الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قناديل الصدر .. حكم ومواقف الساعة

بواسطة azzaman

قناديل الصدر .. حكم ومواقف الساعة

بغداد - محسن حسن الموسوي

الكتاب : قناديل

تأليف: سماحة العلامة السيد حسين السيد محمد هادي الصدر  ، حفظه الله

الناشر  : دار المحجة البيضاء  / بيروت

الطبعة  : الأولى  1445 هج  / 2023م

ليس من السهولة معرفة الفائدة التي يجنيها القارئ للكتاب  ، خصوصاً الكتب التي ترفع من وعي القارئ  ، وتزيد من بصيرته لأمور الدين والدنيا  .

إن أولى الفوائد هي الإحساس بالحياة  ، والإحساس بالسمو  ، والإحساس بالارتفاع عن سفاسف الأمور  .

فالقراءة تعني الحياة   ، أنتَ تقرأ  إذن أنت حيٌّ وموجود  .

ولأمرٍ ما كانت أولى كلمات القرآن الكريم هي كلمة ( اقرأ )  .

ولسماحة سيدنا العلاّمة السيد حسين السيد محمد هادي الصدر  ، حفظه الله  ، الدور الكبير في تنمية ثقافة القراءة  ، ولقلمه النبيل الواعي دورٌ بارز في التبصرة بأمور الحياة وما فيها من زوايا وخبايا  ، وما في الوعي الإسلامي من إشراق واضاءات.

ونحن من القراء الذين تعلموا من كلماته وأفكاره ورؤاه التي يفسح فيها المجال للوعي الإسلامي والسياسي والاجتماعي والأخلاقي.

إنها( قناديل ) تطلُّ علينا ببهاء الكلمة  ، ورصانة الفكرة  ، وروائع التصوير  ، بقلمه المنير  ، واسلوبه المثير  ، ولقطاته المدهشة  .

فهذا هو الجزء التسعون من موسوعته الباذخة( موسوعة العراق الجديد )  ، ويلخص سماحته هذه الكتابات بقوله  :

( إنّ شَرَفَ الكلمة أنْ يكون لها تأثيرها الحقيقي في النقلة من خنادق الانفلات والترهل إلى مواقع الإحساس العالي بالمسؤولية الشرعية والأخلاقية والإنسانية والوطنية  ) .

شكل ومضمون

ضمَّ هذا الجزء ( 41) مقالة  ، وإذا شئتَ قلتَ (41) محاضرةً تنوّعت في الشكل والمضمون  ، ولكنها توحّدتْ في وضع حزمة من الضوء في طريق الإنسان  .

ولأننا في شهر محرم وشهر صفر ، لذلك كانت الحصة في الحديث عن سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام  ، هي أعلى الحصص ( 18) مقالة  ، عدا عن التقرير المصور عن المجلس الشهري( مجلس الصدر ) والذي احتوى على ذكر للإمام الحسين عليه السلام  .

في مقال ( حديث حول السعادة ) يتحدث سيدنا الحجة الصدر  ، حفظه الله  ، عن ماهية السعادة ، وكيف نفهم السعادة ، وفي أي ناحية نحصل على السعادة  ؟

ولا شكّ أنه سؤال مهم  ، وكلُّنا يريد السعادة  :

( ليس فينا مَن لايحب أنْ يكون سعيداً في حياته  ، ولكن ما هي السعادة؟  هل هي في الغنى والثراء؟  أم هي في الاطمئنان والاستقرار النفسي؟  أم هي في الصحة والسلامة والعافية؟..... )

وينقلنا سيدنا الحجة الصدر  ، حفظه الله  ، إلى تعريف السعادة بمنظار آخر  ، قد لايخطر على البال  ، إنه منظار سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام  ، ومنه عليه السلام يتحدّد معنى السعادة الحقيقية  :

( وفي تحديد للسعادة لايفهمه إلاّ الرساليون الأحرار  ، قال الإمام الحسين عليه السلام  : إني لا أرى الموتَ إلاّ سعادةً  ، والحياة مع الظالمين الاّ  بَرَما ) ، نعم ، إن الشهادة في الدفاع عن القيم المقدسة وإنقاذ البشرية من براثن الطغيان والانحراف هي السعادة الحقيقية  ) .

ويحدّثنا سماحة سيدنا الحجة الصدر  ، حفظه الله  ، في مقالات متنوعة عن الإمام الحسين عليه السلام  : وهاك عنواناتها  : ( القيافة العسكرية للإمام الحسين عليه السلام  / كيف صار الائمة من ولد الحسين عليه السلام  / الشهداء شموس لن تغيب  / الحسين قدوة الأبرار وملهم الأحرار  / الحسين عليه السلام يتخطى الزمان والمكان  / الرسالة الحسينية المفتوحة  / قاموس الأوباش  / لن تجف الدموع على الحسين عليه السلام  / الإمام الحسين عليه السلام يحفظ ماء الوجوه  / ماذا قال لنا الحسين عليه السلام  / مجالس العزاء الحسيني  / كيف ينظر إلى الحسين مَنْ قاتَلَهُ ؟ / أين الحسينيون  ؟/  المُهَجُ السائلة  / أكاذيب وأساطير  / الحسين يعلّمنا كيف نشكر الله  / ثم ملحق مجلس الصدر  : في رحاب الإمام الحسين عليه السلام  ) .

