حين يكون الشعر حلاّ للمشاكل
حسين الصدر
-1-
قال العطوي الشاعر :
«أتيتُ إبراهيم بن المدبر فأستأذنتُ عليه فلم يأذن لي حاجبُه ،
فأخذت ورقةً وكتبتُ فيها :
أتيتُكَ مشتاقاً فلم أر جالساً
ولا ناظراً إلاّ بوجهِ قطوبِ
كأني غريمٌ مقتضٍ أو كأنني
نهوضُ حبيبٍ أو حضور رقيبِ
فسألت الحاجب حتى أوصلها اليه ،
فلما قرأها قال :
ويحك أَدْخِلْ عليّ هذا الرجل ،
فدخلت فأكرمني وقضى حوائجي «
-2-
كثرة الحُجّاب على الأبواب قديما وحديثا ظاهرة ذميمة، حيث لا شيء أهم من التواصل بين أصحاب المناصب العالية وبين سائر المواطنين الذين لا يلجأون الى ذوي الشأن الا حين تتعقد عليهم الأمور .
-3 –
لم يكن الرسول (ص) – وهو أشرف الناس وأعلاهم مكانة وقدرا
يحتجب عن الناس .
وكان بوسع أي مواطن ان يصل اليه وبكل يسر وبساطة .
والتأسي بالرسول مطلوب منا جميعا
قال تعالى :
( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )
الأحزاب / 21
-4-
التعالي على الناس ليس محموداً على الاطلاق ويأبى كبار النفوس ممن أعلتهم المواهب لا المناصب أية ممارسة فوقية .
وهنا تكمن الموعظة .