مُحمّد .. الصفة المحمودة
علي ابراهيم الدليمي
بغض النظر عن تاريخ موعد ولادته "عليه أفضل الصلاة والسلام"، فأن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، يمثل (الصفة) الإنسانية الخاصة والمتميزة في الرحمة والأخلاق والمحبة والعفو والتواضع والقناعة.. فضلاً عن المعجزات المتفردة الخالدة في الكون.. التي أعطاها الله سبحانه وتعالى له، لم يعطها لبشر من قبل.لذا الإحتفاء بالمولد النبوي الشريف، ما هو إلا إستذكار إنساني سنوي جميل، حيث تؤكد عليه البشرية كافة، من أجل المودة والرحمة والإرتباط الوثيق بمسيرته وحياته وخصاله وصفاته "عليه السلام".. وعلى يده أخرج الناس من الظلمات إلى النور.صلى الله عليك وسلم يارسول الله، الشفيع المشفع يوم الحساب، أنت الذي لم تطلب من ربك، عند سدرة المنتهى، إلا التخفيف عن أمتك بخمس صلوات بعدما كانت خمسون صلاة فرض، ولم ترضَ إلا وأمتك كلها بالجنة، ولم تتطلب من ربك شيئا لحضرتكم إلا (أمتي.. أمتي.. أمتي.. ليبشركم الرحمن الرحيم: رحمتي رحمتي)..نعم كنا والحمد لله، فيما مضى.. مسلمين موحدين مؤمنين بالله وملائكته ورسله وباليوم الأخر.. وكانت في قلوبنا وضمائرنا قمة الإنسانية والرحمة التي تعلمناها من سنتكم النبوية الشريفة المباركة وخلفائك وأصحابك الغر الميامين وآل بيتكم الأطهار، كانت الألفة والمحبة وصلة الرحم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... لا تنقطع سوى في مضجعنا للنوم، كنا نوقر كبيرنا ونعطف على صغيرنا ونعظم شيوخنا وعلمائنا، ونواسي مكلومنا ونفرح مع الفرحين، كان مريضنا يتشافى عندما يزوره الآخرين، كنا نصفح فيما بيننا عن هفوات المشاجرة الشبابية والطفولية، كان جيراننا كما أوصيتنا بهم ينامون بأمان، ونتقاسم معهم لقمة عيشنا اليومية.. كنا.. وكنا.. وكنا يارسول الله نسير على خطاكم السديدة وكنا على ذلك في آمن وأمان في بيوتنا وعملنا ومع أزواجنا وأطفالنا ومجتمعنا وفي أماكن عبادنا.لكن.. يارسول الله بعد عام 2003 دخلت إلينا على ظهور دبابات الإحتلال الأميركي (كائنات) غريبة عجيبة صورهم (بني أدم) ولكن عقولهم وأفعالهم (أشطن) من الشيطان نفسه، أشكالهم مقززة لا تمت إلى أي مخلوق من مخلوقات الله، لا في السماء ولا في الأرض، منهم من يدعي النبوة ومنهم من يدعي نسبه لسلالتكم النبوية الرفيعة، أدخلوا معهم فنون البدع المضللة الكافرة.. ما أنزل الله بها من سلطان، أنهكوا فيها البلاد والعباد.. حيث السرقة والقتل والتهجير والفساد.. وقطع أوصال الأرحام ما بين المجتمع العراقي وكثرت صور الإيتام المأساوية والثكالى والأرامل والجهل والتخلف والظلام والعنصرية والطائفية والمناطقية.. و.. و..عذراً، يارسول الله أنت تعلم من الله بحالنا ما نحن عليه اليوم.. لقد خنا الأمانة ولم نكمل رسالتك التي أتممتها علينا.. وتمزقنا شر تمزيق، وكل ما تعلمناه من نعمة الإسلام.. قد ذهب سدى بسبب هؤلاء أبناء الشيطان الرجيم. يارسول الله، لقد ناجينا ربنا الكريم في حضرتكم الزكية.. أن ترفع عنا هذه الغمة السوداء.. وقد تكالب علينا من لا يخاف الله وخان رسالتكم.. ولا يرحمنا.