اليوم الوطني العراقي
زهير الراوي
سقط النظام العراقي في 9-4-2003 بعد الاجتياح الامريكي للعراق وفرض الديموقراطية عليه وتم ما يتعلق بالنظام البائد ومنها اليوم الوطني.
تصاعدت الاصوات والمقترحات لتعيين يوم بديل يمثل اليوم الوطني وحسب التوجهات والايدولوجيات السياسية والطائفية من قبل الكتل السياسية السائدة في الساحة (وفقهم الله جميعا) وكانت تتقاطع وتتناقض كما هو متوقع ومنها يو 9-4 الذي اعتبر يوما للتحرير في حين اعتبره اخرين يوما اسودا باعتباره يوما للاحتلال.
وادراكا لاهمية الموضوع وان مثل هذا الاختيار يجب ان يحظى بقبول ومباركة كل القوى الوطنية الرصينة ومكونات الشعب الاجتماعية والعرفية والدينية تصاعدت الدعوة لاختيار تأريخ لمناسبة يعتبرها الجميع مناسبة وطنيةاساسية تمثل انتقاله من واقع غير مقبول الى مستقبل زاهر وكان ذلك الاختيار قيام ثورة سنة 1920 في 30-حزيران وقد دعا كاتب هذا المقال الى ذلك منذ فترة وجيزة بعد الاحتلال في ندوة عقدت في نقابة المحامين بحضور الشيخ مهدي الخالصي وكرر ذلك سنويا في المنتديات الثقافية والسياسية وفي الصحف ومنها صحيفة (الزمان) الغراء.
حظيت ثورة العشرين بمشاركة جميع مكونات الشعب العرقية والدينية وفي كل المناطق الجنوبية والشمالية والغربية والشرقية مشاركة فعلية موثقة ويفتخر ابناء الثوار واحفادهم الى اليوم بذلك وليس هناك من لا يتفق على انها مناسبة تحظى بقبول الجميع مهدت لقيام الحكم الوطني.وقد تم تاسيس الجيش العراقي في 6-1-1921 وقيام المملكة العراقية واعتلاء الامير فيصل للعرش في اب -1921 وضع العراق تحت انتداب بريطانيا بقرار من عصبة الامم لمساعدته على بناء مؤسسات الدولة الحديثة والوصول بها الى الخبرة والرصانة الكافية لادارة شؤون البلاد بدون وصاية.
تم انهاء الانتداب من قبل عصبة الامم يوم 3-10-1932 وبذلك اعتبر هذا اليوم يوم الاستقلال الناجز للعراق اعقبه قبول العراق في عضوية عصبة الامم كأول دولة عربية تنظم اليها وبجهود ومتابعة شخصية من قبل الملك فيصل الاول اثناء زيارته لبروكسل مقر العصبة.ومما يشار اليه هنا ان العصبة لم تكن تضم الا خمسة وعشرين دولة من دول العالم وقد اثار ذلك اعتراض دول مهمة مثل مصر وعلى لسان الدكتور طه حسين.
فوجئ العراقيون في السنة الماضية 2021 باعتبار العيد الوطني العراقي هو 3-10 وبقرار من نظام الحكم القائم وبدون اخذ راي مكونات المجتمع العراقي ومؤسساته الثقافية والسياسية والنقابية والبرلمانية برغم اهمية الموضوع الاستثنائية.
اننا ندعوا هنا الى اتباع اسلوب رصين في اقرار ذلك بعرض الموضوع على الجهات المشار اليها اعلاه ومبادرة منظمات المجتمع المدني بنقاباته ونواديخ ومراكزه الثقافية لعقد ندوات نقاشية حول الخيارين المشار اليهما انفا وهمايوم قيام ثورة العشرين 30-6 او يوم انهاء الانتداب 30-10 بعد ان اقتنعت الدول الكبرى الاستعمارية بان العراق قد بلغ سن الرشد وبامكانه ادارة شؤونه بنفسه ( وذلك بعد خمسة الاف سنة من قيام اول دولة في العالم فيه واول امبراطورية (سرجون الاكدي) وبعد اربعة الاف سنة من سن شريعة حمورابي )
المستحسن ان يحسم الامر باستفتاء شعبي الكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي او بشكل مباشر.
والله من وراء القصد