ولكَ أن تتصوّر منزلة سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام في وجدان ومشاعر الأحرار  ، والعلماء العاملين  ، وأقلام الرساليين  ، وفي الطليعة منهم سيدنا الحجة الصدر  ، حفظه الله  .

وفي ذكرى انقلاب( 17) تموز 1968 م  ، يكتب سماحة العلامة الصدر ، حفظه الله  ، مقالاً بعنوان ( انقلاب 17_ 30 تموز 1968) ، وسماحته من الذين عاصروا ذلك الانقلاب  ، وقد دفعوا ثمناً باهضاً في التصدي للانحراف الهائل الذي حاول العفلقيون فرضه على الشعب العراقي المسلم  ، بانتزاع عقيدته الدينية بكل وقاحة  ، وقتل العلماء والخطباء والذين ساروا على منهج الدين والأخلاق  .

يقول سيدنا العلامة الصدر ، حفظه الله  :

( لستُ مبالغاً إذا قلتُ : أن انقلاب العفالقة في 17 تموز 1968 على الرئيس عبد الرحمن عارف وسيطرتهم على مقاليد الحكم في العراق كان الفترة الأسوأ في تأريخ العراق  ، حيث استبيحت الحرمات والحريات والحقوق والكرامات  ، وشنت الحروب على الجيران والاشقاء  ، ولم يسلم من البطش والطغيان حتى أعضاء القيادتين القومية والقطرية للحزب )

ثم يتحث عن فترة حكم صدام ، بكل جبروتها وبشاعتها  ، واجرامها   :

( ما أشدّ الشبه بين شخصيته  ( ستالين ) في جبروته وعنفوانه وبين ( صدام ) في بطشه وطغيانه. إنه ملأ العراق بالمقابر الجماعية التي ضمّت الأطفال والنساء الأبرياء وعمليات اكتشاف المقابر مستمرة حتى الآن  .

وأنه حكم بالحديد والنار وفرض على العراقيين جميعاً أن يكونوا طوع أمره ونهيه من دون خلاف وإلاّ فأحواض التيزاب بانتظارهم  .

حدود المعرفة

وأنه تجاوز في ظُلمه الحدودَ المعرفة فاغتال كبار المراجع والعلماء والمبدعين الذين يفخر بهم العراق بل تفخر بهم الأمة جمعاء  .وتكفينا الإشارة هنا إلى إغتيال القيمة الحضارية الكبرى المتمثلة بالإمام الشهيد نابغة الفقهاء وعظيم المراجع آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر  _ رضوان الله عليه _ وشقيقته العالِمة المجاهدة المظلومة الشهيدة آمنة الصدر  ، وإلى القافلة من عيون الأحرار والحرائر الذين لم يركعوا للطاغوت  ) .

( ومع كل هذه الجرائم والمظالم ينبري بعض باعة العقل والضمير والشرف للتغني بتلك الأيام الداكنة التي سوّدت صحائف التأريخ بفظائعها  ) .

إنّ الطغاة الذين يقتلون الناس بغير حقٍ  لن يفلتوا من عقاب الله  ، في الدنيا وفي الآخرة  ، قال تعالى  : ( ومَن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ) .وينقلنا سماحة العلامة الصدر ، حفظه الله  ، إلى صورة من الأفعال التي يقترفها بعض الناس  ، جهلاً أو غفلةً ، ولا يعلمون أن الله هو مُقسِّم الأرزاق  ، وأن الرزق يأتيك لا محالة  ، حلالاً أو تستعجله فيأتيك حراماً  :

( ننقل لكم ما سجّله التأريخ عن رجل كلّفه أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بأنْ يُمسك براحِلَتِه وقد همَّ بدخول المسجد حتى يعود  ، فطمع الرجلُ باللجام  ، فأخذه وانصرف ، فلما خرج أمير المؤمنين عليه السلام من المسجد وجد البغلة بغير لجام  ، والرجل قد انصرف عنها  ، وكان الإمام عليه السلام قد وضع بيده درهمين ليدفعهما إليه مكافأةً له ، فدفعهما إلى أحد غلمانه ليشتري بهما لجاماً ، فرآى   الغلام ذلك الرجل وبيده اللجام يبيعه فاشتراه منه بدرهمين وجاء به إلى الإمام عليه السلام  ، وأخبره بالخبر.

فقال الإمام عليه السلام  :

إنّ العبدَ لَيحرم نفسه الرزق الحلال بترك الصبر  ، ولا يزداد على ما قدّر عليه ) .

وتستمر مقالات سيدنا الحجة الصدر  ، حفظه الله  ، في وضع الضوء على موضوعات الساعة السياسية  ، وموضوعات الآداب الفاضلة والأخلاق والسلوك الحميد  ، ويحذّرنا من الهبوط إلى سفاسف الأمور  ، بما يطرحه من أفكار وآراء وقيم نبيلة نحتاج إليها في حياتنا العملية لنكون على بصيرة من أمرنا  ، ونترك باقي المقالات للقارئ ليكتشف ما فيها من الغرر والدرر .

حفظ الله سيدنا الحجة الصدر  ، وبارك الله فيه وله وعليه  .

 


مشاهدات 540
أضيف 2023/10/06 - 11:00 PM
آخر تحديث 2024/06/25 - 2:36 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 134 الشهر 134 الكلي 9362206
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير