الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قصص‭ ‬سورية‭ ‬معاصرة

بواسطة azzaman

قصص‭ ‬سورية‭ ‬معاصرة

علي السوداني

 

حاصر‭ ‬الأمريكان‭ ‬وذيولهم‭ ‬العرب‭ ‬والأوربيون‭ ‬سورية‭ ‬وشنوا‭ ‬عليها‭ ‬حرب‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬شاملة‭ ‬وجلبوا‭ ‬إليها‭ ‬كل‭ ‬وحوش‭ ‬وحثالة‭ ‬الأرض‭ ‬المفترسة‭ ‬،‭ ‬والحجة‭ ‬الكذبة‭ ‬كانت‭ ‬تخليص‭ ‬الشام‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬الفرد‭ ‬والحزب‭ ‬الواحد‭ ‬ونشر‭ ‬الديمقراطية‭ ‬،‭ ‬ثم‭ ‬قالوا‭ ‬لها‭ ‬لماذا‭ ‬ارتميت‭ ‬يا‭ ‬دمشق‭ ‬بأحضان‭ ‬الروس‭ ‬والإيرانيين‭ ‬؟‭!‬

نفس‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬هذه‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬حدثت‭ ‬بشكل‭ ‬أقسى‭ ‬وألعن‭ ‬وبنفس‭ ‬الأدوات‭ ‬والأكاذيب‭ ‬والشعارات‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬تدمير‭ ‬وإفساد‭ ‬العراق‭ ‬وقتل‭ ‬أهله‭ ‬وزرعه‭ ‬وحجره‭ ‬وهوائه‭ .‬

سورية‭ ‬المحاصرة‭ ‬والمنكوبة‭ ‬الآن‭ ‬لا‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬فتات‭ ‬معونة‭ ‬يقدمها‭ ‬لها‭ ‬الغزاة‭ ‬الأمريكان‭ ‬الأوغاد‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬تريد‭ ‬جزءأ‭ ‬قليلاً‭ ‬من‭ ‬حقها‭ ‬السليب‭ ‬في‭ ‬ينابيع‭ ‬نفطها‭ ‬الضخمة‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬احتلتها‭ ‬قوات‭ ‬المرتزقة‭ ‬والكاوبوي‭ ‬المتوحش‭ ‬،‭ ‬وتجني‭ ‬منها‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭ ‬القائمة‭ ‬مئات‭ ‬ملايين‭ ‬الدولارات‭ ‬الدسمة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استخراج‭ ‬النفط‭ ‬السوري‭ ‬وبيعه‭ ‬وتهريبه‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الشريك‭ ‬التركي‭ ‬وأيضاً‭ ‬كردستان‭ ‬العراق‭ ‬،‭ ‬عبر‭ ‬اسطول‭ ‬شاحنات‭ ‬بري‭ ‬هو‭ ‬الأضخم‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬،‭ ‬وفي‭ ‬أكبر‭ ‬عملية‭ ‬سرقة‭ ‬معلنة‭ ‬ومسكوت‭ ‬عنها‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ !!‬

دكاكين‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وصندوق‭ ‬النهب‭ ‬الدولي‭ ‬والفك‭ ‬الإعلامي‭ ‬الدعائي‭ ‬المفترس‭ ‬المتمثل‭ ‬بفضائيات‭ ‬عربية‭ ‬نفطية‭ ‬قذرة‭ ‬ومرتزقة‭ ‬وفاقدة‭ ‬لكل‭ ‬ذرة‭ ‬مهنية‭ ‬وشرف‭ ‬،‭ ‬يشاركون‭ ‬مشاركة‭ ‬فاعلة‭ ‬في‭ ‬تصنيع‭ ‬هذه‭ ‬المأساة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الكبرى‭ ‬وتبريرها‭ ‬وتلميع‭ ‬وجه‭ ‬الكاوبوي‭ ‬القبيح‭ ‬وتضليل‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬الأمية‭ ‬الشعبية‭ ‬المروعة‭ ‬وفحيح‭ ‬طائفي‭ ‬مسموم‭ .‬

الغرب‭ ‬يشترط‭ ‬دخول‭ ‬النجدة‭ ‬للمنكوبين‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬المعابر‭ ‬والأرض‭ ‬السورية‭ ‬التي‭ ‬تحتلها‭ ‬قطعان‭ ‬القاعدة‭ ‬وداعش‭ ‬وجبهة‭ ‬النصرة‭ ‬وبرعاية‭ ‬المحتل‭ ‬التركي‭ ‬حتماً‭ !!‬

أما‭ ‬الغزاة‭ ‬واللقطاء‭ ‬الصهاينة‭ ‬بفلسطين‭ ‬العربية‭ ‬السليبة‭ ‬،‭ ‬فما‭ ‬زالوا‭ ‬ومنذ‭ ‬بدء‭ ‬المصيبة‭ ‬السورية‭ ‬قبل‭ ‬اثنتي‭ ‬عشرة‭ ‬سنة‭ ‬،‭ ‬يقصفون‭ ‬ويدمرون‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬الشام‭ ‬المنكوب‭ ‬لكنهم‭ ‬لا‭ ‬يضربون‭ ‬فلول‭ ‬القاعدة‭ ‬وداعش‭ ‬والنصرة‭ ‬وباقي‭ ‬المقطمين‭ ‬المقملين‭ ‬ولو‭ ‬من‭ ‬باب‭ ” ‬نيران‭ ‬صديقة‭ ” !!‬

أخيراً‭ ‬هل‭ ‬بمقدور‭ ‬حاكم‭ ‬عربي‭ ‬شقيق‭ ‬واحد‭ ‬أن‭ ‬يملأ‭ ‬طائرته‭ ‬الضخمة‭ ‬بالدواء‭ ‬والغذاء‭ ‬واللباس‭ ‬ويحط‭ ‬بها‭ ‬بمطار‭ ‬دمشق‭ ‬الدولي‭ ‬،‭ ‬أم‭ ‬أنه‭ ‬يخشى‭ ‬على‭ ‬مؤخرته‭ ‬من‭ ‬ركلة‭ ‬أمريكانية‭ ‬نجلاء‭ ‬لا‭ ‬تثنى‭ ‬ولا‭ ‬تصد‭ ‬ولا‭ ‬ترد‭ ‬وفق‭ ‬التعبير‭ ‬المجازي‭ ‬الجميل‭ ‬من‭ ‬المعلق‭ ‬عصام‭ ‬الشوالي‭ ‬؟

تخيل‭ ‬نفسك‭ ‬وأنت‭ ‬تنصت‭ ‬كسير‭ ‬الظهر‭ ‬والقلب‭ ‬،‭ ‬لصوت‭ ‬بكاء‭ ‬أطفالك‭ ‬الذين‭ ‬يستنجدون‭ ‬بك‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬ركام‭ ‬بناء‭ ‬دمره‭ ‬الزلزال‭ ‬،‭ ‬عندها‭ ‬فقط‭ ‬سيكون‭ ‬حزنك‭ ‬على‭ ‬الآخرين‭ ‬حزناً‭ ‬إنسانياً‭ ‬جميلاً‭ ‬خالصاً‭ ‬غير‭ ‬خاضع‭ ‬لقياس‭ ‬ديني‭ ‬طائفي‭ ‬أعور‭ ‬أو‭ ‬عنصري‭ ‬مريض‭ .  ‬


مشاهدات 638
أضيف 2023/02/14 - 3:34 PM
آخر تحديث 2024/07/18 - 10:21 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 325 الشهر 7893 الكلي 9369965
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير