الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ثمن‭ ‬التخلف‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬سوريا‭ ‬الجديدة

بواسطة azzaman

ثمن‭ ‬التخلف‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬سوريا‭ ‬الجديدة

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام

 

الدول‭ ‬التي‭ ‬ستراوح‭ ‬في‭ ‬أوهامها‭ ‬وظلاميتها‭ ‬وخرافاتها‭ ‬وتتأخر‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬أفضل‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬الحكم‭ ‬السوري‭ ‬الجديد‭ ‬ستكون‭ ‬هي‭ ‬الخاسرة،‭ ‬فتجربة‭ ‬بناء‭ ‬دولة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬سوف‭ ‬تتجه‭ ‬نحو‭ ‬خطوات‭ ‬سريعة‭ ‬تحت‭ ‬مراقبة‭ ‬العيون‭ ‬الامريكية‭ ‬والأوربية،‭ ‬لإرساء‭ ‬الاستقرار‭ ‬والحياة‭ ‬المدنية‭ ‬كخيار‭ ‬لا‭ ‬بديل‭ ‬عنه،‭ ‬وإلا‭ ‬ذهب‭ ‬الانتصار‭ ‬العظيم‭ ‬على‭ ‬‮«‬‭ ‬الفار‮»‬‭ ‬سدى‭.‬

بناء‭ ‬الدولة‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬مختلف‭ ‬تماماً‭ ‬عن‭ ‬اطروحات‭ ‬سابقة‭ ‬لبناء‭ ‬عهد‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬الاحتلال‭ ‬الأمريكي‭ ‬2003،‭ ‬اذ‭ ‬رأينا‭ ‬كيف‭ ‬انزلق‭ ‬البلد‭ ‬بالساعات‭ ‬وليس‭ ‬الايام‭ ‬الى‭ ‬صراعات‭ ‬وتصفيات‭ ‬دموية‭ ‬وهدر‭ ‬للثروات‭ ‬وفساد‭ ‬واشاعة‭ ‬روح‭ ‬الانتقام‭ ‬والاقصاء‭ ‬والاجتثاث‭ ‬والتهجير‭ ‬والفشل‭ ‬في‭ ‬أعادة‭ ‬الكفاءات‭ ‬العراقية‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬لبناء‭ ‬بلدهم‭ ‬بسبب‭ ‬هيمنة‭ ‬عناصر‭ ‬وقيادات‭ ‬الأحزاب‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬أغلبيتهم‭ ‬الساحقة‭ ‬من‭ ‬المستويات‭ ‬الجاهلة‭ ‬المتدنية‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وليس‭ ‬لهم‭ “‬امتياز‭ ‬اعتباري‭ ‬نوعي‭” ‬سوى‭ ‬حمل‭ ‬صفة‭ ‬معارضة‭ ‬النظام‭ ‬السابق‭.‬

من‭ ‬الأسباب‭ ‬الأولى‭ ‬والرئيسية‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬بناء‭ ‬حقبة‭ ‬مدنية‭ ‬حضارية‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬كان‭ ‬نظام‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬المنهار‭ ‬نفسه‭ ‬وما‭ ‬فعلته‭ ‬أجهزة‭ ‬مخابراته‭ ‬في‭ ‬تجنيد‭ ‬انتحاريين‭ ‬و‭ ‬قتلة‭ ‬لإشاعة‭ ‬الفوضى‭ ‬بالعراق‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الأجهزة‭ ‬الإيرانية،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬انّ‭ ‬اغراق‭ ‬بلدنا‭ ‬بالدماء‭ ‬سيكون‭ ‬عنواناً‭ ‬لفشل‭ ‬التجربة‭ ‬التي‭ ‬قادها‭ ‬الامريكان‭ ‬ولن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬امتدادات‭ ‬نحو‭ ‬التغيير‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬ايران‭ ‬أيضاً‭. ‬كانوا‭ ‬يريدون‭ ‬كسب‭ ‬الوقت‭ ‬فحسب‭ ‬بدل‭ ‬أن‭ ‬يفكروا‭ ‬في‭ ‬اصلاح‭ ‬علاقتهم‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬الافادة‭ ‬من‭ ‬الدروس‭ ‬المستنبطة‭ ‬من‭ ‬سقوط‭ ‬نظام‭ ‬صدام‭ ‬حسين‭.‬

‭ ‬سوريا‭ ‬الجديدة‭ ‬ستواجه‭ ‬تحديات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬والاقتصاد،‭ ‬اذ‭ ‬انّها‭ ‬بلد‭ ‬مُخرَّب‭ ‬ومنهوب‭ ‬بمعنى‭ ‬الكلمة،‭ ‬لكن‭ ‬التحدي‭ ‬الأمني‭ ‬سيكون‭ ‬هو‭ ‬الأكبر،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬استبعاد‭ ‬محاولات‭ ‬‮«‬بعض‮»‬‭ ‬العقليات‭ ‬الاستخبارية‭ ‬المجاورة‭ ‬من‭ ‬المغامرة‭ ‬في‭ ‬ارسال‭ ‬انتحاريين‭ ‬تحت‭ ‬شعارات‭ ‬تعبئة‭ ‬جديدة‭ ‬لإشاعة‭ ‬الخوف‭ ‬والدماء‭ ‬مجددا‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬السوري،‭ ‬غير‭ ‬انّه‭ ‬خيار‭ ‬اليائسين‭ ‬والجَهلة،‭ ‬ولن‭ ‬يكتب‭ ‬له‭ ‬النجاح‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬إمكانية‭ ‬حدوث‭ ‬خروقات‭ ‬قبل‭ ‬استتباب‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬الشام‭.‬

‭”‬محور‭” ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الشعوب‭ ‬والدول‭ ‬واستباحة‭ ‬أوضاعها‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬انقصم‭ ‬ظهره‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬وشُلّت‭ ‬ذراعه‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬وبقي‭ ‬الرأس‭ ‬في‭ “‬دوخته‭” ‬بعيداً،‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬فقرات‭ ‬الرقبة‭ ‬بالعراق‭ ‬واليمن‭.‬

لذلك‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬هناك‭ ‬أسباب‭ ‬مباشرة‭ ‬لزعزعة‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬برغم‭ ‬استمرار‭ ‬التحديات‭.‬

سوريا‭ ‬الجديدة‭ ‬تمتلك‭ ‬مقومات‭ ‬النهوض‭ ‬السريع،‭ ‬لتعيد‭ ‬اشراقة‭ ‬التنمية‭ ‬على‭ ‬ساحل‭ ‬المتوسط‭ ‬المهمل‭ ‬،‭ ‬ولعل‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬اكثر‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تفيد‭ ‬من‭ ‬إرساء‭ ‬علاقات‭ ‬حقيقية‭ ‬للتنمية‭ ‬والاقتصاد‭ ‬ومسح‭ ‬التاريخ‭ ‬المظلم‭ ‬من‭  ‬تسهيل‭ ‬عبور‭ ‬مليشيات‭ ‬القتل‭ ‬الى‭ ‬الشام‭.‬

‭ ‬

fatihabdulsalam@hotmail.com

 


مشاهدات 286
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام
أضيف 2024/12/14 - 11:53 AM
آخر تحديث 2025/01/22 - 4:29 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 436 الشهر 10371 الكلي 10200336
الوقت الآن
الأربعاء 2025/1/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير