صمت البسام يعتمد لغة معاصرة متجدّدة

مهرجان بغداد الدولي للمسرح يواصل فعالياته والمشهداني يستقبل ضيوفه

بغداد - ياسين ياس

ضمن عروض مهرجان بغداد الدولي للمسرح بدورته الخامسة عرضت المسرحية التونسية (اخر البخر) على المسرح الوطني لمخرجها فاضل الجعايبي وهو عرض شرفي ، فيما عقد جلسات نقدية في فندق المنصور وعلى مسرح الرشيد تم عرض  مسرحية السيرك ضمن عروض المسابقة الدولية .إخراج  جواد الاسدي .كما تضمن المهرجان عرض مسرحية(الجدار) من العراق والمشاركة في المسابقة الدولية. تأليف حيدر جمعة اخراج سنان العزاوي. والمسرحية تضم العديد من القصص منها تفكك البنية الاسرية في المجتمع العراقي من خلال المخدرات والانحراف زنا المحارم،كل هذه الأحداث او المشكلات تم جمعها بنص درامي محكم وتسليط الضوء عليها بهدف إيجاد الحلول لها من قبل الجهات المعنية. هذا ماتحدث به  العزاوي مضيفا ان (هذا العمل يعتبر الاضخم انتاجا في تاريخ المسرح العراقي. ويضم العمل العديد من نجوم المسرح العراقي. وبكوادر ادارية وفنية.زادت على سبعين شخصا بين فنان وتقني  وممثل ).

وعن المسرحية تحدث الناقد والاكاديمي محمد حسين حبيب قائلا(لقد تمرد عقل المخرج سنان العزاوي فابدع بحرية منتظرة منه ومن كاتب نص الجدار حيدر جمعة الذي تمرد فابدع هو الاخر بحرية فاقتنص الحكايات من عالمنا المثير بحقائق الخزي والعار..لكن سمو الأداء التمثيلي  الساحر لاصحاب الحكايات.تنافسوا بمشروعية عالية ليتمردوا على جميع الاداءات التقليدية البائسة )واكد(الدهشة الصورية الاخراجية تلاحقت مع فضاءات العرض المسرحي. التي صنعها لنا سينوغرافيا علي السوداني على طول مساحات العرض.عبر مشاركة متميزة من طلبة معهد الفنون الجميلة بغداد. وهم يتوجهون بسلطة  الجدار  نحونا كالمنتصرين برغم الانتفاضة الجماعية والتمرد.انتفض جميع ابطال وبطلات هذه الحكاية.عسى ولعل ان يكون هذا الصراخ المسرحي المدوي. جمالا وفكرا. وعسى أن يكون حلا من أجل الخلاص المنتظر. فالجميع هنا ضحايا ولدوا .فصاروا  ضحايا فتعذبوا ثم تمردوا لكن فشلوا فانتصر الجلاد.(صاحب المكان)فمن اجل ان لا يولدضحايا جدد ليتعذبوا ويثوروا مرة أخرى ويخسرون في النهاية كل شيء. جاء هذا العرض(الجدار) ملحمة عراقية مشرفة ). وشارك في أداء شخصيات المسرحية الاء نجم.يحي ابراهيم.لبوة عرب.رضاب احمد.اسراء رفعت. زمن الربيعي.وهام البياتي.نعمت عبد الحسين. رنا لفتة.دريد عبد الوهاب.فيروز طلال .ايمن شاهين. عبير الخفاجي.شيرين علي.اسيل احمد.ونخبة من طلبة معهد الفنون الجميلة بغداد. سينوغرافيا علي محمود السوداني .مدير الانتاج محمد النقاش. كيروكراف علي دعيم. للموسيقى رياض كاظم.

خطف الانظار

كما نجح العرض المسرحي الكويتي (صمت)للمؤلف والمخرج سليمان البسام في خطف الانظار خلال المهرجان إذ شكل العرض لغة مسرحية معاصرة متجددة.واعرب البسام بعد انتهاء العرض عن سعادته بوجوده في بغداد والمشاركة في مهرجان بغداد الدولي للمسرح واضاف(البسام ان مسرحية (صمت)تطرح تساؤلات عديدة.كونها تعد عملا فنيا ولد عبر مراحل مختلفة من البحث والتجربة.مع فريق عمل يضم كوكبة متميزة من بينهم الممثلة السورية الفرنسية حلا غمران .والتي تمثل الدور الرئيسي في المسرحية.إضافة إلى الموسقيين عبد الرضا قبيسي وعلي حوت من بيروت.والسينوغراف الفرنسي العالمي اريك سواييه. وأكد البسام ان (مسرحية. صمت.في الواقع هي تجربة في الاقتصاد المسرحي.واستخدام الأدوات الشعرية التي يمكن ان تحرك الخيال والوجدان. والمسرحية كان لها اول ورشة تأسيسية أقيمت في سويسرا لمدة اسبوعين ثم اعقبتهامرحلة تأسيسية اخرى عبر استضافة المسرح الوطني التونسي. ومرحلة تكوين العمل تمت في الكويت.ونالت المسرحية العديد من الجوائز. منها جائزة أفضل ممثلة في مهرجان قرطاج للفنانةحلا عمران.) -وعن المسرحية تحدث الفنان والاكاديمي صميم حسب الله قائلا(اي فاجعة تلك التي نواجهها بالصمت. واي خطاب يعبر عن انكساراتنا المهمشة.الأسئلة كثيرة آثارها العرض المسرحي ، صمت،للمخرج الكويتي سليمان البسام، اختار وضع مسارات محددة للقراءة والتلقي عبر منطوقه الافتتاحي والذي ارادت التعبير عنه فكرة المسرحية شارحا وواصفا صورة الفجيعة التي تشكلت بسبب .انفجار مرفأ بيروت. مستعينا بما نسميه الراوي.على توصيف حالة الانفجار وتاثيراته وتأكيده علىوصف العرض.الذي تخلى فيه عن الأحداث وسرد الشخصيات.واكتفى بالصمت للتعبير عن المقاومة.لكن اي صمت اختاره المخرج للتعبير عن فاجعة.المرفا.انه صمت رهيب ملىء بالصخب والضجيج.صمت قادت صرخاته الفنانة حلا عمران. والفنان عبد قبيسي.وعلي حوت.على مستوى الأداء الموسيقي في تجسيد منوع لطروحاته )واضاف(اعتمد المخرج في تأسيس فضاء العرض المسرحي.وعلى فكرة تجريده من العلامات الدالة على بيئة المرفا رغم وجود الغاز المضغوط داخل المرفا.والذي أدى إلى الانفجار القاتل.والعلامة الدالة الوحيدة على فضاء العرض. هو فضاء المرفا.

وفضاء المدينة المجاورة للمرفا قبل انهياره..لكن تعامل المخرج مع مفهوم الزمن على نحو متباين. ففي اللحظة التي يثبت لنا فيها ساعة تشير إلى زمن سابق،لكن لحظة الانفجار وهو زمن ابتداء العرض المسرحي. ويكشف لنا نهاية العرض عن زمن اخر .وكان كل البوح والالم هو تنبوء بحالة الانفجار التي انتهى العرض عندها تاركا بالونات الغاز تجوب فضاء المدينة بحثا عن مرافىء اخرى وموت اخر . وصمت وسكوت). وفي السياق استقبل رئيس مجلس النواب محمود المشهداني، الخميس، وفد من الفنانين العرب والعراقيين المشاركين في فعاليات مهرجان بغداد الدولي للمسرح ، وترأس الوفد نقيب الفنانين العراقيين مدير عام دائرة السينما والمسرح جبار جودي.وفي مستهل اللقاء رحب المشهداني بالضيوف في بلد الرافدين مشيداً بمشاركتهم في هذا الحدث الثقافي الكبير الذي يعكس روح التعاون والإبداع بين الدول العربية. وأكد دعم مجلس النواب المستمر للفن والثقافة والأدب معبراً عن اعتزازه بالتنوع الفني والثقافي الهادف الذي يقدمه الفنانون المشاركون في المهرجان.كما أشار إلى أهمية المهرجانات الثقافية والفنية في تعزيز العلاقات بين الشعوب العربية مشدداً على دور الفن في بناء جسور من التواصل والتفاهم بين الثقافات المختلفة.وفي الختام، عبر رئيس مجلس النواب عن تطلعه إلى تنظيم المزيد من الفعاليات التي تسهم في إبراز الوجه الحضاري للعراق وتعزز مكانته على الصعيدين العربي والدولي.