سعدون جابر يحقّق حلمه القديم على ضفاف دجلة

دار الطيب يقدّم مسعود العمارتلي 2023

بغداد - كافي لازم كريم

ظهر الفنان القدير سعدون جابر في نهاية ستينات القرن الماضي ،  يمتاز عن بقية اقرانه انه اهتم بتحصين نفسة بالدراسة العلمية والاكاديمية فقد حصل على شهادة البكالوريوس /اداب انكليزي. وكان لنا نصيب في لقائه حينما كنا في دفعة واحدة عام 1975/1976 وخدمنا سوية في العسكرية في مدينة الديوانية وكان مثالا للجندي المنضبط وخدم  الوطن دون غياب يذكر  وبعدها حصل على شهادة الماجستير من لندن  ثم التحق بالمعهد العالي للموسيقى العربية لينال شهادة الدكتوراه في (اغاني المرأة العراقية).. وبما انه لن يركن له بال الا بالعلم والمعرفة ورغم الشهرة التي حصل عليها دخل معهد الفنون الجميله (القسم المسائي) ليتقن العزف على العود.

ان مثابرته  العنيده  واجتهاده الكبير فضلا عن بحثه الدؤوب والذهاب الى ابعد نقطه في بلده العراق ومجالسة مختلف الاطياف والقبائل في المناطق النائية لأكتشاف لحن ما يخص تلك المنطقة لأمتاع جمهوره الذي بدأ يتسع في الشمال والجنوب والغربية وفي المناطق الريفية وصحراء البادية لأنه غنى كل الالوان  فلا غرابة أن نسمع صوته في مقاهي محافظة الموصل او حتى كردستان والبصره والانبار واتسعت آفاقه الى الوطن العربي واكتسب لقب (سفير الاغنية العراقية) بجدارة وجهود شخصية بحتة.وفي خضم هذه التجارب التي امتدت لأكثر من خمسة عقود هو الان يخوض تجربة جديده بتأسيس مؤسسة فنية تحت عنوان (دار الطيب.. للثقافة والفنون) المطلة على شواطئ دجلة بأدارته شخصيا.

   حلم قديم

ذهبنا لكي نسأله... كيف تولدت هذه الفكرة لديك ؟فاجاب: (انه حلم قديم كان يراودني.. وبما اني لدي مساحة من الارض تابعة لدار السكن الخاص بي والمطلة على دجلة الخير. كانت في الاصل حديقة تابعه للدار مساحتها 650م.. رأيت في حينها عدم وجود مكان يلتقي فية مبدعونا من مغنين وموسيقيين وملحنين. كتاب وشعراء ومثقفين. وكانت امنيتي ان ارى هذا الجمع الطيب في هذه الحديقة فطلبت من اصدقائي ممن يمتهنون العمل في المراكز الثقافية  ان يحولوا الحديقة الى مسرح مجاز من قبل الدولة ليقدم فيه المبدع العراقي او العربي او اي مبدع اخر مما يساهم في عملية الارتقاء بالذوق العام في ثقافة المجتمع.. واعلن ان هذا المكان مفتوح لكل الفرق المسرحية والنشاطات الانسانية الاخرى وبالمجان)..

هذا الصرح الثقافي الجديد سيكون باكورة اعماله  عرضا مسرحيا بعنوان (مسعود العمارتلي 2023) خلال الايام القادمة تاليف عبدالجبار حسن ،اعداد واخراج/ جبار خماط  ،يشترك في العمل.. سعدون جابر/هند طالب/محمد مجيد /صادق الوالي /اماني علاء /نسمة /عباس علي /لينا الصالح /زهراء علي /عمار الحلفي /مجتبى ابو كفشة وكافي لازم.

وقد يتبادر الى ذهن القراء من خلال عنوان المسرحية بانها قدمت كدراما في ثمانينات القرن الماضي.. نعم هذا صحيح.. ولكن سنرى شيئا مختلفا هذه المرة من حيث مضمون العمل وشكل العرض ايضا. وكنا نتحاور دائما انا والمخرج جبار خماط على موضوع كيف نسترجع جمهورنا الشعبي  الغفير الذي قاطعنا فترة طويلة ساخطا يتهمنا باننا نهتم بجمهور النخبه وهذا حقة اكيد. اذ كيف نرتقي بذائقة ابن البلد بدون المسرح الشعبي الرصين واذا كان هناك من يعتقد ان المدارس الحديثة في المسرح تتقاطع مع طبيعة الاعمال الشعبية فهو واهم  فسيقدم المخرج المقتدر جبار خماط طرحا حديثا في فحوى القصة اذ ستكون شخصية المطرب الشهير مسعود العمارتلي ليس الشخصية الابرز بقدر ما يكون هو سببا لفعل اجتماعي ما  يدور حوله.. هذا  الى جانب الشكل الجمالي الذي سيظهر في سينوغرافيا العرض اذ جعل المخرج المسرح ممتدا لقاعة العرض على شكل مربع ناقص ضلع او كحدوة حصان فضلا عن مشاهد تحدث بين الجمهور. اضف الى ان جلوس الجمهور سيكون على شكل طاولة وكراسي وليس مدرجات تقليدية.ان العرض اقرب الى طرق الحداثة بمعنى سنرى (حفلا ممسرحا) بحكاية متداولة بين الناس تتضمن كوميديا خفيفة غير مخدشة هذا الى جانب الاغاني الجميلة التي سيقدمها الفنان القدير سعدون جابر بصوتة الشجي وفرقتة الموسيقية..وهناك مفاجئات اخرى تصنع الجمال والبهجة لدى الجمهور.