الوقف السني يتنفس الصعداء
محمد أحمد علي
بعد طول انتظار وبعد شهور عجاف آكل فيهن اليابس الأخضر وعانى الوقف السني فيهن ما عانى وكأنها مسرحية مرعبة وليست اية مسرحية كتب فصولها واخرج قصتها اشخاص لا يؤتمنون حتى على أنفسهم فلا يفقه احداثها ولا يعلم خفاياها الا من جلس في الصفوف الاولى ليشاهد عن كثب ويتفحص ما يحصل من مشاهد احيكت خلف الكواليس فلا تصدق عيناه ما تراه اهو حلم ام حقيقة ان ما يحدث لا يمكن ان يكون الا ضرب من ضروب الخيال . حتى ظهر من خلف الستار فارس يمتطي جواده الابيض ويحمل بيده شعلة انارت المسرح وازاحت الظلمة واشاعت الامل في النفوس واعادت الثقة لكل الاطراف بعد ان بدأ الجميع يفقدون الامل بسبب ضغط الانتظار الطويل القاتل الذي كاد ان يطيح بالقف السني . ان هذا الفارس معروف لدى الجميع وقادر على اعادة الامور الى نصابها الطبيعي الذي يتمناه كل شريف وحريص على اموال المسلمين ونلتمس فيه الصلاح والعفة الى جنب القوة والفروسية فهو صاحب المواقف المشهودة التي طالما انبرت في ديوان الوقف حينما نبتت في احشائه مخالب الشر واحاطت بمفاصله اذرع اخطبوط الفساد فكانت مواقفه الرجولية والصلبة محط اعجاب الجميع وكان لا تأخذه بالحق لومة لائم . هنا نجد انفسنا امام مسؤولية تأريخية وعظيمة تستوجب مساندته والوقوف الى جانبه وهو يخوض معركة احقاق الحق للقضاء على كل ما شاب الوقف من مساوئ في الفترات السابقة والتي شوهت صورته وحولته في اذهاننا الى مكان لا يحمل من اسمه وعنوانه سوى حروف مكتوبة على ورق ومسطرة على لافتات عريضة ذات بريق تسر الناظرين لا اكثر . نأمل والثقة تملء افئدتنا ان يكون الاستاذ الدكتور مشعان الخزرجي خير من ترأس ديوان الوقف السني وخير من اختير في هذا الوقت العصيب الذي تمر به المؤسسة الدينية العريقة فبلا شك سنرى بالقريب العاجل التغير الكبير في كل مفاصل الديوان .
اعمدة شاخصة
ان ما عزز تفاؤلنا واستبشارنا الامر الذي لا يخفى على المتابعين لشؤون الوقف ان الخزرجي هو احد ابزر اعمدة الوقف الشاخصة التي يشار لها بالبنان فهو الذي عمل منذ ريعان شبابه داخل اروقة الاوقاف وهو الذي يعرف كل شاردة وواردة وكل صغيرة وكبيرة بل يعرف حتى صغار الموظفين وخلفياتهم وعوائلهم وقد تولى مناصب عدة لا يسعنا ذكرها تفصيلاً كان أخرها عميد كلية الامام الاعظم الجامعة التي ترك فيها البصمة التي لا يستطيع احد تجاهلها او اخفائها وكذلك امتداده العشائري المعروف للقاصي والداني فهو ابن العشيرة العريقة وابن العائلة التي لم يشوبها غبار يومآ من الايام ولا ننسى مواقفه الانسانية حيث لم يذخر جهداً في مساعدة المكلومين والمحتاجين وهذا ما يشهد به الجميع .
في خضم هذه المهمة الصعبة التي يواجهها رئيس الديوان الجديد اذ نترقب مستوى الضغط الذي سيسلطه اصحاب المصالح الفئوية وبعض المتنفذين على هذا الرجل الامر الذي قد يعرقل عجلة التقدم بالاتجاه الصحيح في اعادة الامور الى نصابها الطبيعي وتنقية الاجواء المغبرة بل الملوثة داخل دوائر المؤسسة فلا يسعنى الا ان نرفع اكفنا الى الله بالدعاء ان يبعد عن طريقه كل من لا يأبه للمصلحة العامة و يرزقه البطانة الصالحة التي تعينه على تقديم النفع للعباد والبلاد والعمل بما يرضي الله وان يبعد عنه بطانة السوء .