السرقات ومظلة الخدمات
فريد حسن
لا يمكن لاحد ان يستثني محافظة في العراق من ازمة الفيصانات التي تجتاح البيوت والطرقات وتقطع السبيل امام الناس للتوجه الى محلاتهم للارتزاق او لدوائرهم ليحللوا رواتبهم والعيب ليس فيهم ولا هم راغبون الامر انما اضحت الحالة عامة وشماعة العطلة حاضرة
ان السنة المالية والخطة الموضوعة على الورق من خدمات بلدية وكهرباء ومجاري خدمات على ورق لا وجود لها على ارض الواقع وتصاحب الخطة تخصيص اموالا طائلة ومناقلات احيانا من تخصيصات لمشاريع اخرى لعدم كفاية المبالغ المخصصة لتنفيذ مشاريع (عملاقة) و(تاريخية) لاعمال البلدية والمجاري ولكن مع اول زخة مطر تظهر العيوب لتشهد على السرقات ومع ذلك لا هيئة النزاهة ولا اية اطراف نزيهة في البرلمان والحكومة تدعو الى تقديم ايضاحات حول حجم المبالغ المرصودة وحجم الخدمات المقدمة وحجم السرقات وحجم الخسائر فالعملية قائمة على اساس (النسبة والتناسب) .
في الصيف يبدو ان الحكومة قد ضيعت اللبن ولهذا في الشتاء تظهر العيوب وان الدوائر الخدمية لاتتذكر عمليات تنظيف المجاري او اتخاذ الاجراءات الاحترازية كي لا يقع المواطن في فخ الفيضانات والسيول الجارفة
وهنا اتذكر قصة لطيفة طريفة حيث كان واحدا من اقربائي قد جلس في بيتنا في الصيف وبدأ بالبكاء وحينما سألناه عن سبب بكاءه قال الان تذكرت ان اخي عبدالله قد صفعني على وجهي في الشتاء وحكومتنا واجهزتها الخدمية ( الخربانة) تتذكر السيول ومعها تتذكر تنظيف المنهولات لجريان مياه الامطار بسلاسة .
الفساد في هذا المضمار بحاجة الى متابعة ومراقبة واجراءات قانونية فالبلد ليس بحاجة لاعلان الحكومة عطلة بعد كل زخة مطر
وللحقيقة ولابد من قولها الم نكن طلابا في السبعينات والثمانينات كنا نستمر في الدراسة رغم هطول الامطار بل وكانت تصاحبها الثلوج ولكن بعد الاحتلال حدث الاختلال في الاخلاق وفي الوظيفة وزاد النفاق
وهنالك حكمة روسية تقول (يصعب عليك قول الحق إذا كنت مستفيدا من الباطل )
وما اكثر الساكتين عن الحق لاستفادتهم من الباطل .