محمود شوبر يسعى لأن تكون لوحاته بأهم المتاحف العالمية
معرض عنتر وعبلة نتاج تجربة الشوبريالزم
الشارقة - رياض محسن المحمداوي
(عنتر وعبلة) عنوان المعرض الشخصي للفنان التشكيلي العراقي محمود شوبر الذي أقيم على قاعة جمعية الإمارات للفنون التشكيلية في إمارة الشارقة بحضور لافت لكبار الشخصيات والمختصين ومتذوقي الفن التشكيلي والجالية العراقية والعربية والصحافة ومحطات التلفاز .
جاء معرض عنتر وعبلة الذي افتتح في 22 تشرين الاول الماضي ثمرة تجارب شوبر الفنية وبحثه المتواصل لأكثر من عقد من الزمن والذي تمخض مؤخراً عن بيان (الشوبريالزم) ! والنتاج الفني الكبير الذي ضمه معرضه الشخصي "عنتر وعبلة" وهو نتاج حقيقي وجاد في التفرد بفلسفة وأداء مبهر وهمزة وصل بين الماضي والحاضر بأسلوب أكاديمي فتح للحكاية نافذة تطل على العالم من خلال تجربته المعاصرة.
إن احتضان الإمارات لهذا الحدث الفني الكبير هو احتفاء حقيقي بالفن العراقي كونها سباقة في راعية للإبداع والمبدعين والبلد العربي الفخر صاحب التجربة العالمية الراقية برعاية العلماء والمبدعين من كل مكان في العالم.
وإن استضافة معرض لفنان شهير بحجم شوبر صاحب التجارب الكبيرة في إقامة عشرات المعارض في العراق ودول عربية وعالمية هي خطوة رائعة تجسد أولى تجارب التعايش الفني بين الفن التشكيلي العراقي والفن التشكيلي الإماراتي تعتبر من التجارب المهمة التي ارتقت للعالمية في تبني الحداثة في الفكرة والمضمون المختلف لكل لوحة. مما يساهم في خلق أجواء جمالية جمعت بين الماضي والحاضر عاشها المتلقي بمفهوم واضح لمعنى أصل وأصالة الحكاية.
ان معرض "عنتر وعبلة" من أنجح المعارض الفنية لهذا العام في دولة الامارات بشهادة المختصين. والذي ضم 25 عملا بمختلف القياسات والأحجام . وبمضمون جديد في الطرح والرؤيا تختلف فيه لوحة عن الأخرى كانت جميعها قمة في المضمون والجمال والأسلوب المتفرد . انها لأعمال ترتقي بمكانة الفن العراقي ومكانة الإمارات الحضارية والثقافية.
إن تاريخ عائلة شوبر الفني يتسم بمسيرة إبداعية طويلة معروفة . فهم من الرعيل الأول في مسيرة الفن التشكيلي العراقي. فوالده التشكيلي الكبير الراحل شاكر نعمة. وعمه التشكيلي الكبير الراحل زيدان النعمة وهم من أصحاب المنجز ورواد وأساتذة الفن التشكيلي. وقد توارث محمود هذا الابداع وأنجز معارض مهمة داخل وخارج العراق لاقت شهرة واسعة. أهمها معرض (مذكرات رجل مواليد 65) حتى جاءت تجربة (عنتر وعبلة) التي كانت انعطافة مهمة في تاريخ شوبر وعلى صعيد الرسم بشكل عام.
صدى كبير
لقد لاقى المعرض صدى كبيرا في الوسط الفني الإماراتي ألقى بظلاله على تاريخ الفنان العراقي. اخذآ مساحة واسعة نحو الجمال والإبداع والتفرد.
كان لـ( الزمان) حديث مع الفنان محمود شوبر من قلب الحدث:
{ ما هي انطباعاتك عن المعرض؟
- لقد كان تفاعل الحضور مفرحاً مع مفردات المعرض (عنتر و عبلة) على قاعة جمعية الإمارات للفنون التشكيلية التي تبنته مشكورة.فالانطباع العام كان (دهشة) وإعجاب الجمهور باللوحات التي بلغ عددها 25 وبقياسات مختلفة وهذا التباين أضاف شيئا من التناغم ما بين أفكار تلك اللوحات ومواضيعها وطريقة إنتاجها وعرضها التي أثنى عليها جميع الزوار. وهذا ما يجعل انطباعي ممتازا وأشعر بالسعادة.
{ هل كان معرضا (عنتر وعبلة) يختلف من ناحية مستوى الحضور عن المعارض السابقة؟
- ليس بهذا المعنى تحديداً فلكل معرض ظروفه الزمانية والمكانية وطريقة تقديمه للجمهور. باعتبار أن هذا المعرض جاء في دولة الإمارات هذه البلاد الراعية للثقافة والفنون فهناك الكثير من متذوقي الفن ومتابعي تجربة (الشوبرياليزم) التي تم التنظير لها عبر بيان فكري فلسفي جمالي بالعام 2020، ووفق هذا الطرح تم إنجاز تجربة عنتر و عبلة بالشكل الذي يتماهى بقوة معه، فكان الإقبال واسعا ومثيرا. فقد كانت النخبة هي التي تتابع وتجتهد بالحضور ومواكبة الحدث الذي اعتبره أنه الأهم لهذا الموسم على الصعيد التشكيلي والثقافي.
{ هل إقامتك بدبي أضافت لك أشياء جديدة ممكن أن تكون مشروع فني مستقبلي سيرى النور قريبا؟
- نعم أنا أرى (دبي) مدينة عظيمة فيها الكثير من الفضاءات التي تؤهل الفنان أن يقدم نفسه بالشكل الاحترافي الذي يتمناه. ومنذ حصولي على الإقامة الذهبية أسعى أن أقيم قاعة عرض للفن التشكيلي تهتم بتقديم الفن الواعي الحقيقي على أرض الواقع.
{ هل سيكون تعاون أوسع بالمشاركة مع فنانين تشكيليين عراقيين وإماراتيين وخليجيين وعرب بمعرض مشترك ليكون حدثا عالميا كبيرا؟
- بواقع الحال نحن نطمح لبناء ذائقة جمالية تتماهى مع روح العصر ومدى التطور الحاصل في ودولة الإمارات تحديداً، وكل ما يخدم هذا المعنى فسوف نكون جادين على تقديمه بالشكل الذي يتبنى السلوك الاحترافي الواعي بدور الفن وأهميته في اكتمال بناء المجتمعات المتقدمة. أرى من الجميل جدا أن تكون هناك لوحات من مختلف المبدعين العرب تحت سقف الإمارات راعية الإبداع.
{ لك بصمة في الفن العراقي، هل سيكون لكم دور في تحرر أعمالك الفنية من الخصوصية في القاعة إلى تجربة العامة في الشارع الإماراتي ليتاح رؤية أعمالكم ونشر الذائقة الفنية للجميع؟
- الفن الحقيقي والجاد وكما تعلمون ليس أسير صالة العرض مطلقاً بل هو يمتلك جانب التداولية والشيوع من خلال المقتنين والمهتمين بالفن وكذلك من خلال النقد الفني الذي يضع تجارب الفنانين على المحك وجهاً لوجه مع المتلقي.
والانتقال إلى الشارع ليس فعلا يمتلكه الفنان بل هو قرار مؤسساتي تعمد إليه المؤسسات الراعية للفنون، من خلال اختيار أعمال بعينها لتكون ضمن الساحات العامة على شاكلة الجداريات الكبيرة والنصب النحتية. أسعى لأن تكون لوحتي في أهم المتاحف العالمية وفي الأماكن العامة أيضا وبقوة ووعي يتراصف مع إنتاجي الذي أواكب عليه منذ عقود.
{ كيف كانت تجربتك في الإمارات وهل ستتكرر بتجربة أكثر شمولية؟
- نعم أنوي تقديم تجربة فنية أخرى أعكف على إعدادها بعد الانتهاء من هذا المعرض. وهذا يمنحني الفرصة على تتبع كل التجارب الفنية والاتجاهات التي تمثل روح المعاصرة. حينما أسست مرسمي الذي أعمل فيه تجاربي الفنية الآن كنت قد قررت مع نفسي ان لا أكون رقماً مضافاً للأرقام الموجودة في ساحة الاشتغال الجمالي العربي وإنما رقماً صعباً يكون له الأثر الجميل في هذه المساحات.