من عطايا (الزمان) .. عراق للبيع
منهل الهاشمي
اخيرا !! حلمي الذي كاد يستحيل لكابوس ها هو يتحقق ليصبح حقيقة , فقد صدر مؤخرا عن مكتب (سنتر العلوم) للطباعة بِكري الابداعي, كتابي الموسوم (عراق للبيع / ادب ساخر) , ويقع في 485 صفحة وبطبعة انيقة من القطع الوزيري مجلد (هارد كفر).
وهو عبارة عن قصص ومقالات ومواضيع ساخرة وأُخرْ جادة كنت قد نشرتها سابقا بعد الاحتلال الامريكي الغاشم في مختلف الصحف والمجلات العراقية وقد جمعتها بين دفتي كتاب بعد اعادة تنقيحها شكلا ومضمونا. كانت لصحيفتي الاثيرة (الزمان) الغراء حصة الاسد فيها , فأغلب مواضيع الكتاب كان لي شرف نشرها فيها... (الزمان) التي اعدها بحق مدرسة الصحافة والصحفيين العراقيين والعرب , وجدت فيها في سنيَّ الاخيرة الواحة الفضلى للاقامة فيها , لما تسمح به من هامش كبير في مساحة الابداع .. وحرية الرأي .. وطرح الآراء بحرية تامة .. لكنها الحرية المسؤولة.. الملتزمة لا الحرية المطلقة لأن الاخيرة تعني الفوضى لا غير !. وقد رفعت هذه المؤسسة الصحفية والثقافية العريقة الرصينة شعار : لا رقيب على الكاتب سوى .. ضميره. وما هذا الكتاب سوى بعضا من ثمار ما زرعناه في فردوسهم الابداعي الخلاّب.
تقديم كتاب
وكان لي الشرف ان يقدم كتابي الكاتب والاعلامي الاكاديمي الكبير د.كاظم المقدادي وهو الذي ترك بصمة واضحة ومدرسة متميزة في هذا الفن الراقي والمتفرد (الادب الساخر) وعلى خطاه مشينا , ومنه وممّن سبقنا تعلمنا. وجاء في التقديم (ظهر الكاتب منهل الهاشمي في بيئة سياسية ، زاخرة في المواقف والمشاهد الهزلية ، فلم يعد احد يقرأ كتابا في السخرية .. لكنه اندفع ساخرا و وثق جهده كاتبا ، وبحث عن كل من ابدع في كتابة الاعمدة الساخرة من برناردشو الى احمد رجب ، ومن محمود السعدني الغلبان ، الى داود الفرحان. تسلح باللغة العربية وادابها ، والبلاغة وجذورها ، والبديع والمعاني .. باحثا عن الحريري والهمذاني .. الى ان توقف في محطته الاخيرة ، فقرأ وتأثر باسلوب وتجربة كاتب السطور ومقاماته " المقدادية " كما اشار في مقدمة كتابه الزاهي ، فكان وفيا لاساتذته ، متأثرا باساليبهم دونما تقليد ، سائر على طريق الابتكار والتجديد ، مقتربا من فلسفة المقامة البغدادية ، مستثمرا محسناتها البديعية. نذكر .. ان الكاتب الهاشمي ، نجح في تقديم خلطة فاخرة ساحرة ، وهو يخوض تجربته الادبية الساخرة ، وكانت بحق طازجة باذخة ، فأغنى تجربته واستوعب ، واضاف واستعذب ، ومضى في تطوير وتحديث منجزه ، واشتغالاته ، دون نكران فضل الذين سبقوه .. غير متعال على الذين علموه ، فكان ابنا بارا ، وتلميذا مباركا).
وقد وثقت في الهامش كل بيانات النشر : اسم الصحيفة او المجلة, وتاريخ النشر بالكامل, مع رقم العدد. ولكوني قد غيرت في قلة من العناوين عمّا هو منشور وقتها فقد ذكرت عبارة (نشرتها بعنوان) في هامش التوثيق , اما اذا كان التغيير قد وقع من الصحيفة ذاتها لأسباب تعود إليها فقد ذكرت (نُشرت بعنوان) اي بالمبني للمجهول وذلك من باب الامانة المهنية. تم تقسيم الكتاب الى ثلاثة اجزاء , الاول وهو الاكبر ويضم القصص والمواضيع الساخرة , والثاني جاء تحت وسِم (الوجه الآخر) , واسمحوا لي ان اختم لكم هذا العرض الموجز للكتاب بما ختمت به مقدمتي ( الى جانب مقالاتي وقصصي الساخرة ضممت بعضا من مقالاتي الجادة تحت وسِم (الوجه الآخر) كي يطلع القاريء عليه سيما وأنَّ الكثيرين ممن لا يعرفونني حق المعرفة يعتقدون بأنّ ذلك الوجه الآخر المتجهم لي هو وجهي الحقيقي.. او على الأقل هو وجهي الوحيد !.
خاتمة الافكار
وفي آخر الكتاب وضعت ملحقاً بوسِم (ومضات.. ما قلَّ ودلّ) وهو عبارة عن أفكار.. وخواطر.. وتعاريف ساخرة لاذعة كنت قد كتبت العشرات منها منذ مطلع التسعينيات وبقيت محتفظا بها من دون نشر, وبعد الاحتلال البغيض انتخبت بعضا منها لنشرها في مختلف الصحف المحلية.. وانتقيت من ضمن المنشور فقط ما زرعته هنا. في الختام.. وقبل السلام أقول : سادتي القراء تمهلوا وأنتم تمرون بأعينكم على ما كُتب مرور الكرام, فوراء كل حرف.. وكلمة كان هناك نَصَب وتعَب, وما قرأتموه في دقيقة كان وراؤه جهد ساعة. فرفقا بي إنْ أخطأت... ومن كان منكم بلا (خطأ) فليرجمني بحجر !!.)