الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الجواهري والكتب 

بواسطة azzaman

الجواهري والكتب 

حسين الجاف

 

كتاب  ممتع من تأليف صديقنا المناضل صباح المندلاوي صهر الجواهري ونقيب الفنانين

العراقيين السابق والكتاب الذي يقع في نحو  300صفحة من القطع الاعتيادي معززا بمجموعة من الصور  الملونة.. هو في الاساس خلاصة لقراءة مجموعة من الروايات ودواوين الشعر وكتب التاريخ وسيربعض الشخصيات السياسية  العراقية ممن كان لهم دورهم سلبا  اوايجابا في المشهد السياسي العراقي خلال قرن كامل عاش الجواهري احداثه بدمه ودموعه  في العراق.. وفي موضوعية شديدة ووعي تام وقدبلغ من العمر عتيا  يستمع  شاعرنا والاستاذ المندلاوي يقرأ  الكتب المختلفة التي يختارها  للجواهري بعناية ولربما بعد اخذ  رأيه لان الجواهري في شيخوخته كان يطلب منه قرأءة بعض الكتب التي قرأها في أول شبابه  ويريد  الاستمتاع بقراءتها مجددا بعضها كان قديماجدا  ويتطلب العثور عليها  وقتا وجهدا في  مكتبات مغتربه الاخير بدمشق التي ا

حبها واحبته  وتمتع فيها بدور متميز احتراما  وتكريما  سواء من لدن قادتها والشعب السوري اومن لدن زعماء المعارضة العراقية  للنظام البعثي العراقي السابق الذين كانوا متواجدين بكثرة  على ارض الشام وقتئذ فهو شاعر العرب الاكبر والصوت  الحقيقي المرموق لمعاناة  الانسان العراقي الشريف  المضطهد على يد النظام الدكتاتوري السابق  وجلاوزته وفى تلك الليالي  الجميلة من ليالى دمشق كان المؤلف يقرأ والجواهري  يستمع بانتباه شديد يعلق باقتضاب شديد اويشرح بتكثيف اويطلب من  المؤلف اعادة ماقرأ.. تعليقه قد يكون بكلمة واحدة او بهزة  رأس او بجملة واحدة  دون تجربح اوخدش لسيرة الاخرين

جتى لوكانوا  ممن يخالفهم رأيا ومن الروايات التي قرأت للجواهري رواية الام فيرتر  لشاعر المانيا وفيلسوفها الكبير غوته وتتلخص  فيما يلي:ان فيرتر احب بجنون الانسة شارلوت  خطيبة

صديقه  الاثير  البير  وكان يتردد على منزلها بأنتظام حتى بعد زواجها من البرت   كصديق وهي تعلم انه يهيم بها حبا وفي احد الايام يزورها  في بيتها بغياب زوجها فيستغل  الفرصة منقضا عليها طابعا قبلاتها المجنونة على خدودها وجيدها وعلى الرغم من علاقة الحب القوية السابقة بينهما قبل زواجها  الا انها تقابل تصرفه هذا بالبرود والنفور  والاشمئزاز  والرفض اخلاصا لزوجها واعتزازا بحياتها الزوجية  بأقسى رفض من قبلها وهي التي كانت تحبه بشدة في يوم من الايام فصدم بقسوة وحزن اشد الحزن

علي حبيبته منبع الامه ومصدر  همومه التي  لانهاية   لهاوالتي دفعت به  في النهاية الى الانتحار والموت .يقول المندلاوي بعد فراغي من قراءة الرواية  علق الجواهري عليها  بما يلي: اجمل ما في هذه الرواية  تعاملها الصادق مع الشخصيات والاحداث..والحقيقة ان هناك  روايات اجمل منها بكثير لكن شهرة هذه الرواية تكملها شهرة مؤلفها الشاعر الالماني الشهير الفيلسوف(غوته) (ص: 170)  وعلى الصفحة(  179) يروي الجواهري نكتة عن زيارة وفد انصار السلام العراقي الى الصين عام1959( فيما احسب) اذ انهم   زاروا في مقاطعة نانكين مصنعا يديره النساء فلفتت نظر عضو الوفد السيدة (ثمينة ناجي يوسف) زوجة (الشهيد سلام عادل) منظر طفلة جميلة تقف في مقدمة فتيات المصنع الصيني  اللائي جئن لاستقبال الزوار وبحنان الام المنقطعة عن ابنتها ايمان منذ شهر تذكرت السيدة  ثمينة ابنتها وتقدمت الى الطفلة الصينية المفترضة  بحنان وتعاطف كبيرين ولمستها من  خدها فانفجرت العاملات الصينية دفعة واحدة  في ضحكة مدوية هزت اركان المصنع فتبين ان هذا  مقلب للزوار لان الطفلة المزعومة قزمة في الثلاثين من عمرها وهي اكبر العاملات سنا بينهم  وانهم يستخدمونها مقلبا لكل من يزور مصنعهم (الصفحة228)

يقول المندلاوي  كان الجواهري  معجبا جدا  بترجمة جورج   طرابيشي لرواية زوربا  وعندما كنت  اقرا عليه بعض العبارات الشاعرية المترجمة التي  اعجبته   يطلب  مني  اعادة قراءتها ثم يعيدها  مترنما  مع نفسه وعلى الصفحة     (269)يسأل المندلاوي في سؤال

 عرضي عن نوري السعيد(1888-1958)هل كان لنوري السعيد  علاقة بالشعر؟ قال الجواهري  نعم .كان يتذوقه... وعندما كتبت قصيدتي عن ستالينغراد البطلة قال لى بالعامية العراقية بالحر ف الواحد : موبس  ستالينغراد بطلة..تونس ايضا .وعلى اثر ذلك  كتبت    قصيدة  عن بطولة اهل  تونس  في  مواجهة الانزال  الفرنسي الغاشم على سواحلها  و استشهدت بهذين البتين:

 ردي  ياخيول الله  منهلك العذبا 

وياشرق عد للغرب واقتحم  الغربا

ويا شرق  هل سر الطواغيت

انها

فويقك اشلاء  مبعثرة  أربا

لكني والكلام لا زال  للجواهري اني  لم اسمع منه كلمة شكر اوثناءا او نقدا ولا اطراءا مع العلم ان  هذه القصيدة  كانت تعتبر من المعلقات  ولكن ربما  يعود السبب في ذلك اني عرجت في ابياتها الاخيرة  على

  انتقاد الانكليز  وهذا  ما لا يروق له

واردف الجواهري قائلا:لقد  كان  نوري السعيد رجلا  شجاعا كان يحمل معه  مسدسين دائما لا زلت  لا اصدق بأنه قتل. لازلت  ارجح انه  قتل نفسه.

وقال ايضا الجواهري عن الباشا انه كان كثير القراءة وكان يشتري الكتب من (معميله) محمود حلمي صاحب المكتبة العصرية

في سوق السراي  يشتري منه  كتبا  كثيرة..  ويقرأ ويتابع .

وعلى الصفحة( 330) نقرا  في كتاب ( مذكرات شيوعي  مخضرم  للمناضل زكي خيري:

ان محطة اذاعة سرية تابعة لل(CIA)أي( وكالة المخابرات)  الامريكية كانت  تبث عناوين بيوت  الشيوعين العراقيين  لتمكين البعثيين صباح يوم 8 شباط الاسود من القاء القبض عليهم   (251)  وايد الجواهري هذه  المعلومة بقوله : قرأت هذا ايضا في كتاب  للملك حسين وفي نفس الصفحة وردت الطرفة التالية التي ضحك لها الجواهري عندما قرأت  عليه: ان احد الفلاحين ذهب  مع جموع الفلاحين لاستقبال البكر في  زيارته للديوانية بينما

يخفي في بيته شيوعيا  مشهورا مثل زكي خيري.

هذا الكتاب الذي

دبجه يراع الاستاذ الاديب والفنان  صباح  المندلاوي كتاب شائق وممتع ومفيد يزخربمعلومات قيمة أدبية  وسياسية واجتماعية  وتاريخية  عن فترة عاصفة  من  تاريخ عراقنا  دونها من افواه اشخاص  فاعلين في المشهد الفكري العام لبلادنا الغالية دونها بلغة رقيقة سلسة المبدع والمناضل الاديب  صباح المندلاوي.


مشاهدات 779
أضيف 2023/07/21 - 5:39 PM
آخر تحديث 2024/07/17 - 9:30 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 406 الشهر 7974 الكلي 9370046
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير