رحيل الناشط السياسي المغترب مهدي السعيد
لندن - الزمان
بغداد - ندى شوكت
شيعت الاوساط العراقية في بريطانيا الكاتب والصحفي اليساري مهدي السعيد الذي توفي بعد معاناة من مرض عضال لم يمهله طويلا. وكان السعيد قد انتمى إلى الحزب الشيوعي العراقي في منتصف ستينات القرن الماضي وانضمّ إلى اتحاد الطلبة العام وانتخب عضوًا في اللجنة التنفيذية في المؤتمر الرابع عام 1968. درس في كلية الزراعة في براغ وتخرّج منها العام 1977 وعاد إلى العراق والتحق بالخدمة الإلزامية العسكرية، وبسبب تردّي الأوضاع السياسية وملاحقة الشيوعيين عاد إلى براغ وأكمل دراساته العليا ونال سهادة الدكتوراه في التعاونيات الزراعية، ثم عمل مترجمًا في سفارة جمهورية اليمن الديمقراطية في براغ لعدة سنوات. وخلال وجوده في براغ في الثمانينات أوكلت له مهمة لجنة التنسيق الطلابية وأصبح مسؤولا عنها وعضوًا في لجنة تشيكوسلوفاكيا للحزب الشيوعي، وعُرف باسمه الحزبي (صائب - أبو ثبات).وبعد انهيار الكتلة الاشتراكية لجأ إلى بريطانيا، وهناك عمل في الصحافة وكتب العديد من المقالات وأجرى مقابلات مع شخصيات عراقية تاريخية، كما ساهم في بعض فاعليات المعارضة العراقية. أصدر عددًا من الكتب منها كتاب عن نيكاراغوا وكتاب عن اتحاد الطلبة، وكان آخرها عن ثورة الزنج، كما أصدر مذكراته بعنوان (الجذور - من أزقة الكرخ إلى براغ ولندن ودمشق) كتب مقدمته الدكتور عبد الحسين شعبان، واقامت له (الزمان) في بغداد احتفالية بمناسبة صدوره. تزوّج من سيدة سورية توفيت قبل ثلاث سنوات وتركت له طفلتين أسيل (10 سنوات) ولما (8 سنوات). كان مهدي السعيد يتمتّع بعلاقات واسعة وصداقات متنوّعة وحظى بتقدير مجايليه وأقرانه، واكتسب خلال مسيرته النضالية خبرة واسعة وتجربة غنية وعاش حياته متواضعًا ودودًا. الصبر الجميل لعائلته وأصدقائه ورفاقه.