العنف مرفوض بكل أشكاله
حسين الصدر
-1-
بمقدور الراصد أنْ يلحظ ازدياد وتيرة العنف في الساحة العراقية بشكل مخيف :
فتارةً يتجلّى العنف داخل الاسرة بين الزوجين، أو بينهما وبين أبنائهما.
وتارةً يتجلى العنف بين التلاميذ وأساتذتهم في مؤشر بالغ الخطورة على انهيار المنظومة الاخلاقية برمتها
واخرى يتجلى العنف في التعامل بين المواطنين على نحو غريب يستخدم فيه السلاح لاتفه الاسباب ..!!
والسؤال الآن :
لماذا هذا العنف ؟
أهي حرارة الجو تدفع اليه ؟
ام انّ تراكم التقصيرات وسوء الخدمات وما تفرزه من تشنجات وتوترات عصيبة تمهد الطريق لتصاعد موجة العنف ؟
ولن ننسى تأثيرات الفاقة والعوز على قوافل العاطلين عن العمل سلوكيّا.
وهكذا تتعدد الاسباب وتتكاثر مضافاً الى ما تنطوي عليه بعض النفوس من نزعة خبيثة لا تبالي حتى بسفك الدماء وازهاق الارواح .
-2-
ومن الجرائم المروعة التي وقعت مؤخرا مصرع عميد كلية القانون الدكتور كاوان اسماعيل نتيجة تعرضه الى خمس اطلاقات نارية في جسده على يد طالب سابق كان قد فُصِلَ من كلية القانون في جامعة سوران وحاول اعادة قبوله مرة اخرى في الكلية لكنه لم يفلح
ولم يكتفِ الجاني بقتل عميد كلية القانون الدكتور كاوان اسماعيل بل اضاف اليه قتل الاستاذ الجامعي حمه خان انتقاماً من زوجته التي تسببت بترقين قيده وعدم قبوله .
انّ العدوان المسلح على الاساتذة ومِنْ قِبل طلاّبهم يعتبر الرقم الخطير في معادلات الانحدار الاخلاقي والانساني والاجتماعي .
والاعتداء على حياة الاستاذ لا يختلف كثيراً عن الاعتداء على حياة الآباء، وهو من أفظع ألوان العدوان .
-3-
لا يكفي أنْ نُطالب باحلة الجاني الى القضاء لينال جزاءه العادل بل يجب ان نعيد حساباتنا في المنهاج التربوي لأبنائنا .
ان ثقافة احترام الاستاذ حَدّ التقديس كانت سائدة في الاجيال السابقة ، لكنّها اليوم ليست واضحة المعالم عند أبناء هذا الجيل .
وهذه اول الثغرات مضافاً الى أنْ (البيت) و (المدرسة) معا لم يتعهدا النشيء الجديد بما يجعله رهيف الحسِ انسانيا واجتماعيا وبالدرجة التي يصون بها نفسه عن الانحدار الى الحضيض .
ويقال في هذا الصدد :
(ان فاقد الشيء لا يعطيه)
فانخفاض المناسيب الاخلاقية عند الآباء والأمهات انعكس على الأبناء ، فكـــانت هـــذه الفــــجائع والوقائع .