الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الهدف مفتوح

بواسطة azzaman

الهدف مفتوح

موسى جعفر

 

منذ أكثر من شهر، وتحديداً في بيروت، استشهد السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله في لبنان، ثم بعد ذلك استشهد السيد صفي الدين مع عدد من القادة في الضاحية الجنوبية لبيروت. واستمرت الحرب مع الكيان الصهيوني حتى بعد استشهاد الأمين العام، مما كبّد للكيان الصهيوني خسائر كبيرة. هذا ما أدى إلى بدء المشاورات في الدوحة من أجل إيقاف العدوان على لبنان، وهو ما تم تفسيره على أنه انتصار لحزب الله، إذ أجبر الكيان على قبول الشروط التي وضعها الحزب.

لكن، هنا نطرح السؤال: هل يرغب الكيان حقاً في إيقاف الحرب على لبنان؟ قبل الإجابة، علينا أن نعود تاريخياً؛ لو كان الكيان يرغب في إيقاف الحرب، لفعلها منذ بدء المفاوضات في مصر، أو لكان قد بادر بذلك منذ طرح الخيار عليه للمرة الأولى. لذلك، يمكن اعتبار إيقاف الحرب فخاً نصبته الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني ضد حزب الله اللبناني. لكن كيف؟

مع انتهاء الانتخابات الأمريكية، ستتوقف جميع صلاحيات الرئيس الأمريكي جو بايدن بسبب الانتخابات، وستحتاج أمريكا لشهرين، وتحديداً في الشهر الأول من العام القادم، حتى يتسلم الرئيس الجديد إدارة الولايات المتحدة ويفعّل جميع صلاحياته، سواء كان الفائز «ترامب» أو «كاميلا هاريس»، فالهدف واحد.

لهذا، خلال فترة الانتخابات، سيكون الكيان الصهيوني وحيداً بلا دعم، بلا شي يسند عليه، لذا سيقبل الكيان بكل شروط حزب الله، حتى لو طلب «لبن العصفور» سيقدَّم له في «صحن من ذهب». هذا القبول يعتبر فخاً يهدف إلى إعطاء فرصة للكيان ليستعيد قوته ويعود مدعوماً أمام الجبهات.

ولكن، بعد شهرين من انتهاء الانتخابات وتنصيب رئيس جديد للولايات المتحدة، كيف سيكون الحال؟ هل سيبقى الكيان في إطار المفاوضات ويقبل بشروط حزب الله؟ لا، لأنه حينها سيحصل على الدعم المفتوح من الرئيس الجديد، وصلاحيات مفتوحة لا نهاية لها.

باختصار، يسعى الكيان الصهيوني لتهدئة الحرب حتى تنتهي الانتخابات الأمريكية، لكسب الوقت، وكذلك لكسب تعاطف العالم عبر إظهار نفسه ككيان يسعى للتفاوض مع لبنان. لذلك، على حزب الله رفض جميع الاتفاقات ومواصلة الهجوم من جميع الجبهات، لأن الكيان الصهيوني، مع فتح أبواب الانتخابات في أمريكا، سيكون بلا سند وبلا ذخائر وبلا قوة تمكنه من مواجهة الجميع.

 

 

 

 


مشاهدات 207
الكاتب موسى جعفر
أضيف 2024/11/21 - 1:47 AM
آخر تحديث 2025/01/22 - 9:26 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 16 الشهر 10993 الكلي 10290958
الوقت الآن
الجمعة 2025/1/24 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير