الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ذكرى أبي

بواسطة azzaman

ذكرى أبي

 عبدالمحسن عباس الوائلي

 

 أبي هذه الحياة وسحرها نحبها رغم مرارتها لا اعرف إسرارها فأبكيك يا أبي وغداً سيبكون ولدي كثيراً علي ويندمون ويستذكرون كل قول وكلمة كنت قلتها وكانوا يناقشونها ويتجاهلونها فالحق معهم ومعي  معهم لأنهم لم يمروا بالتجارب المريرة التي مررت بها فاحمد الله عظم شأنه لأنها كانت من أهم أمنياتي ان أفارقهم وهم   بنعيم لا ينقصهم إلا الإيمان الصادق والعمل الذي يرضي الله ورسوله وان لا يخضعوا إلا كما أمر الله وباستطاعتهم ان يسعدوني كثيرا ولكني لم أسعدك  لان وسائل السعادة غير موجودة عندي فو الله لم ابخل عليك ولكن ظروفي قاهرة كنت الجيء إليك واللجوء إليك صعب لأنك  تتأثر بما إنا عليه من فقر وعوز والفقر يوازي على الباطل ويا أسفي ولكن ليس ذلك بيدي فالأقدار تلعب لعبتها ولو تعرف كم إنا نادم وحزين وعذري إنني لم املك شيئاً ويشهد الله علي وأنت تعلم تزوجت صغيراً ورزقني الله بسبعة أبناء أربعة ولد وثلاث بنات وأمهم وانأ فنصبح تسعة نفرات ولا يوجد غير الراتب وانأ لم اعرف البخل أبدا عليك وثقتي بالله عالية كنت أعطي ما املك بل ما لا املك فالتجيء الى الدين وتداينت من الكثير جزاهم الله خير الجزاء ورحم  والديهم سواء كانوا إحياء أو أموات فانا ابنك الوحيد وكانت ظروفك قاسية سامحك الله ورحمك والحديث معك يطول ويطول ويكاد لا ينتهي.

أبي لقد اشتقت إليك جداً لا تعلم مدى  شوقي ولهفتي لرؤيتك والاطمئنان عليك ومحادثتك حتى لو كنت بالاحلام منذ اليوم الذي رحلت فيه عني أصبح البيت كئيبا حزينا يخلوا من السعادة تماما وأصبح جو الحزن هو المسيطر ، اشعر عندما ادخل البيت تتوقف الجدران عن البكاء خشية أن اسمعها وتجرحني أو تذكرني لكنها لا تعلم بأنك لم تفارق ذهني وتفكيري لدقيقة واحدة فاذهب لمكان نومك اتامل فيه واتذكر ذكرياتنا الجميلة وبعدها انظر الى صورتك واراك تنظر الي وتبتسم واعلم بأنك تشعر بي وتحزن عندما تراني  على هذا الحال وهذا ما يزيد الم قلبي ويجعل حزني اكبر ولا اعلم ما الذي عليه فعله في هذا الحال لأنني لا استطيع ان افرح ولا استطيع ان احزن وعندما ينتهي  يومي اذهب الى غرفتي لأجد حزني ينتظرني فعندما ادخل الغرفة ينهض ويعانقني بكل قوته وانأ انظر إلى صورتك والى ابتسامتك التي لم تفارقني ابداً وعندها أقول لك يا أبي رحمك الله وتغمدك بفسيح جناته وحسبي الله ونعم الوكيل يا أبي سامحني إذا قرأت هذه الرسالة وتألمت لكن  مرارة فراقك لم تعد تحتمل وشوقي لملاقاتك ليس لها حدود احبك يا أبي. بكل صدق وان المتفضل عليّ وليبقى حزني خفياً فهو يخصني وحدي. رحمك الله  رحمك الله يا أبي وصلى  على النبي محمد وال محمد.

 

 

 

 

 


مشاهدات 483
أضيف 2022/12/20 - 5:21 PM
آخر تحديث 2024/08/18 - 1:10 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 95 الشهر 7314 الكلي 9982858
الوقت الآن
الأحد 2024/8/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير