الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
السياسيون ومرض جنون السلطة

بواسطة azzaman

السياسيون ومرض جنون السلطة

 

سامي الزبيدي

لا يعاني العراق من كورونا والكوليرا والحمى النزفية وقبلها جنون البقر فقط بل هناك وباء معدي آخر ظهر في العراق بشكل خطير بعد عام 2003 ولكن ولله الحمد فان هذا الوباء لا يصيب أبناء الشعب العراقي البسطاء والمغلوبين على أمرهم انه مختص بفئة السياسيين فقط  وبالتحديد السياسيين المهووسين بالسلطة وهذا المرض هو جنون السلطة وقد أصاب هذا المرض العديد من السياسيين العراقيين الذين جربوا السلطة وتمتعوا بمنافعها وملذاتها  وأهمها الأموال الكبيرة القصور الفخمة والعجلات الثمينة الفارهة  وأرتال العجلات والحمايات والخدم والحشم والطعام الفاخر المختلف الأنواع  وهؤلاء الساسة يعرفهم العراقيين  جيدا فهم  كانوا لا يملكون أي شئ لا قصور ولا فلل لا عجلات ولا شركات ولا عمارات ولا أرصدة في بنوك العالم  وبعضهم كان لا يملك  دارا ًولا حتى قوت يومه وكانوا يأكلون من ثواب مرقد السيدة زينب (ع)  (تمن وقيمة ) كما اعترف بعضهم بذلك, ومرض جنون السلطة هذا  لا يريد هؤلاء السياسيين وقادة الفصائل المسلحة الشفاء منه لأنهم يدركون ان قوتهم ورصيدهم السياسي ومؤيديهم  وهيبتهم وأموالهم التي سرقوها من الشعب وعقاراتهم وكل ما يملكون تأتي من السلطة والنفوذ وبعد سقوط اغلبهم في الانتخابات الأخيرة ولم يعترفوا بفشلهم وسقوطهم بل اتهموا الحكومة والمفوضية المستقلة للانتخابات بتزوير نتائج الانتخابات وهم من جاءوا بالحكومة والمفوضية وتناسى هؤلاء الساسة ان سبب سقوطهم  هو فسادهم  وفشلهم في إدارة الدولة طيلة التسعة عشر عاماً الماضية وعدم تقديمهم ابسط الخدمات للشعب العراقي لانشغالهم بالسرقات الكبرى لأموال الدولة والشعب وتقديم مصالحهم الشخصية والحزبية والطائفية ومصالح دول أجنبية على مصالح الشعب والوطن وجلبهم الكوارث والماسي الكبيرة والعديدة للشعب العراقي  ومع ذلك نراهم اليوم يتشبثون بالسلطة والنفوذ خصوصاً بعد الفرصة الكبيرة التي جاءتهم  بعد انسحاب  كتلة السيد الصدر  من مجلس النواب حيث  تصدرت أحزابهم وكتلهم  جميع الكتل المشاركة في مجلس النواب  بعد المقاعد التي حصلوا عليها (بالزحف ) نتيجة استقالة النواب الصدريين فأصبحوا اليوم أكثر تصميما من ذي قبل على الفوز بالمناصب المهمة في الدولة والحكومة إذا ما تمكنوا من تشكيل الحكومة الجديدة وبدأنا نسمع أسماء ممن ابتلى بمرض جنون السلطة تطرح كرئيس للوزراء أو للمناصب المهمة الأخرى في الدولة والحكومة ونسي هؤلاء تسعة عشر عاماً من الفساد والفشل  ومن السرقات الكبرى لأموال الشعب وثروات الوطن ,تسعة عشر عاما من المحاصصة الحزبية والطائفية التي تقاسمت فيها أحزابهم أحزاب الفشل المناصب في الدولة وفي كل الحكومات والحكومات المحلية للمحافظات هذه المحاصصة التي دمرت البلاد والعباد وأنهكت الشعب بل ضيعته في دهليز الفقر والجوع والأمراض والجهل والأمية والمخدرات , ونسي هؤلاء تسعة عشر عاماً من سوء الخدمات وانتهاك حقوق الإنسان ومن التضييق على الحريات ومن الاغتيالات التي طالت كل الكفاءات العلمية والأكاديمية والعسكرية والأمنية المهنية والوطنية حتى افرغوا البلد من اغلب الكفاءات الخبيرة والوطنية تحت ذرائع الاجتثاث والإقصاء والتهميش تارةً وعقدة النقص والحقد والانتقام تارةً أخرى ,تسعة عشر عاماً  عجفاء كالحة كوجوههم  دمروا  فيها الصناعة والزراعة والعملية التعليمية بكل مراحلها فانتشرت الأمية والجهل ووصلت نسبه الأمية في مجتمعنا الى نسب مخيفة حالها حال نسب الفقر والبطالة والأمراض ونسب الأرامل والأيتام الكبيرة نتيجة حروبهم العبثية وفشلهم العسكري والأمني , تسعة عشر عاما لم يبنوا مستشفى حديث ولم يطوروا الموجود منها فانحدرت الخدمات الطبية الى الحضيض وجاءت جانحة كورونا لتكشف عورة الجانب الصحي وحجم الدمار والخراب والفساد والسرقات الكبرى فيه , تسعة عشر عاما من عدم توفير ابسط الخدمات للشعب وهي الكهرباء والماء الصالح للشرب فقد سرقت أحزاب السلطة ومن أصيب بجنونها مليارات الدولارات التي خصصت لهذه الخدمات وبدلا من بناء محطات للكهرباء وتطوير صناعة الغاز راح الساسة الفاشلون والفاسدون يستوردون الكهرباء والغاز الذي يشغل بعض المحاطات من إيران بمليارات الدولارات سنوياً ,تسعة عشر عاما واقتصاد البلد يعتمد على النفط فقط ولم يطوروا باقي القطاعات وحتى أموال النفط الكبيرة نهبوها  وحولوها الى دول الجوار لإنقاذ اقتصادها المتهالك وعلى حساب اقتصاد البلد والى حساباتهم المصرفية في بنوك العالم المختلفة  , وبعد كل ما فعلوه بالعراق وشعبه وبعد كل الخراب والدمار وكل الماسي والكوارث التي جلبوها للشعب والوطن وبعد ان أصبحوا يمتلكون إمبراطوريات اقتصادية ومالية من أموال الشعب المنهوبة تحرسها ميليشياتهم المسلحة  التي باتت أقوى من أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية وها هم اليوم يريدون أن يحافظوا على امتيازاتهم ومواقعهم ومراكزهم السياسية والحكومية لكي يبقوا طويلا المهيمنين على العملية السياسية في البلد ويريدون البقاء على نفوذهم  ومكاسبهم وسلطتهم  وبعضهم بدا يطرح نفسه كرئيس للحكومة الجديدة وبدا المتزلفون والوصوليون  والمستفيدين منه يروجون له كمنقذ للعراق في هذه المرحلة وهو سبب كل دمار وفشل وكل الكوارث في العراق وبدأت بعض القنوات الفضائية تروج له  وهو الذي يطلب ذلك بل يأمر بذلك لأنه مريض ويعاني من  مرض جنون السلطة وضل كذلك الى ان رفضه اقرب المتحالفين معه ناهيك عن غالبية الشعب العراقي وسيبقى العراق يعاني من هؤلاء المرضي المصابين بهوس وجنون السلطة الى ان يقول الشعب كلمته ويغير العملية السياسية التي جاءت بهؤلاء المرضى المتعطشين للسلطة والمال والنفوذ والقتل وها هي تباشير هذا التغيير تلوح في الأفق بعد تظاهرات التيار الصدري وأبناء الشعب العراقي على اختلاف توجهاتهم  الذين يطالبون بتغيير العملية السياسية وتعديل الدستور ومحاسبة الفاسدين وسراق أموال الشعب  وقتلة أبنائه وإصلاح أوضاع العراق السياسية والاقتصادية والأمنية وتقديم الخدمات للشعب وتحسين أوضاعه المعيشية والصحية وغيرها.  

 


مشاهدات 776
أضيف 2022/08/29 - 10:04 PM
آخر تحديث 2024/11/20 - 9:41 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 25 الشهر 9149 الكلي 10052293
الوقت الآن
الجمعة 2024/11/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير