الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
بيت‭ ‬الصفيح‭ ‬ثانية

بواسطة azzaman

بيت‭ ‬الصفيح‭ ‬ثانية

علي السوداني

 

وجاء‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬هادي‭ ‬الحسيني‭ ‬وثلة‭ ‬مباركة‭ ‬من‭ ‬سكنة‭ ‬بيت‭ ‬الصفيح‭ ‬وغرفة‭ ‬فاضل‭ ‬جواد‭ ‬وباطن‭ ‬مقهى‭ ‬السنترال‭ ‬وحانة‭ ‬الشرق‭ ‬وكشك‭ ‬أبي‭ ‬علي‭ ‬،‭ ‬ان‭ ‬الشاعر‭ ‬الشعبي‭ ‬اللطيف‭ ‬عباس‭ ‬جيجان‭ ‬كان‭ ‬تأبط‭ ‬باب‭ ‬المساء‭ ‬وطار‭ ‬صوب‭ ‬غاليري‭ ‬الفينيق‭ ‬بعمّان‭ ‬حيث‭ ‬مجلس‭ ‬الشاعر‭ ‬الكبير‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬البياتي‭ ‬،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أخبره‭ ‬أحد‭ ‬الشطار‭ ‬بأن‭ ‬البياتي‭ ‬قد‭ ‬كتب‭ ‬عنه‭ ‬قصيدة‭ ‬رائعة‭ ‬،‭ ‬تبين‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الواقعة‭ ‬أن‭ ‬القصيدة‭ ‬كانت‭ ‬عن‭ ‬العباس‭ ‬بن‭ ‬الأحنف‭ ‬،‭ ‬فتحول‭ ‬مساء‭ ‬الفينيق‭ ‬البديع‭ ‬الى‭ ‬مضاحك‭ ‬ولطائف‭ ‬وطرائف‭ ‬انتهت‭ ‬آخر‭ ‬شهقاتها‭ ‬بحانة‭ ‬الياسمين‭ ‬الجميلة‭ .‬

أما‭ ‬بيت‭ ‬الصفيح‭ ‬المذكور‭ ‬في‭ ‬السطر‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬المكتوب‭ ‬،‭ ‬فهو‭ ‬خربة‭ ‬عتيقة‭ ‬متروكة‭ ‬فوق‭ ‬أحد‭ ‬أكتاف‭ ‬جبل‭ ‬اللويبدة‭ ‬الجميل‭ ‬وعلى‭ ‬مبعدة‭ ‬شمرة‭ ‬عصا‭ ‬من‭ ‬قصر‭ ‬دارة‭ ‬الفنون‭ ‬البديعة‭ .‬

في‭ ‬صحوة‭ ‬مباركة‭ ‬من‭ ‬منتصف‭ ‬تسعينيات‭ ‬القرن‭ ‬البائد‭ ‬،‭ ‬استدلت‭ ‬صفوة‭ ‬طيبة‭ ‬من‭ ‬أدباء‭ ‬وفناني‭ ‬العراق‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬المذهل‭ ‬وجعلت‭ ‬منه‭ ‬ملاذاً‭ ‬ومأوى‭ ‬آمناً‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬لمالكه‭ ‬المجهول‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬فلساً‭ ‬أحمر‭ ‬شقيق‭ ‬قرش‭ ‬بنفس‭ ‬اللون‭ ‬والمعنى‭ .‬

في‭ ‬هذه‭ ‬القطعة‭ ‬العجيبة‭ ‬ثمة‭ ‬تيار‭ ‬كهربائي‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬مصدره‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬توزيعه‭ ‬وتسليكه‭ ‬على‭ ‬أربع‭ ‬سقائف‭ ‬كي‭ ‬يضيء‭ ‬لساكنيها‭ ‬لياليهم‭ ‬الصاخبة‭ ‬بغير‭ ‬حساب‭ . ‬

وأما‭ ‬الماء‭ ‬فهو‭ ‬نزيز‭ ‬هادىء‭ ‬مثل‭ ‬ناقوط‭ ‬كريم‭ ‬ينزل‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬أثداء‭ ‬الجبل‭ ‬ويتجمع‭ ‬بقوة‭ ‬المصادفة‭ ‬وحسن‭ ‬الحظ‭ ‬في‭ ‬خزان‭ ‬كبير‭ ‬تحت‭ ‬غريفة‭ ‬حسب‭ ‬الشيخ‭ ‬جعفر‭ ‬،‭ ‬وهذه‭ ‬المياه‭ ‬تكفي‭ ‬للطبخ‭ ‬والنفخ‭ ‬والشرب‭ ‬وغسيل‭ ‬الملابس‭ ‬القليلة‭ ‬وتحميم‭ ‬أجساد‭ ‬الصعاليك‭ ‬النبلاء‭ ‬ومنهم‭ ‬بعد‭ ‬حسب‭ ‬الشيخ‭ ‬،‭ ‬سيكون‭ ‬هادي‭ ‬الحسيني‭ ‬ورضا‭ ‬ذياب‭ ‬واياد‭ ‬صادق‭ ‬وعلي‭ ‬منشد‭ ‬وحسن‭ ‬الصحن‭ ‬وكاظم‭ ‬الحلاق‭ ‬وحيدر‭ ‬شميس‭ ‬ونصيف‭ ‬الناصري‭ ‬وامرأة‭ ‬عجفاء‭ ‬محصنة‭ ‬بشجرة‭ ‬ليمون‭ ‬عظيمة‭ ‬،‭ ‬وضيوف‭ ‬طارئون‭ ‬يحجون‭ ‬الى‭ ‬البيت‭ ‬فرادى‭ ‬وعلى‭ ‬جمع‭ ‬،‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬يكتفي‭ ‬بسهرة‭ ‬طولها‭ ‬ربعية‭ ‬عرق‭ ‬من‭ ‬صنف‭ ‬موال‭ ‬الرخيص‭ ‬،‭ ‬وآخرون‭ ‬تثقل‭ ‬أجسادهم‭ ‬وتتوافق‭ ‬رؤوسهم‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬واحدهم‭ ‬التفريق‭ ‬بين‭ ‬حذائه‭ ‬وصحن‭ ‬الجاجيك‭ ‬الملطوع‭ ‬بشراهة‭ ‬،‭ ‬وهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الصحب‭ ‬سيعتنى‭ ‬بهم‭ ‬كثيراً‭ ‬ويتلقون‭ ‬العطف‭ ‬والتقبيل‭ ‬،‭ ‬فيفرش‭ ‬لهم‭ ‬أحسن‭ ‬فراش‭ ‬ليبيتوا‭ ‬مع‭ ‬نوم‭ ‬العوافي‭ ‬بوصفهم‭ ‬سكارى‭ ‬طيحت‭ ‬حظهم‭ ‬الرشفة‭ ‬الأخيرة‭ ‬المطعونة‭ ‬بموال‭ ‬رافديني‭ ‬جارح‭ ‬،‭ ‬حتى‭ ‬صارت‭ ‬رؤوسهم‭ ‬منازل‭ ‬تمسيدات‭ ‬أكف‭ ‬رقيقة‭ ‬،‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬خزرات‭ ‬الفتى‭ ‬علي‭ ‬منشد‭ ‬الحمراء‭ ‬بعد‭ ‬الكأس‭ ‬الخامسة‭ ‬لتخيفهم‭ ‬وتمنعهم‭ ‬من‭ ‬شخير‭ ‬وتمطيق‭ ‬حتى‭ ‬ظهيرة‭ ‬تالية‭ .‬


مشاهدات 348
أضيف 2023/06/06 - 2:55 PM
آخر تحديث 2024/07/14 - 3:56 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 269 الشهر 8258 الكلي 9370330
الوقت الآن
الجمعة 2024/7/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير