المجتمع الرياضي في أربعينية الكابتن أبو هالة
حسين الذكر
من الصفات الحميدة للرياضة انها تعبر عن مضمون اجتماعي بل هي نتاج ذلك الرقي المؤسساتي الذي بلغته حضارة المجتمع وهذا ما نراه ونسمعه سيما في الأندية العالمية الكبرى حينما تظهر الأندية وهي تقف دقيقة حداد وتعزف تردد الأناشيد وتعزف الموسيقى الحزينة على فقد نجومها ومن خدم تلك الأندية .. ثم يتم التواصل مع الاسرة والأولاد لتقديم التعزية وتخصيص مكافئات مادية ومعنوية معينة كما ان عددا كبيرا من أصدقاء الفقيد ومقربيه يكونوا عونا لاهله واسرته في محنتهم وتعبيرا عن حبهم له وتقديرا لما قدمه من خدمات جليلة طوال عمره .
فقدت الأوساط الكروية العراقية قبل أربعين يوم تقريبا الكابتن محمد علوان الشهير ( با أبو هالة ) رحمه الله بعد مرض عضال استمر معه اكثر من ثلاث سنوات كان عبارة عن حالة احباط لازمه منذ شعر بالخذلان حول طريقة ابعاده من العمل مع منتخب الناشئين قبل ثلاث سنوات ومن ثم ابتعاده عن العمل الاتحادي والرياضي بصورة عام .. اذ ظل حبيس بيته وبعض أصدقائه الذين لم يقصروا معه في مرحلة العلاج والمراجعات وتقديم كل ما يمكن تقديمه .. الا ان رحمة الله ورضوانه ابت الا ان يكون في ضيافة رب رحيم غفور ..
كنت مع الكابتن أبو هالة أيام مرضه وكذا وفاته ومجلس عزائه وسبعته ثم اربعينيته .. وقد شاهدت الكثير من الأصدقاء بصفتهم الشخصية قد حضروا وادوا ما عليهم من واجب .. لكن للأسف مع ان الكابتن قضى عمره في خدمة الكرة العراقية من خلال لعبه لبعض الأندية وتدريبه لاندية أخرى عديدة وكذلك عمله مع المنتخبات إداريا ومدربا ومشرفا الا ان هذه المؤسسات لم يكن حضورها موازيا لما قدمه ويستحقه هذا النجم الرياضي والكروي بل والمجتمعي الذي كان له فضل على عدد كبير من أوساط الشباب في التدريب وضمهم الى الأندية واكتشاف المواهب خلال عقود خلت كان فيها حاضر بكل الميادين .
عدد من اللاعبين ممن التقيتهم كانوا يثنون على مواقفه وانقاذه لهم ولاسرهم سيما أيام عقد الثمانينات والتسعينات العجاف اثناء الحروب والحصار الظالم وقد كان له موقف مع عدد من اللاعبين برغم مخالفتهم للشروط العسكرية آنذاك . لكنه اثر على نفسه تحمل التعبات الأمنية لتادية واجب انساني .. فيما تحمل اخر أيامه وعمل في ملاحقة مزوري الاعمار وقد تحمل الكثير من المشاكل إزاء ذلك ..
كنت في كوريا الجنوبية مرافقا صحفيا لاحدى منتخباتنا الوطنية هناك .. وقد التقيت مدرب المنتخب اليمني اذ كان يشارك ي ذات البطولة القارية ، فقال بالحرف الواحد : ( ان المدربين العراقيين لهم فضل على الكرة اليمنية .. ثم ذكر أبو هالة محمد علوان بالاسم تحديدا ووصفه بانه مدرب عامل خلوق مثابر مكتشف للمواهب مخلص بالعمل ناجح تكتيكيا ) .
رحم الله الفقيد أبو هاله واسكنه فسيح جنانه والهم اهله ومحبيه وذويه خالص الصبر والعزاء ... ونامل من جميع الاخوة الذين كان المرحوم يعمل في انديتهم ومؤسساتهم ان يصلوا اهله ويعبروا عن شيء او قليل من الوفاء إزاء خدام الكرة العراقية وأبو هالة بالتاكيد احدهم .