فاتح عبد السلام
ثقافة العمل التطوعي في العراق منحسرة في نطاقات ضيقة وتحت ضغط مواسم دينية أو سياسية، وهذه مشكلة بحد ذاتها، ذلك ان هناك أهدافاً اخرى للعمل التطوعي في مجالات إغاثة الناس في وقت الازمات.
العراق شهد في العقود الأخيرة أنواع الازمات وسببها جميعا الحروب التي مرّ بها، او التي تحدث في محيطه الإقليمي.
هناك، في المدن التي نكبت في العراق الى حد طمس معالمها في احياء سكنية كاملة، نشأت جمعيات تعاونية أسهم فيها الأهالي من ميسوري الحال، وجرت إغاثة عوائل كاملة وبشكل مبرمج ومنظم، ولم يكن للسياسيين أو التشكيلات الحكومية والحزبية أي أثر في تلك الجهود.
المسألة يلزمها إرساء ثقافة التعاون الاجتماعي على صعيد الوحدة السكانية الأصغر ثمّ الأكبر، وهذه الثقافة يجب أن تشترك النُخب في دعمها من خلال المدارس والجامعات والمراكز الشبابية.
وهنا لابد من التفكير في مجالات متخصصة للعمل التعاوني، فالمطلوب ليس توزيع الغذاء للمحتاجين او في المواسم الدينية، وانما هناك أزمات مختلفة تواجهها بعض المدن تحتاج الى دعم تعاوني قريب من العمل المؤسساتي، مادام الدوائر والخطط الحكومية تراوح مكانها في مجالات ضيقة وتقليدية لا تصل بها الى النقاط البعيدة في بنية حاجات المجتمع. مثلا بناء مسبح للكبار أو الأطفال وتوفير مدربين فيه، أو بناء ملعب بسيط لكرة القدم أو لكرة السلة أو توفير مستلزمات لعبة التنس وكرة الطاولة في الاحياء السكنية، أو توفير زوارق انقاذ وسياحة للناس أيضا في المدن الشاطئية، وهي من المهمات التي تقاعست عنها الدوائر الحكومية، في ظل غلبة الأولويات المصلحية التي يطفو فوقها بحر الفساد العمومي.
المفروض ان الوزراء يخصصون جزء من موازناتهم وايراداتهم لدعم العمل التطوعي وتشجيعه ومده بالخبرات المتاحة لكي يقوى ويترسخ ويدوم.
أليس كذلك يا وزير الـ.. ويا وزير .. ويا…؟
رئيس التحرير-الطبعة الدولية