ثنائية الصمت والثرثرة ؟
حسين الصدر
-1-
للثرثرة رجالُها الذين لا يملون ولا يكلون من اجترار الكلام في شتى المواضيع، حتى كأنّهم مستأجرون للاستمرار في الكلام وان لم يكن ذا فائدة...!!
-2-
تجرهم الثرثرة الى ألوان من الأكاذيب والأباطيل والاغتياب وَذِكْرِ الآخرين بما يسؤوهم ،وهم يتلذذون بذلك لجهلهم وقلة عقلهم .
-3 –
وفي مقابل الثرثارين تجد مَنْ يحرصُ على التزام الصمت وتنزيه لسانهِ عن الخوض بالباطل وذِكرْ الآخرين بسوء .
-4-
قال الشاعر :
مَنْ لَزِمَ الصمتَ اكتسى هيْبَةً
تُخفي على الناسِ مَساويهِ
لسانُ مَنْ يعقلُ في قلبِهِ
وقلبُ مَنْ يجهلُ في فيهِ
-5-
على أنَّ الصمت لا يُقبل متى عنّت الحاجة الى البيان، ولا تتم الهداية والنصيحة والإنقاذ من الأوضار الاّ بالكلام .
-6-
فالصمت أولى من الهذر ..
لكنه ليس كذلك حين تشتد الحاجة الى بيان الحقائق وتثبيتها وارشاد الضالين والتائهين الى مرافئ السلامة والاستقامة .
-7-
لا يمدحُ الصمتُ إنْ كان عَنْ عجزٍ وَعِيّ .. بل انه المنقصة الظاهرة فاللسان – كما قيل – هو أحد الجمالين .
-8-
وَبخُطُبِ الأنبياء والأوصياء ومواعظهم – صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين – انتفعت البشرية، وانتقلت من خنادق الجهل والضياع الى خنادق الايمان والعمل الصالح .