الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
تقييد حُرية الأكاديميين

بواسطة azzaman

تقييد حُرية الأكاديميين

لينا ياقو يوخنا

 

واحدة من الصفات التي يجب ان يتصف بها الأكاديمي من وجهة نظري الشخصية هي الجرأة في طرحه للموضوعات التي يقدمها للطلبة سواء في المحاضرات او اثناء مناقشة بحوث الطلبة في الدراسات الاولية او العليا, وقد لاحظت عندما كنت طالبة في الدراسات الاولية والعليا وكذلك في المؤتمرات التي شاركت فيها وايضاً الندوات بالإضافة لحضوري مناقشات بحوث طلبة الدراسات العليا في عدة كليات, ان بعض الاساتذة لا يتصفون بهذه الصفة اذ يظهر لديهم تردد او تحفظ ببعض الجزئيات او المحاور عندما تكون الموضوعات مصنفة من ضمن الممنوعات في العراق والتي يجب عدم الخوض فيها بحرية مطلقة او يمنع منعاً باتاً الحديث عنها مثل الموضوعات المتعلقة بالسياسة.

وان اسباب ذلك متعلقة بطبيعة النظام السياسي منذ عقود طويلة, واحدى مظاهره هي تكميم الافواه ومصادرة حرية العراقيين- بشكل عام- في التعبير عن آرائهم والأكاديميين بشكل خاص, والا ستكون العواقب وخيمة لذا قيدت حريتهم في ابداء الآراء وطرح الافكار والحوار حتى وان كان النقاش والتحليل باستخدام ادوات علمية وفق مناهج البحث العلمي والتي تعد من طرق واساليب التعليم المتبعة في الجامعات سواء داخل اوخارج العراق, لكن الامر ببلدنا مختلف فقد يحاسب الفرد بشدة وربما يُفصل من وظيفته او يتم تنبيهه او انذاره بضرورة عدم تكرار فعلته وهذه افضل الاحتمالات والحالة الاخيرة حصلت فعلاً بحسب شهادة بعض الاساتذة وتجاربهم الشخصية اذ تم استدعاء استاذ (...) كان ضمن لجنة مناقشة بحث احد الطلبة فيه جانب سياسي لرأيه البَنَّاء حول الموضوع ووفق اسس علمية معتمدة على الحجة والبرهان حول السياسة المتبعة في مؤسسة حكومية اتخذت قرار لا تصب في مصلحة الشعب علماً ان كلامه لم يمكن فيه اساءة لشخصيات معينة وانما طريقة اداء عمل المؤسسة وهذه من اساليب النقد المقبولة في تصحيح مسار عمل ما يصب في مصلحة البلد ولا يتضمن اي خصومة شخصية بقدر ما يحمله من فائدة عامة للبلد. واستاذة (...) ذكرت بأنها في احدى المناقشات انتقدت جهة سياسية بطريقة حضارية وموضوعية بعيداً عن الاساءة لأي شخصية ونتيجة لهذا الفعل وصلت لها رسالة من هذه الجماعة تلزمها بالامتناع عن التطرق والحديث عن هذه الجهة, وغيرها الكثير من المواقف التي لا يسعني ذكرها.

ان حرية الرأي والتعبير من المؤشرات المهمة لاستقرار وتقدم وتطور البلدان بمختلف المجالات منها مجال التعليم, وكلما كان العاملين فيه يمتلكون الحرية في البحث والتحليل والجرأة في الطرح كلما ساهموا في تقدم عجلة العلم والذي ينعكس ايجاباً على مكانة البلد بين البلدان ورخاء مجتمعاتها وتماسكها, فالتعليم ركيزة اساسية لقوة وصلابة اي بلد ومن دون  حرية القائمين على هذه المؤسسة والمنتسبين اليها لا يمكن تحقيق ذلك بل العكس تماماً سيؤدي ذلك الى تراجع التعليم وانتشار الجهل بسبب تغليب لغة التهديد والاقصاء لتقييد حرية الأكاديميين.

 


مشاهدات 123
الكاتب لينا ياقو يوخنا
أضيف 2024/12/21 - 2:15 PM
آخر تحديث 2025/01/22 - 8:38 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 96 الشهر 10535 الكلي 10290500
الوقت الآن
الخميس 2025/1/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير