موازين القوى المتداخلة
عبد الكريم احمد الزيدي
لايزال العالم ينظر بترقب إلى التغيرات المتسارعة التي حصلت في الساحة السورية وسقوط نظام الأسد ونقله بشكل آمن إلى روسيا بصفة اللجوء السياسي وسيطرة قوى المعارضة السورية لدفة الحكم بعد تضارب بالاخبار عن طرد القوات السورية الديمقراطية المعروفة ب “ قسد “ والفصائل العسكرية الموالية لإيران عن مظاهر ومواقع السيطرة على مواقع عسكرية واهداف مهمة في الأراضي السورية ومراكز تواجدها فيه ، واستغلال الجيش الإسرائيلي هذه الفترة للقيام بهجوم واسع جوي على أهداف عسكرية مهمة دون مقاومة تذكر تضمنت ضرب مواقع القواعد العسكرية للمطارات وقوى الدفاع الجوي ومخازن الاعتدة والصواريخ والطائرات والرادارات وكل ما يتعلق بالقوة العسكرية السورية لتجنب سيطرة قوى المعارضة السورية عليها بعد انسحاب وهروب الجيش النظامي السابق وتركها دون تأمين أو رقابة ..وبالعودة إلى مفهوم موازين القوى المؤثرة في الساحة السورية فأن المراقب في ذلك يجد ان الجانب الإيراني يتهم إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وما يشار إلى دولة مجاورة بالتآمر والمشاركة في تهيئة ظروف وتأييد إسقاط النظام الحاكم بهذه السرعة والكيفية ولربما إسناد قوى المعارضة العسكرية السورية المسلحة للإنقضاض على مواقع الجيش السوري والفصائل العسكرية الموالية لإيران، هذا من جانب ومن جانب آخر فأن الموقف السابق لإضعاف الفصائل العسكرية المقاومة في غزة وجنوب لبنان وما تلاها من استهداف قادة هذه الفصائل الفاعلة بضربات إسرائيلية نوعية قادت إلى تهيئة ظروف إسقاط نظام الأسد بعد تخلي مؤيديه وأنصاره في ديمومة نظامه واستمراره رغم كل المحاولات التي قامت بها المعارضة والقوى السورية المعادية للنظام في السنوات الماضية ..
لكنه من المبكر ان تتوضح الصورة النهائية لمستقبل الحكم في سورياَ والاوضاع السياسية فيها خاصة وان الأطراف المعارضة لاتزال في بداية الطريق لتمهيد صورة النظام المستقبلي للحكم ووجود أكثر من جهة تدعي أحقيتها في تمثيل الشعب السوري ذو العرقيات والاديان والطوائف المختلفة ، كذلك الحال بمصالح القوى الدولية والإقليمية المتنفذة في تحديد مصير مستقبل سوريا .. والسؤال هنا .. هل ان مصير الشعب السوري وقيادته ستؤول إلى اهله أم ان هناك ما ينتظره من مصير قد يأخذ به إلى مجهول لا يحمد عقباه ؟ ..