الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
عائشة التي تجيء

بواسطة azzaman

عائشة التي تجيء

نجمان ياسين

 

أبداً من أقصى الدم المغربي

إلى أقصى الدم العراقي

يلاحقني هذا الصوت السماوي

يجتاحني ويلقيني في سعير جنة الطمأنينة المربكة

أبداً من المهد

إلى اللحد

يأخذني هذا الضوء المغربي

وينير بالإشراق وسامة روحي

أبداً تحملني لؤلؤة البحر المغربي

في وجهها الوردة

وتوقفني أمام دهشة الحلم الجريح

أبداً يأتي هذا الوجه المغربي

يطارد مهرة قلبي

ويرميها في لجة الصبوات

أبداً من قبل أن أولد

وبعد أن أمضي

لأولد ثانية

وأمضي

يحتل قمر المغرب ذاكرتي

ويفجر قيامتي

طفلة أنتِ

وأنت السر والشجرة

شمس روحي

وجنون اعماقي

وساوسي

وقصيدتي التي تسكن ليل الرحيل المباغت .

أواه يا ضلالات هذا العقل المسكون

بعسل الأنوثة

وجمر الأسى

مقدّرٌ عليك أن تتشظى

بين يدي هذا الدم المغربي

هذا الوهج المغربي

هذه السمرة الذهبية

وأن تشدو لأغنية لم تكتمل

وأن تبتهل أمام عذوبة القمر المغربي

الذي غمر روحك بالنور

ومضى ليقودك إلى كعبة الحب

أو ما يشبه الحب

ذاك الذي يلاحقك

ويلاحقك...حتى تموت

كنتُ انحنيتُ لامرأة تختصر انوثة الأرض والسماء

وكنتُ ارتميتُ بين يدي امرأة تفيض بعذوبة الندى

وأسرار النور

وعمق الغابة

وكنتُ أودعتُ روحي

لامرأة المسك والعنبر

عسل الضوء والمستحيل

وكنتُ عرفتُ أنني لن أدرك نعيم النسيان

وأن سهم النار التائه

سيظل يدور في هذا الأفق المقفل

والمدى الذي هو انتِ

أو أنا

لا فرق

فكلانا جرح ناغر

وكلانا نزيف

وكلانا روح تنوء بعناقيد التعب

كلانا توقٌ إلى الوصول

والارتماء على عتبات الحجاب .

وجهكِ أم وجهي

ذاك الذي خرج من سورة المياه؟

وجهكِ أم وجهكِ، ووجهكِ

ذاك الذي يسكن الألواح

ويضيء بالآيات البيِّنات؟

وجهكِ ذاكَ يا طفولتي

وسقمي

وشفائي

أم هي العواصف تقتلعني

وتأخذني إلى بكارة الكلمات؟

وجهكِ

أم وجهكِ

أم وجهكِ

ذاك الذي يسكنني

يشجيني

يرديني

ويخلقني

ويثيرُ جنون جنوني؟

وجهكِ يا وجعي

وضوء نزقي

من قادني إلى حدائق الشهوات

أوقفني في بساتين الأرواح

ومضى بي إلى الفردوس المفقود

والفردوس المستعاد .

وجهكِ

ووجهكِ

يحرثُ دمي إلى أن أموت

آه عائشة التي أثملتني

وحزّت وريدي

آه من سيف تغلغل في دمي

وضوء شطرني

هدّمني

أنشأني

أسكرني بخمرة الوصول

أفنى بدني

آه عائشة التي أضعتها

وأضاعتني

وأضاعتنا الدروب

ها أنتِ تأتين

أغنية تسكن الدمع

وبرقاً يشقُّ تاجَ روحي

يصدع جسدي

ويجعلني أغني والسكين على الرقبة

أغني إلى أن أموت

 

 استاذ التاريخ الاجتماعي والاقتصادي في جامعة الموصل / رئيس أسبق للإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق .

 

 


مشاهدات 750
الكاتب نجمان ياسين
أضيف 2024/12/14 - 12:01 AM
آخر تحديث 2025/01/22 - 3:34 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 334 الشهر 10269 الكلي 10200234
الوقت الآن
الأربعاء 2025/1/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير