الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المدرّب وصناعة الأبطال .. بين العلم والأخلاق والمسؤولية

بواسطة azzaman

المدرّب وصناعة الأبطال .. بين العلم والأخلاق والمسؤولية

 

بغداد-  بهاء تاج الدين

المدرب، في أي مجال رياضي أو تعليمي، هو قدوة يتطلع إليه اللاعبون والتلاميذ. ليس فقط بما يقدمه من مهارات وخبرات، بل أيضًا بما يعكسه من أخلاق والتزام. فالمدرب هو الأب الروحي الذي يزرع في نفوس لاعبيه قيم الولاء، الطاعة، والاحترام، إلى جانب التكنيك والتكتيك.من خلال خبرتي التي تجاوزت نصف قرن في التدريب، أود أن أشارككم رؤية متكاملة حول دور المدرب، مسؤولياته، وأثره في صناعة الأبطال.

ميدان التدريب

المدرب قدوة ومسؤولية أخلاقية على المدرب أن يكون قدوة لطلابه في كل ما يفعله، بدءًا من احترامه لمواعيده وصولاً إلى تصرفاته داخل وخارج ميدان التدريب. فالأبطال الذين يذكرون مدربيهم بفخر ويحترمون أصول اللعبة غالبًا ما يعكسون تأثيرًا إيجابيًا مباشرًا من مدربيهم.

من هنا، يجب أن يعلم كل مدرب أبطاله أهمية الانتماء للوطن. لناديهم. ومدربيهم، وأن يزرع فيهم روح الاحترام والتقدير لمن ساهم في صقل مواهبهم. إن نكران المدرب أو النادي هو خيانة لهذه القيم التي تجعل من الرياضة رسالة سامية.

*التدريب: فن وعلم ومسؤولية وطنية:

التدريب ليس مجرد تعليم الحركات والتقنيات، بل هو تربية شاملة تشمل:

1. التكنيك والتكتيك: أساس أي تدريب ناجح هو تعليم اللاعب الحركات الصحيحة وتكتيكات اللعبة.

2. اللياقة البدنية: الحفاظ على مستوى عالٍ من اللياقة والسرعة والقوة.

3. الجانب النفسي: بناء الثقة بالنفس لدى اللاعب والتعامل مع الضغوط المختلفة.

4. القيم الوطنية: غرس حب الوطن والانتماء في نفوس اللاعبين، ليصبحوا سفراء حقيقيين لبلدهم.

*التدريب المتخصص للفئات العمرية: التدريب يختلف باختلاف الفئات العمرية. تدريب الأشبال والفتيان يحتاج إلى صبر وإبداع في توجيههم، بينما تدريب الشباب والمتقدمين يتطلب تركيزًا أكبر على التطوير المهني والحفاظ على لياقتهم وأدائهم العالي.المتابعة الشخصية لكل لاعب، من خلال معرفة ظروفه الدراسية والاجتماعية، تعد جزءًا من نجاح المدرب. فالتوازن بين الرياضة والتعليم ضروري ليصبح اللاعب ناجحًا في حياته المهنية والرياضية.

المدرب الناجح

للوصول إلى مستوى المدرب القدوة، يجب أن يتحلى المدرب بالصفات التالية:

1. شخصية قوية وأخلاق عالية: ليكون مصدر إلهام للاعبيه.

2. ثقافة رياضية واسعة: الاطلاع على أحدث أساليب التدريب من خلال الدورات والكتب.

3. إدارة ذكية: القدرة على تنظيم الفريق ووضع خطط تدريبية فعّالة.

4. الهندام والنظام: لأن مظهر المدرب يعكس احترامه لمهنته ولاعبيه.

5. المرونة والمتابعة: القدرة على التكيف مع ظروف اللاعبين ومساعدتهم على تخطي العقبات.

الواجبات الأساسية للمدرب

غرس قيم الطاعة والاحترام في نفوس اللاعبين.التأكيد على الالتزام بالقرارات، سواء كانت داخل الملعب أو خارجه.متابعة اللاعبين بشكل مستمر، بما في ذلك الجوانب الدراسية والشخصية.تطوير الذات من خلال المشاركة في دورات تدريبية حتى لو كانت على نفقته الخاصة.

*المدرب والتخطيط التدريبي:

التخطيط هو أساس النجاح. المدرب الذي لا يضع خطة تدريبية واضحة يعتبر ناقصًا في مهمته، إلا إذا كان من أصحاب الخبرة الطويلة التي تعوض هذا النقص.

*الخطة التدريبية تشمل:

*تحديد الأهداف.

تنظيم البطولات والمعسكرات.

التركيز على تطوير القوة، السرعة، التكنيك، والتكتيك.

المدرب: طاقة إبداع ومسؤولية وطنيةالتدريب ليس مجرد وظيفة؛ إنه رسالة ومسؤولية. المدرب الناجح هو من يخلق الأبطال ويصنع الفارق في حياة لاعبيه.أخيرًا، أدعو كل مدرب أن يضع أمامه رؤية واضحة ليكون نموذجًا يحتذى به، ويعمل على تخريج جيل يرفع راية الوطن بفخر واحترام. التدريب علم وفن، وصناعة الأبطال هي غاية تستحق كل التضحيات.

المدرب الناجح ليس فقط من يصنع الأبطال، بل من يصنع القيم، يغرس المبادئ، ويبني إنسانًا مؤهلًا لخدمة وطنه ومجتمعه.


مشاهدات 336
أضيف 2024/12/14 - 3:23 PM
آخر تحديث 2025/01/22 - 8:16 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 463 الشهر 10398 الكلي 10200363
الوقت الآن
الأربعاء 2025/1/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير