الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مقال ضائع

بواسطة azzaman

مقال ضائع

 

حيدر المحسن

 

عثرت بين صفحات اللابتوب على هذا الكلام الذي فات وقته، فهو يدور عن اجتماع القمة الثلاثي في عهد الرئيس مصطفى الكاظمي مع الرئيس المصري وملك الأردن. الحقيقة أني نسيتُ هذا المقال، وربما تأخّر ميقاته إلى هذا الزمان لأسباب قدريّة لا دخل لي بها، ولا للسيّد الكاظمي بالطبع، ولا لكم...

الدنيا بخير .. لأن اجتماع القمّة باهت لكلّ من يراه، فلا صورة فخمة ولا أناشيد وطنطنات وعنعنات.

أحترم القائمين عليه لأنهم لم يرسلوا في طلب الشعراء وكتّاب الصحف من كلّ مكان،. وكان هؤلاء يرتزقون في الماضي من هذه الأعمال، ويلبسونها بالقوة علينا وعلى الجميع ثوب الإبداع.

الشاعر الحقّ لا حقّ له في الشعر لأن ما يقوم به رئيس البلاد ليس في قاموسه.

كان الرئيس هو الشعر، وهو القصة، والعلم، وكلّ ما لدينا نسطر به المداد. ومن لا يصدّق فليرجع إلى أواخر سبعينات القرن الماضي، وسنوات الثمانين والتسعين والألفين، وليقرأ الصحف والكتب ومنشورات الإذاعة والتلفاز بالصوت والصورة؛ كلّها تمجّد القائد الرمز الضرورة.

الدنيا بخير لأن السيّد الكاظمي، والسيّد هنا تحمل بعض معناه، لم يكلّف جيشا من الشعراء والكتّاب ممن يلذّ لهم أن يقوموا بممارسات ممجوجة يمدحون بها بالطبول وبالدفوف وبالكنّارات -وهذه ليست من أدوات التعذيب بل من أجهزة الموسيقى_ البطل القائد الفذّ صدام حسين، وعليك أن تقول حفظه الله ورعاه، وإلا نبشت أصابع "الخيّرين" عينيك، ويقوم الشاعر الفلاني، والقاصّ أو الناقد العلاني بمباركة الأمر مستعينين، إمعانا بالتعسّف- بقواعد البلاغة والنحو والبيان والإملاء.

الدنيا بخير لأن ما يجري لا يصاحبه الهزّ والرزّ... وإلى آخره من أفعال المحسوبين على صنعة الأدب. كانت الاجتماعات واللقاءات والقمم الصغرى والوسطى وفوق الكبرى تتمّ هنا في بغداد، وهي لا تقلّ بالطبع ضعة عن لمّة الثلاثة، السيسي والملك وصاحبنا، تصوّروا لو أن هذه الصحبة الخائبة صاحبتها الأناشيد والهتافات والكتابات في شرق الشعر وفي غرب النثر، وبالعكس.

الدنيا بخير إذن

الدنيا بخير لأننا نؤشّر بسهم النقد على فلان وفلان، وفستكان.

الدنيا بخير لأن هذه القمة فيها رفعة حقيقية، رغم أنها سَفلة، عن القمم التي شهدتها المدينة العريقة، عاصمة البلاد. فقد جاء من وراء القمة الأخيرة أن قامت عصابات صدام حسين البعثيّة باحتلال الدولة الجارة، ولو سألتهم في الأمر الساعةَ لقالوا لك حججا في المسألة تجعل الشعر يبيضّ ويبيضّ ويتساقط، وما بدّلوا الآن تبديلا.

الدنيا بخير.لأن السيسي لم "يغشمر" -والمفردة سعودية الأصل- رئيسنا وبورطه بحرب مع ايران في سبيل ان يعمل عشرة ملايين عامل مصري "ظريف!! في العراق، ويُقتل مليون شاب منا ومنهم، وتخرب الديار.

الدنيا بخير لأن ملك الاردن لم يطلق المدفع على بلد تمتد حدوده معنا الاف الكيلومترات، بينما يجاورنا هو بجيرة سوء لا تتجاوز بصعة سنتيمترات.

الدنيا بخير لأن الكاظمي على قلة مرقه فهي بحر إذا ما حسبنا جنبها جلافة وبؤس وفقر صدام.

الدنيا بخير إذن مرتين وثلاثة وعشرة...


مشاهدات 469
أضيف 2022/12/10 - 12:27 AM
آخر تحديث 2024/07/17 - 5:26 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 415 الشهر 7983 الكلي 9370055
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير