر الشارع فنظرت لأرى أن أصحاب المنزل قد عادوا وهو يُرحب فرحاً بعودتهم، وغطى أجفاني النعاس ونمت بهدوء وسلام على صوت المطر الهادئ الرنان، ولما حل الصباح، واشرق شعاع شمس الأمل  من بين الغيوم البيضاء  كان قوس قزح قد نهض قبل الجميع وزين السماء وسط قطرات المطر  الباسمة ليبشر ببدء يوم جديد جميل مليء بالفرص والنجاحات والخير.

 


مشاهدات 95
الكاتب مروة محمد سليم
أضيف 2024/12/28 - 2:46 PM
آخر تحديث 2025/01/22 - 2:51 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 457 الشهر 10392 الكلي 10200357
الوقت الآن
الأربعاء 2025/1/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير