الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قادتنا.. بين التكفير والتقصير

بواسطة azzaman

قادتنا.. بين التكفير والتقصير

زيد شحاثة

 

قد ينزعج كثير من العرب ونحن العراقيون منهممن توصيف واحد أو مجموعة بأنهم قادتنا أو زعمائنافنحن لا نحب "الإنقياد" بل ونميل لتصور أننا كلنا قادة.. ونملك من الرأي والقدرة والقيادية ما نتفوق به على  الكلبل وعلى بعضنا البعضونميل للإستبداد برأيناونتشدد بل ونندفع لوصف من يتبعون زعامات ما بأنهم " عملاء أو ذيول" وربما نتهمهم بعبادة صنم.. حتى قال شاعر منا في وصف هذا الحالبأننا نشبه مزرعة البصل! رغم أن هناك فعلا من يقدس قياداته بطريقة مخزية سياسية كانت أو إجتماعية أو دينية أو غيرهابطريقة منحهم فيها العصمة ويكفر خصومهم ورغم أن الإسلام كعقيدة وفكر ومنهجأراد للإنسان أن يكون حرا فكريافيتبع الحق لا الأفراد.. لكنه كان أيضا يريدنا أن نتوحد حول حامل الراية الأقرب للحقخصوصا إن كان بمواصفات صالحة..

قادة جدد

بعد سقوط نظام البعث عام 2003 ظهر قادة جدد كانوا في المنافيوكثير منهم لم يسمع بهم أحدفالنظام كان يضيق على الشعب حتى الهواء.. ناهيك عن تنكرهم تحت أسماء ووهميةإلا قلة منهم كمحمد باقر الحكيموجلال الطالباني ومسعود بارزانيوأخرون كانوا معروفين بأسمائهم العلنيةوكان لهذا ثمن باهض دفعوه إعداما وتنكيلابكل من يقرب لهم أو ينتمي لنفس عشيرتهم حتى..

تولى كثير من هؤلاء قيادة مرحلة النظام الحاليورغم محاولاتهم تأسيس دولة جديدةوإستثمار ثروات العراق الكبيرةلكن تواضع قدرات بعضهموقلة خبرتهم بما يتطلبه بناء الدولةوما يحيط بهم من ظروفومحيط معادي بشدة ومواقف دولية متواطئةجعلهم يفشلون في تقديم ما يوازي ما كانا متاحا لهم من إمكانيات وثرواتوما انتظره الشعب منهم من حياة حرة كريمة..بعيدا عن العاطفة الإنفعالية والتسقيط والخداع الإعلاميالذي تمارسه الجيوش الإلكترونية لبعض التيارات والأحزاب ضد بعضها البعض.. فهناك نجاحات نسبية يمكن أن تحسب لهؤلاء القادةرغم أن معظمها يتعلق بتأسيس النظام وبناء الدولةوذلك غير واضح للمواطن العاديبل وغير مهم أيضا.. فهو يرى فقط ما يحتاجه من خدمات تمس حياتهولا تهمه الأمور الإستراتيجيةوبناء النظام والوضع السياسيفهو يراها كلها كماليات وترف يهم الطبقة السياسية ولا يهمه هو..هذا دفع المواطن نحو تكفير " القادة" بشكل جماعيدون تمييز بين من أفسد منهم وفشل فعلاومن لديه فشل ونجاح هنا أو هناكأمن لم يكن له دور في هذا الفشل والتراجع الذي نعيشهوبين من كان هامشيا أصلا ولا يستحق وصف قائدوبين من لازال موغلا بدمائنا وبإفساد حياتنا تحت يافطة شعارات كاذبة فارغة..من المنطقي أن نضع كل هؤلاء مم يوصفون بأنهم " قادتنا" في ميزان التقويم فنتهمهم بالتقصيرلكن ليس من المنصف أن " نكفرهم جميعا".. فالقضية ليست أبيض أو أسودأو بحث عن شخص بمواصفات علي أبن أبي طالبعليه وأله أفضل الصلواتفلا وجود لهكذا نموذج حاليا.. وعلينا أن نفهم ونقيم بشكل واقعيولا نطالب بمثالية ليست ممكنةفهذا هو المتاح حاليا من واقعنا وما فيه من أمراض وعيوبفالقادة نتاج مجتمعاتهم وليسوا مستوردين..هذا لا يعني بأي حال السكوت عنهم وعن فشلهم المتكررولا يعني أيضا الإستسلام وتقبل هذا الواقعأو السعي لصناعة جيل جديد من القادةيمتلك شيئا من الخبرة المكتسبة بالممارسة " والوقوع في الأخطاء".. ويعني أيضا التمييز بشكل واقعي بين من يوصفون بأنهم " القادة" فمن قتل أو تسبب بالقتلليس مثل من أفسدوهذا الأخير ليس مثل من فشلوكلهم لا يمكن بأي منطق أن يتم مساواتهم مع من لديه نجاحات وكبوات..

 

 


مشاهدات 597
أضيف 2022/09/25 - 3:51 PM
آخر تحديث 2024/07/17 - 11:37 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 372 الشهر 7940 الكلي 9370012
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير