الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أحلام العراقيين‮ ‬.. الدولة القوية والمستقبل الأفضل‮ ‬

بواسطة azzaman

أحلام العراقيين‮ ‬.. الدولة القوية والمستقبل الأفضل‮ ‬

طالب قاسم الشمري


حلم العراقيون بجمهوريتهم الجديدة بعد الاحتلال الاميركي‮ ‬،‮ ‬وتمنوا العيش تحت ضلال الحرية المنظمة والديمقراطية الشفافة والمشاريع السياسية الوطنية والاقتصاد المتطور والمجتمع المفعم بالنشاط والبناء والقوة والابداع والمساهمة الفاعلة من قبل الجميع في‮ ‬بناء الدولة ومستقبلها الزاهر ضمن اطار اقليمي‮ ‬ودولي‮ ‬تعتمد احترام الجميع وتمد الجسور مع العالم بامان وسلام،‮  ‬حلموا بدولتهم ومجتمعهم الموحد‮  ‬وانتهاء عهد الحروب وسفك الدماء،‮  ‬لكنهم استيقضوا على اصوات مفخخات‮  ‬وصلت‮ ‬غرف نومهم،‮  ‬ولم تستثني‮ ‬حتى جوامعهم وجامعاتهم وكلياتهم ومعالمهم الاثرية ومقاهيهم وحاراتهم‮ ‬،‮ ‬صحوا على حياة شبه متوقفة‮  ‬بعد ان فقدوا‮  ‬ما كان لديهم من مشاريع صناعية وزراعية وثقافية واقتصادية اتت على الاخضر واليابس وما‮ ‬يملكون،‮   ‬حيث تلاشت كل الاحلام و تصحرت اراضيهم‮   ‬وتراجعت مؤسساتهم ودمرت مراكز بحوثهم العلمية بدل تطويرها‮  ‬وطال الخراب كل ما موجود منها‮  ‬حتى في‮ ‬زمن النظام البائد‮.‬
‮ ‬ماحدث في‮ ‬العراق بعد العام‮ ‬2003 يحتاج الى مجلدات من الوصف والتدقيق والشرح المفصل‮  ‬ويحتاج الى الاف البرامج التفاعلية لشرح نكبة العراقيين بوطنهم ومجتمعهم وثرواتهم المباحة والسائبة‮  ‬كل هذا حدث وما زال‮ ‬يحدث امام صراخ الوطن والمواطن‮  ‬بعد ان‮ ‬غابت العقول المنصفة والمحايدة‮  ‬وعمت البصيرة‮  ‬وغاب الوعي‮ ‬عن حكام العراق وسياسيه الذين سرقوا،‮ ‬بل قتلوا احلام العراقيين‮  ‬بدل قهر المستحيلات وتفكيك ازماتهم التي‮ ‬صنعوها وبدل ان‮ ‬يعملوا بجد وبشرف المسؤولية‮   ‬من اجل تحويل هذه الاحلام المشروعة‮  ‬الى واقع ملموس‮  ‬والعمل على تحقيق المطلوب من اجل بناء دولة ومجتمع وبلد جديد‮.‬
عودة الثقافة
لقد تبخرت كل‮  ‬الاحلام حتى البسيطة منها بل دفعوا‮  ‬بالعراقيين الى الحنين‮  ‬الى ماضيهم الدكتاتوري‮  ‬بعد ان خاب املهم‮  ‬في‮ ‬عودة الثقافة والاداب والفنون لمجتمعهم ووطنهم ودولتهم وجمهوريتهم الجديدة‮  ‬وبدى الشغل الشاغل‮  ‬للكثير من‮  ‬القيادات‮  ‬السياسية والحاكمة واحزابها‮  ‬التي‮ ‬نصبت بعد الاحتلال‮  ‬التفنن باساليب‮  ‬البهرجة وجمع المال الذي‮ ‬انتج للعراقيين انواع واشكال من نماذج الفساد المالي‮ ‬والاداري‮ ‬ومظلات‮  ‬التحاصص والتقاسم من اعلى هرم السياسة والسلطة حتى اسفلها لحماية الفساد و الفاسدين،‮  ‬وكبر حجم التحديات الصعبة امام العراقيين‮  ‬والتي‮ ‬كانت من نتاجات بعض حكامهم وقياداتهم السياسية واحزابها‮  ‬وكانت هي‮ ‬السبب الاول في‮ ‬العوامل التي‮ ‬انتجت ازمات الداخل والخارج‮  ‬والتداعيات والظروف الصعبة التي‮ ‬مازالت تحاصر العراق‮  ‬وشعبه وكانت لنتائج هذه التداعيات والظروف‮ ‬غياب الارادة السياسية القوية‮.  ‬والعراقيين ليس امامهم‮ ‬غير الصبر‮  ‬وتحمل كل هذه الصعاب‮  ‬حتى لبسهم الفقر والتفاوت الطبقي‮  ‬وتضخمت وتضاعفت كوارثهم وازماتهم‮  ‬وانقطاع الخدمات عنهم‮  ‬واصبحت عصية عليهم الحلول امام خداع وفهلوة الوعود الكاذبة من قبل بعض من‮ ‬يقود البلاد ويحكم‮  ‬ويمسك بزمام سياستها‮ ‬،‮ ‬والنتائج كانت هبوط المدخولات المالية لملاين المواطنيين وانهيار مستويات المعيشة‮  ‬بنسبة‮ ‬30‮ ‬بالمئة من الشعب العراقي‮    ‬ولم‮ ‬يبقى الحال عند هذا الحد،‮ ‬بل فقد العراقيون‮  ‬السيادة على ارضهم حتى احتلت داعش‮  ‬ثلث الاراضي‮ ‬الوطنية قبل ان‮ ‬يتم اعادتها وتحريرها‮  ‬بدماء‮  ‬الملايين‮  ‬من الشهداء الغر الميامين من الجيش‮  ‬والحشد الشعبي‮.‬
لقد فقد العراقيين‮  ‬حلمهم وهم‮ ‬يشهدون وطنهم‮ ‬غير كامل السيادة و بلا تنمية او مشروعات قومية وطنية‮  ‬وما زال الارهاب لحد الان‮  ‬يرتع‮  ‬ويشكل بؤرا‮  ‬تهدد امننا القومي‮  ‬وورقة سياسية‮  ‬تلعب بها بعض الدول الاقلمية والدولية‮  ‬وتستخدمها واشنطن لحساب اعداء العراق بشكل عام واسرائيل بشكل خاص لاذلال العراقيين‮  ‬واخضاعهم‮   ‬للظروف القاسية‮  ‬ليصمتوا‮  ‬ويتقبلوا واقعهم المر‮  ‬الذي‮ ‬بات اهم ادواته الفساد والفاسدين من‮  ‬بعض الحكام‮  ‬والسياسيين المرتبطين بالخارج‮  ‬والذين‮ ‬يهمون بالصعود الى مركب التطبيع بضغط من بعض الدول الاقلمية والدولية وسياساتها ومشاريعها المفضوحة التي‮ ‬يراد لها ان تلعب‮  ‬بمقدرات العراق وشعبه وتاريخه وحاضره ومستقبله،‮  ‬وهم‮  ‬يعملون جاهدين‮  ‬من اجل‮   ‬تقطيع شرايين العراق‮  ‬والعمل على ابعاده عن‮  ‬مشاريع‮  ‬البناء والاعمار ومحاربة الفساد‮  ‬وافشال برامج وخطط‮  ‬الاستثمار‮  ‬وتحسين ظروف حياة العراقيين بعدم السماح‮  ‬له لبناء‮  ‬قواعده ومنطلقاته واسسه‮  ‬الاقتصادية‮   ‬التي‮ ‬يتمكن من خلالها تحقيق اكتفاءاته الذاتية من الغاز‮  ‬والكهرباء‮  ‬لتلبية احتياجات الصناعة‮  ‬والزراعة‮  ‬والاستثمار‮  ‬بكل انواعه‮.  ‬والهدف هو وضع العراقيين‮   ‬في‮ ‬الحلقات والمساحات والفضاءات‮  ‬الضيقة‮  ‬ومنعهم‮  ‬من‮  ‬الخروج الى العالم الرحب المتطور‮  ‬لتضيق حياتنا‮  ‬وتتضاعف تحدياتنا وازماتنا وكوارثنا‮  ‬وتدمير‮  ‬ما نملكه من بنى تحتية،‮ ‬ومنعه حتى من مياه النهرين دجله والفرات بين ليله وضحاها‮.‬
ثروة وطنية
لقد اصبحت احلام العراقيين‮  ‬كوابيس‮  ‬نعجز عن‮  ‬حصر ذكرها وحجمها‮   ‬كوابيس كلفتهم الكثير‮  ‬من‮  ‬دمائهم وثرواتهم الوطنية‮  ‬بعد ان تمنوا بأن‮ ‬يصبح وطنهم اجمل وابهى وارقى مما كانوا عليه من واقع صعب وشاذ قبل الاحتلال‮  ‬البغيض‮  ‬الذي‮ ‬اجرمت من خلاله‮   ‬واشنطن بحق الشعب العراقي‮ ‬والمنطقة برمتها‮..  ‬كان‮  ‬الحلم ان‮ ‬يكون العراق وشعبه الافضل‮  ‬وفي‮ ‬الصورة الاجمل التي‮ ‬يستحقها‮  ‬ويكون عليها‮  ‬،،ولكن بارادة العراقيين وتصميمهم‮  ‬وايمانهم بوطنهم وقدراتهم وثرواتهم والشرفاء والمخلصين وهم كثر‮  ‬سيبحثون ويعملون من اجل تحقيق طموحاتهم المشروعة و بناء‮  ‬حاضرهم ومستقبلهم‮  ‬كما‮ ‬يحلمون به‮  ‬لان‮  ‬احلامهم في‮ ‬البحث عن الافضل والتصميم على ذلك هو‮  ‬السبيل لخلاصهم ونجاحهم‮  ‬بل هو الحياة بعينها وذاتها‮  ‬وان‮ ‬غدا لناظره قريب‮.‬


 


مشاهدات 574
أضيف 2022/06/18 - 12:50 AM
آخر تحديث 2024/07/15 - 9:08 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 372 الشهر 7940 الكلي 9370012
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير