أخبار الحوادث والمجتمع
خلدون المشعل
ما ان نستيقظ من نومنا العميق صباحا اكراها واجبارا بسبب عملنا اليومي لنسرع الى هواتفنا الذكية لنتابع من خلال ما يسمى وسائل التواصل الاجتماعي الاخبار بنوعيها السيئ وان وجد فخبر واحد يبعث الامل في نفوسنا المنهارة معنويا بسبب وضع البلد الذي يسير للمجهول ،وما ان ابدأ يومي بقراءة الاخبار حتى اصاب بشئ من الذهول فملخص هذه الاخبار يدور حول حوادث المشاجرات العشائرية وحوادث الدهس او استخدام اسلحة متوسطة ورمانات يدوية بين المتشاجرين وكأننا في غابة وليس في بلد يوجد فيه ما يقارب مليون ونصف عنصر امني ومن اغرب الحوادث المؤلمة هو قتل ابن لابيه او امه او اخيه او حوادث الاغتصاب والدهس ،لكن مالفت نظري هو مقاطع الفديو للمتحرشين بالفتيات في وسائل نقل عامة او في الطرقات واعجب لمن يتحرش بفتاة وهي لاتستسيغ وجود هذا المتحرش والذي اجزم بانه مريض نفسيا وانه في غير قواه العقلية متناسيا قوله تعالى (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ? ذَ?لِكَ أَزْكَى? لَهُمْ ? إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) واصاب بالدهشة ايضا للفتاة التي تقوم بالتصوير لفضح المتحرش فإن من صفات الباري عز وجل هو الستار بما يعني الستر بمعنى اوضح ، ثم تأتيك اخبار عصابات تهريب المخدرات فالشرطة تلقي القبض على تاجر مخدرات بحوزته مليون حبة مخدرة وتتوالى اخبار الفواجع والحوادث لنرهق انفسنا واعصابنا منذ ساعات الصباح الاولى بدل مانستمع لايات من الذكر الحكيم او صوت فيروز باغانيها الرائعة ، من خلال هذه الاخبار تشعر ان المجتمع يمر بازمة اخلاق مجتمعية بسبب غياب الوازع الديني والاخلاقي واننا في زمن صعب فيه كل شي ويجب ان تخصص الحكومة برامج لاصلاح الازمة الاخلاقية التي ضربت المجتمع العراقي بعد الانفتاح الذي شهدناه بعد عام 2003 ومخططات الاحتلال والاعداء والاصدقاء بتدمير سلوكيات واخلاقيات شعب الرافدين التي اذهلت العالم في وقت ما ، ويجب ان تؤسس شرطة للاخلاق وللاداب العامة تتولى متابعة الحالات السلبية والشاذة والدخيلة على المجتمع العراقي ، فالمجتمع بدأ في التفكك من خلال عشرات الاف حالات الطلاق شهريا في المحاكم العراقية يقابله عزوف من قبل الشباب في الزواج بسبب المشاكل الاقتصادية الخانقة وارتفاع حالات البطالة بين ابناء البلد وتسيد ابناء الجاليات الاخرى في الحصول على فرص العمل فبعض الشباب بدأ يفكر في الحصول على الجنسية البنكلاديشية من اجل الحصول على فرص العمل اما التعيينات في القطاع العام وعقود العمل فهذه علمها عند واحد احد فقط ، متى تأخذ وزارة العمل والشؤون الاجتماعية دورها في حل هذه المشاكل والمصائب وايقاف التدهور الاخلاقي والثقافي .