الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المدير والقائد .. فرق في السلوك

بواسطة azzaman

المدير والقائد .. فرق في السلوك

 

 حمزة محمود شمخي

 

عندما اخترنا تخصص ادارة الاعمال سلوكا تخصصيا إطلاعنا ولازلنا على المناهج الفكرية الخاصة بذلك التخصص العلمي وكنا ننظر الى راس الهرم في أي تنظيم إجتماعي من انه مدير وهو في ذات الوقت قائد ذلك التنظيم ،وكان هذا التوحيد في المضمون هو مايعكسه الفكر الاداري السائد آنذلك. وبتطور العلوم الانسانية ومنها تطور فكر ادارة الاعمال والتغير الهائل في نظرياته منذ ظهور الفكر الاداري الموثق تغيرت مضامين النظرة و الممارسة لكل من المدير والقائد بل ان بعض المرؤوسين يحاولون ان يجعلو من المدير قائدا محاباة له او إنهم لايلمون بالمضامين العملية لكل من المدير والقائد حيث دخل التنظير في تحديد كل منهما بعد ان التبس المعنى. يقول نابليون (جيش من الاسود يقوده أرنب سيهزم وجيش من الأرانب يقوده أسد سينتصر).

وهذا يعني عدم النظر الى المدير كقائد فالقيادة تأتي من النفوذ والتأثير وممكن ان تاتي من اي شخص على أي مستوى وفي اي دور، في حين ينظر الى القائد مديرا.

ماهو المدير وماهو القائد

المدير هو راس الهرم الاداري وهو الذي ( يسعى لتحقيق أهداف المنظمة مع ومن خلال مجهودات الاخرين) أو هو الشخص الذي(يتحكم بشكل مباشر في كافة الاقسام في المنظمة من خلال السلطة التي يمتلكها ويحرص على تطبيقها بطريقة صحيحة ولا يخالف أي تعليمات وظيفية ) فهو مسمى وظيفي يحصل عليه الموظف بالترقية لذلك فهو يملي التعليمات على المرؤوسين في المنظمة دون الأخذ برأيهم.

أما القائد فهو أيضا رأس الهرم الاداري ولكن مساحة العمل والتفاعل الفني والاستراتيجي بينه وبين المرؤوسين وهم أعضاء التنظيم ومهاراته تختلف فهو يجيد فن التعامل مع المرؤوسين من

خلال مايملكه من موهبة قيادية ،أي انه قادر على أن يحسن نوعيه التعامل،ويستطيع قيادة المجموعة التي يقودها والتحكم بها إستراتيجيا واخذ أرائهم ، فالقائد يركز على( العلاقات الانسانية ويهتم بالمستقبل والتوجيهات الاستراتيجية ويمارس إسلوب القدوة) ويجعل من نفسه نموذجا سلوكيا يقتدى به كافة العاملين ويتخذ القرارات الاستراتيجية (ذات الابعاد السلوكية ودعم الأدارة العليا للسلوكيات الاخلاقية ومعالجة السلوكيات غير الاخلاقية عبر التشخيص) الدقيق لها،ولهذا يشار الى ان القيادة تعد( أبرز أجزاء السلوك البشري)، في حين يركز المدير على الأنجاز والأداء والوقت فهو يهتم بالمعايير وحل المشكلات والاهتمام باللوائح والنظم.

لقد قدم الفكر الاداري أكثر من تعريف للقائد من أهمها( ان القائد هو الذي يخرجك من منطقة الراحة الخاصة بك والقيام بالمخاطر لخلق مكافأة) أو هو الشخص (الذي ياخذك الى حيث لن تذهب وحدك) او هو ( السلوك الذي يجلب المستقبل الى الحاضر من خلال تصور الممكن وإقناع الاخرين) ولضمان ذلك السلوك يمكن للقائد ان يحيط أداءه بنمط قيادي يعتقده الأنسب ، وقدم الفكر الأداري أكثر من نمط للقيادة منها( النمط التفويضي والنمط الأقناعي والنمط المشارك أي النمط القيادي الديمقراطي والنمط التسلطي) وهناك اكثر من عامل يكون له دوره في تحديد النمط الذي يسلكه القائد وتحديد متى وكيف يتم تطبيق كل منها مما يعني ان ممارسة القيادة لأ تاتي من إجتهاد القائد وانما من النمط الذي يقتنع به.

تشير الدراسات الى الى (أن 96 بالمئة الى 98 بالمئة من الناس يمكن أن يتعلمو فن القيادة ومهاراتها في حين 1 بالمئة الى 2 بالمئة هم قادة بالفطرة و1 بالمئة الى2 بالمئة لا يصلحو للقيادة) فالقيادة أكثر حساسية وأندر وجودأ ويمكن لأي فرد في المنظمة أن يكتسب مهارات وفن القيادة ليكون قائدا ناجحا . لقد سطر الفكر الاداري الفروقات بين من يطلق عليه المدير وذلك الذي ينظر اليه قائدا فهي خصائص رغم إختلاف مضامينها إلا انها تشترك في الحد الأدنى من التحديد ، فالمدير ينسب النجاح لنفسة ويعتمد على السلطة في الادارة ويتحكم في الموظفين ويأمر وينشر مشاعر الخوف و يسال كيف ويطلب الحد الادنى من المرؤوسين و يعمل بطريقة صحيحة ودائما يقول أنا ، ويهتم بالمبادرة ويعتمد على السلطة ويراقب.

مشاعر الحماس

أما القائد فينسب النجاح للمرؤوسين ويعتمد على روح المبادرة وينمي العاملين ويطلب منهم وينشر مشاعر الحماس فيهم ويسال لماذا ويطلب الحد الاقصى ويعمل الأصوب ويشير الى نحن ويخلق الحماس ويبادر لحل المشكلة.

وهذا يعني ان القائد أصوب مسؤول يمكن اللجوء اليه ومن خلال سلوكه الاداري يضمن نجاح المنظمة التي يقودها ويضمن لها أهدافها.

لقد فشلنا متعمدين في إعداد القادة الأداريين أو إختيارهم مما ساعد ذلك في تسلق مجموعة من الفاشلين وغير المهيئين سلوكيا للمناصب الادارية في هيكل الدولة ومجالس المحافظات فأنتشر الفساد الاداري والمالي مما أخرنا أجيال عن مصاحبة ركب التقدم والتنمية والرقي الاجتماعي.

وعلى القائد ان أراد النجاح في منظمته ان يعلم مرؤوسيه ان (السكوت عن الظلم طريق العبودية والذل ، والعدالة في المنظمة لاتمنح وانما تنتزع والمرؤوسين الخانعين لا يستحقون الا ان يعيشو تحت سياط المدراء).

 

 

 

 

 


مشاهدات 527
أضيف 2022/11/19 - 12:42 AM
آخر تحديث 2024/06/29 - 5:25 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 401 الشهر 11525 الكلي 9362062
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير